رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1159

نبع السلام .. عندما تنتصر المبادئ على المصالح الضيقة وسياسات التخبط

19 أكتوبر 2019 , 03:59م
alsharq
أردوغان وترامب
يسري محمد

 

بينما كان الوزير العربي يندد بما وصفه بـ "العدوان التركي" على سوريا عقب اجتماع لجامعة الدول العربية الأسبوع الماضي.. نشر مغرد من بلاده على حسابه في تويتر فيديو لنفس الوزير منذ سنوات قليلة وهو يتهم تنظيمي "ي ب ك/ بي كا كا" بالإرهاب ويؤكد حق أنقرة في الدفاع الشرعي عن نفسها ضد التنظيمات الإرهابية ..

الأمر نفسه تكرر مع وزراء آخرين عبروا عن مواقف بلاد تغيرت وتبدلت بحسب المصالح الضيقة وسياسات التخبط التي كشفها المدون العربي في العالم الافتراضي.. ما طرح تساؤل على مواقع التواصل الاجتماعي عن أي شعوب تتحدث باسمها الجامعة العربية؟!!..

ففيما عدا 4 دول عربية خرجت لتعبر عن تطلعات تلك الشعوب ولتؤكد على أخوة الإسلام والمصير المشترك مع تركيا شقيقة.. تزعمت أخرى لغة أكثر عدوانية تجاه تركيا، وهي نفسها التي لم تنبس ببنت شفة حينما توافدت على سوريا قوات من كل حدب وصوب بحثاً على مصالحها.

لكن الآن ومع انتصار الحق التركي على الضغوطات الأمريكية والغربية وخروج تركيا من المواجهة وفي جعبتها كل ما تريد .. ما هو موقف الجامعة العربية والدول التي تزعمت اللغة العدوانية وأبواق الأنظمة التي تزعمت – هي الأخرى - الهجوم غير المنطقي أمام شعوبهم ؟!!

لسان حال الشعوب الآن أن الفريق الذي اختار المبادئ في سياساته الخارجية هو الذي فاز على الفريق الآخر الذي تراجع عن مواقفه  السابقة من دعم تركيا في معركتها ضد الإرهاب عندما كانت العلاقات مع أنقرة كأفضل ما يرام .

سياسات التخبط

أما الدرس الآخر الذي لم يتعلمه  فريق المصالح الضيقة – بحسب المغردين - هو سياسات التخبط في زعم مكافحة الإرهاب، فمكافحة الإرهاب ليس معياراً  انتقائياً إذ كان الأولى بعيداً عن هذا التخبط دعم تركيا في معركتها ضد الإرهاب بدلاً من اتهام أحزاب بالإرهاب وضربها بالمال السياسي وسجن الآلاف من منتسبيها لمجرد أنها فازت في الانتخابات بعد الربيع العربي.

الرهانات الخاسرة والرابحة

وككل الرهانات الخاسرة الذي راهنت عليها الأنظمة المتخبطة التي تخشى انكشاف تناقضاتها يوماً بعد آخر، خرج الرئيس رجب طيب أردوغان منتصرا من المواجهة مع ضغط واشنطن والغرب.

إذ حصل الرجل على كل ما يريد من المعركة : المنطقة الآمنة وعودة اللاجئين ورفع العقوبات.. بعد أن أرسل ترامب بينس وبومبيو إلى تركيا لإقناع أردوغان بالاستجابة والمساعدة في إنقاذ ماء الوجه والعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، ما تعد الأخيرة بحد ذاتها انتصاراً خالصاً لأردوغان.

ويبقى الرهان الوحيد الفائز لتلك الأنظمة هو أن تحاول إعادة ترميم علاقتها مع القوة الثانية في حلف الناتو بعد واشنطن، ولا ضير ذلك بعد أن تزعم ترامب إعادة تلك العلاقات وتبعه الثلاثي الأوروبي (البريطاني الفرنسي الألماني) .. كما أن تركيا دولة بالمفهوم الحرفي للدول التي تسمو عن صغائر العلاقات المزاجية والمصالحية الضيقة.

انتصار تركي كبير

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن عدد من الخبراء قولهم إن الانتصار التركي أصبح قريباً واستراتيجياً حيث حصلت أنقرة على  كل ما تريد من العملية "نبع السلام" 

مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاغابتاي يقول: "تبدو تركيا منتصرة على المدى القريب لأن أنقرة تمكّنت من إحداث شرخ بين وحدات حماية الشعب الكردية والولايات المتحدة".

ويقول أنطوني سكينر مدير شركة "فيريسك ميبلكروفت" لتقييم المخاطر إن الاتفاق "يفرض على الولايات المتحدة نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية وتفكيك تحصيناتها ومواقعها القتالية وهو ما كانت تطالب به تركيا منذ سنوات".

ورأى أن هذا الاتفاق "انتصار للرئيس أردوغان. وقد تم تأكيد ذلك كتابة بموافقة البيت الأبيض على سيطرة الجيش التركي على أراض في شمال شرق سوريا".

وينص الاتفاق الذي ترفض تركيا تسميته وقفا لإطلاق النار، على تعليق تركيا لعمليتها العسكرية لمدة خمسة أيام ووقف هجومها بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية.

أما الرئيس التركي أردوغان فيعتبر أن الاتفاق مع واشنطن على تعليق العملية التركية في شمال شرق سوريا سيفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة..

فإذا كان المنتصر سياسياً يريد فتح صفحة جديدة في العلاقات فعلى من خذلتهم سياسات التخبط – من باب أولى – أن يفتحوا صفحة جديدة مع شعوبهم والمنطقة التي لم تعد تحتمل المزيد من التخبط .

مساحة إعلانية