رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1438

3010

لاجئون أفارقة في تايلاند.. المهاجرون يواجهون صعوبات في التأقلم برمضان

19 يونيو 2017 , 11:37ص
alsharq
ترجمة - هاجر صكاح

رغم الصعوبات التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون المسلمون في تايلاند، إلا أنهم يجدون نوعا من الراحة في جمعية خيرية مسلمة هناك تقدم لهم العون والمساعدة خلال شهر رمضان.

ويكشف تقرير نشرته صحيفة بانكوك بوست، كيف يقضي اللاجئون الأفارقة الذين ساقتهم الأقدار والهرب من الأوضاع المأساوية في بلدانهم إلى بانكوك، يقضون شهر رمضان بعيدا عن عوائلهم وأحبائهم وبلدانهم التي اعتادوا فيها على طقوس وعادات مختلفة خلال الشهر الفضيل.

ففي بانكوك، تفتح العديد من المساجد أبوابها لهؤلاء اللاجئين الأجانب في وقت الإفطار. وتستضيف "مؤسسة ساتاشون للتعليم والأيتام" في تايلاند، على سبيل المثال مواطنين أفارقة بانتظام لتبادل وجبة الإفطار مع إخوتهم في الدين من التايلانديين، مما يشكل فرصة لهم لنسيان عدم اليقين بشأن مستقبلهم ووضعهم غير المستقر، وتعزيز ثقتهم في أنفسهم من أجل مواجهة الصعوبات المقبلة.

الإفطار بعيدا عن العائلة

ووسو لوكلوندو 29 سنة، وُلد في الكونغو لكنه عاش أغلب حياته في السودان. هاربا من حدة الفقر، يعيش حاليا منذ ما يقارب أربع سنوات في تايلاند، حيث يُعتبر طالب لجوء. يقول ووسو: "من الصعب حقا الاحتفال برمضان في تايلاند مع زوجتي ونحن بعيدان عن الأهل .. في بلدي كنا نقوم بزيارة العائلة والأصدقاء وقت الإفطار، ولكن نحن هنا لا نعرف كثيرا من الناس، لذلك نميل إلى البقاء في المنزل بعد الذهاب إلى المسجد أو زيارة مؤسسة ساتاشون .. وهناك دائما خوف من الوقوع وجها لوجه مع شرطة الهجرة". كونه لاجئا في المملكة التايلندية يعيش ووسو في حالة عدم يقين مستمرة، لأن صفة اللاجئ الرسمية لا تمنع من تعرضه للإزعاج من قبل الشرطة.

التكيف مع الأوضاع

هناك أيضا قيود ذات طبيعة عملية ومادية يكاد يكون من المستحيل العثور على اللبن الحامض و"الكسرى" - خبز الذرة - التي يفتقدها اللاجئون الأفارقة أكثر من أي وقت مضى خلال شهر الصيام هذا . وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يوضح ووسو رغبته الأولى في التقرَب إلى الله قبل كل شيء خلال هذا الشهر، ويقول "بما أن رمضان شهر مقدس أقضي معظم وقتي في دراسة القرآن.. هذا يساعدني على تجاوز الشكوك، لأكون أكثر قوة ذهنيا وروحيا".

صعوبة التأقلم

أما إسماعيل خنوسا فقد جاء لمؤسسة ساتاشون للإفطار. وقدم هذا الأخير طلبا للجوء في تايلاند بعد ثمانية أشهر من فراره من إثيوبيا بسبب التوترات العرقية. وليس من المتوقع أن يتقرر مصيره قبل عام 2019. في الـ32 من عمره، تعرف أصيل وهو من أقلية الأورومو على بلد استقباله تايلاند في عام 2014، عندما استوردت إثيوبيا منسوجات تايلاندية. في العام الماضي.

ويلاحظ إسماعيل "من الغريب بالنسبة لي الاحتفال بشهر رمضان المبارك كلاجئ بعد أن خسرت كل شيء، بالإضافة إلى هذا، أنا وحدي، ومشتاق جدا لعائلتي، خاصة في هذا الوقت من رمضان، هذا هو الوقت الذي نقضي فيه الوقت مع الأهل والناس الذين يعزون علينا، أنا ممتن جدا لأهل المسجد ومؤسسة ساتاشون التي هي مثل عائلة لي هنا ".

ويفسر إسماعيل أن بعض الأطباق المحضرة تقليديا لشهر رمضان في إثيوبيا تقترب من المطبخ العربي. وفي بلاده، بعد صلاة العشاء، الجميع يعود للمنزل ليفطر على مائدة سخية أُعدت من قبل النساء في العائلة. كما أن الإيمان هو مصدر راحة، خصوصا في الأوقات الصعبة. ويمكن للأكثر جلادة من بين الذين أُجبروا على مغادرة بلادهم هربا من حدة الفقر والاضطهاد، أن يقع في دوامة الخوف والقلق. ولكن بالنسبة لإسماعيل الصلاة والصوم هي طريقة لتجاوز ذلك. وأضاف إسماعيل " أنا أتأقلم تدريجيا مع الثقافة الإسلامية التايلاندية. وإذا كنت أشكر من القلب إخواني وأخواتي التايلانديين المسلمين هنا، ولكن ثقافاتنا مختلفة جدا. مرحلة التأقلم هذه ستستغرق وقتا طويلا". واعترف أنه أحيانا لا يستطيع فصل نفسه عن المخاوف الفورية وقت الصلاة. إذ انسحبت الطمأنينة والسكينة التي كان من قبل تغدق بها فترة الصيام إلى نفسه، مخلفة حالة من الارتباك الدائمة. وقال "إنها حقيقة لن تعترف بها إلا أقلية من إخواني اللاجئين، ولكنها حقيقة واقعة. ومع ذلك، فلا جدوى من القلق، لهذا السبب في هذا الشهر الكريم اخترت ألا أكترث لشيء إلا لله".

الإسلام الحقيقي

وقصة أحمد عمر (26 عاما) نفسها تقريبا، مترجم للأمم المتحدة في الصومال، هو لاجئ سياسي، استقر هنا مع سبعة من أفراد عائلته، آملا في نهاية المطاف الوصول إلى كندا. وقال "معظم الصوماليين مسلمون وهم يحتفلون برمضان بحماس كبير.. يمكن للمرء أن يصلي سبعا إلى ثماني مرات في اليوم، وبعد الإفطار يتناول الطعام عموما ثلاثا أو أربع مرات أثناء الليل. هناك أجواء بهيجة لأن كل الجيران مسلمين. وهذا أكثر ما أفتقده هنا ".

وأحمد لا يحاول فقط نسيان هموم الحياة اليومية في صلاته، بل يصلي أيضا لجميع الضحايا الأبرياء الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية التي يرتكبها المتطرفون. وأضاف: "أنا أبكي ضحايا هذه الهجمات، وأريد أن أقول للعالم إن هذا ليس ما يُعلمه الإسلام. الأشخاص الذين يرتكبون هذه الهجمات، ليسوا مسلمين حقيقيين ".

مساحة إعلانية