رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

704

صاحبة السمو تشهد جانبا من جلسات مؤتمر مؤسسة قطر السنوي السابع للبحوث

19 مارس 2018 , 06:05م
alsharq
الدوحة - قنا

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم، جانبا من جلسات مؤتمر مؤسسة قطر السنوي السابع للبحوث الذي بدأ فعالياته بمركز قطر الوطني للمؤتمرات ويستمر يومين.

فقد حضرت سموها الحلقة النقاشية التي تلت الافتتاح الرسمي للمؤتمر والتي جاءت تحت عنوان "البحث والتطوير: التركيز على الأولويات، وتحقيق الأثر"، وتحدث فيها سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، والسيد فيفيك كوندرا الرئيس التنفيذي السابق للمعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية، والبروفيسور حسن ماندال رئيس مجلس البحث العلمي والتكنولوجيا في تركيا، والسيد ديفيد روبرتس عضو هيئة التدريس بجامعة سنغيولاريتي الأمريكية.

وأكد سعادة الدكتور السادة، خلال الحلقة النقاشية، أن دولة قطر تقوم بكل ما في وسعها لتحقيق الأمن السيبراني لأنشطتها في جميع المجالات، وذلك باتخاذ الإجراءات الاحترازية والاعتماد على الأنظمة المتقدمة وأحدث التكنولوجيات.. مشيرا إلى أن الهجمات الإلكترونية أصبحت نوعا من التخريب للحكومات والشركات والكيانات لما تلحقه من أضرار كبرى اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها.

ولفت الدكتور السادة إلى أن الهجمات الإلكترونية غالبا ما تكون عابرة للحدود، لذلك فإن تحقيق الأمن السيبراني للدول يحتاج إلى تعاون دولي وتبادل للمعلومات والخبرات في هذا المجال، وكذلك بذل المزيد من الجهد لمواجهة مثل هذه الهجمات، مشددا على ضرورة سن قوانين وإبرام معاهدات واتفاقيات دولية والقيام بأنشطة وجهود منسقة لمواجهة هذا التخريب ومن يقوم به، وألا يفلت مجرم من العقاب.

واسترجع سعادة الدكتور السادة أثر البحث العلمي على اقتصاد الخليج في الماضي حين بدأت صناعة اللؤلؤ في اليابان، مما أحدث نوعا من الركود في التجارة التقليدية لدول الخليج، ولكن حين اعتمدت قطر على البحث العلمي في استخراج الغاز والاستفادة منه وتصديره إلى العالم استطاعت أن تؤثر في العالم كله، وأصبحت لاعبا أساسيا في مجال الطاقة.

ونوه الى أن دولة قطر سخرت البحث العلمي في التغلب على الصعوبات الجغرافية والسياسية وبفضل التكنولوجيا استطاعت تسييل الغاز وإرساله إلى الأسواق العالمية عبر أنابيب، مرجعا الفضل في ذلك إلى الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وقال سعادة وزير الطاقة والصناعة "إننا في دولة قطر أدركنا كيفية التعامل مع البحوث والتكنولوجيا والتطوير من خلال التحرك والمشاركة بطريقة منسقة واستخدام البحوث والابتكارات حتى لا نكون في موقف الضعيف، وحتى نستطيع تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تعتمد على اقتصاد المعرفة وتنويع مصادر الدخل".

وأضاف سعادته بأن الدولة لديها خطط تعمل على تحقيقها وتنفيذها بمرونة .. مشيرا إلى عدم النظر لخطط الدولة على أنها مقدسة وجامدة وغير قابلة للتعديل بل جميع الخطط خاضعة للتطوير والتحديث وإعادة النظر إذا اقتضت الضرورة.

وشدد سعادة الدكتور السادة على أهمية الاعتماد على البحوث في الصناعة للاستفادة من الموارد المتاحة، خاصة صناعة النفط والغاز، وكذلك ضخ الميزانيات والموارد في البحوث غير المتعلقة بالوقود لتعزيز الاعتماد على اقتصاد المعرفة وعدم الركون للاقتصاد الأحفوري، منوها إلى أن قطر حين أطلقت رؤية قطر الوطنية 2030 كانت تعتمد على الموارد غير النفطية بنسبة 30 بالمئة، بينما الآن تعتمد عليها بنسبة 50 بالمئة مما يعكس ويؤشر اتجاه الدولة الصحيح، وأن البحوث والابتكار هما الركيزة الأساسية لتطوير أي مجتمع.

من جانبهم أكد المتحدثون في الجلسة على أهمية توجيه الإنفاق إلى أحدث الأنظمة التكنولوجية وليس التكنولوجيات القديمة مع توظيف رأس المال في مواجهة التحديات وربط القطاع العام بالخاص وبمراكز البحوث، وكذلك الاهتمام بالتكنولوجيا ورقائقها.. مشيرين إلى أن هذه الأمور رغم أنها تكلف الكثير من الأموال إلى أنها توفر الكثير أيضا.

وأوضحوا أن الهواتف النقالة اليوم أصبحت أقوى من الصواريخ، وأن الحروب المستقبلية ستكون عبر الإنترنت مما يتطلب خلق "إنترنت آمن" عن طريق التعاون على الصعيد الدولي في مجال الأمن السيبراني، واستغلال المواهب والقدرات الفعالة والبدء باستقطاب الشباب ورعاية جيل من الأطفال وتأهيلهم ليكونوا نواة لجيل من الإلكترونيين يبتكرون ويخترعون ويبدعون الحلول لتحقيق الأمن السيبراني لبلادهم.

كما حضرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جلسة تحت عنوان "المستقبل يحدث الآن"، اشتملت على عرض توضيحي قدمته واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة سينغولاريتي الأمريكية وتحدث فيها السيد ديفيد روبرتس عضو هيئة التدريس بجامعة سينغولاريتي والذي ركز على الطريقة التي ستشكل بها التقنيات المتغيرة بشكل متسارع الصناعات والمجتمعات وجميع جوانب الحياة. كما استعرض الأثر الذي تحدثه التقنيات على الازدهار الاقتصادي والأعمال والطاقة والتصنيع والرعاية الصحية والطب.

وأكد روبرتس، أن العالم اليوم يشهد مرحلة من النمو المتسارع تشبه ما شهدناه في القرن الثامن عشر، الذي شهد اختراع الكهرباء، وأن العالم يعيش في عصر يقدم فيه الذكاء الاصطناعي قيمة مضافة كبيرة إلى أشياء بسيطة، مثل السيارات والهواتف.

واعتبر أن الابتكار يعني القيام بالأمور نفسها، ولكن بشكل أفضل وأسرع. في حين أن الابتكار المزعزع يعني القيام بأشياء جديدة تُفقد الأمور القديمة قيمتها.. مؤكدا أن الشركات لا يمكن لها أن تُعطل التكنولوجيا، وأن الشركات الناشئة، هي التي تخلق الذكاء الاصطناعي بمعدلات هائلة.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول من مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث، جلسات نقاش أدارها مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين، بالإضافة إلى عروض توضيحية للمشاريع البحثية المشاركة، والتي تدور حول الركائز الأربع لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث "الطاقة والبيئة، والحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، والصحة والطب الحيوي، والعلوم الاجتماعية والإنسانية والآداب".

وشارك ممثلو الجهات المعنية بقطاع البحوث والتطوير في الجلسات والعروض التوضيحية والأنشطة المنعقدة تحت مسارات المؤتمر الثلاثة، بالإضافة إلى طرح 16 شركة ناشئة عالمية أفكارها ومنتجاتها الرائدة.

كما أقيمت جلسة نقاشية بعنوان "البحث والابتكار من أجل تعزيز القدرة التنافسية لقطر"، شارك فيها ستة خبراء من ثلاث دول لمناقشة دور قطاع البحوث والتطوير في بناء اقتصاد مستدام وقادر على المنافسة العالمية، أكدوا خلالها على أهمية أن يكون الاستثمار في الشركات التي تتناسب مع احتياجات الصناعة، "وأن يكون التمويل للمجالات العلمية المتصلة ببلداننا، والتي يكون لها تأثير عالمي أيضاً كالمجالات المرتبطة بمسار اقتصادي، حتى تساعد نتائجها على حل المشاكل التي تواجهنا. فحتى نكون قادرين على المنافسة، يجب أن نكون دائماً على اتصال بالواقع بشكل وثيق".

كما تضمنت فعاليات اليوم الأول تقديم مسار الباحثين لأفضل 55 مشروعًا بحثيًا قطريًا من خلال جلسات تمحورت حول الركائز الأربع للمؤتمر، التي يركز كل منها على جانب بحثي يُعد أولوية لدولة قطر. كما عُرض 270 ملصقًا لمشاريع بحثية، بالإضافة إلى عرض المؤسسات والشركات في قطاع البحوث والتطوير في قطر لأنشطتها ومشاريعها البحثية القائمة.

ويشهد اليوم الثاني من مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث والتطوير 2018 ، مناقشة مسار استراتيجية البحث للأطراف المعنية بقطاع البحوث والتطوير القطري، لتحديث استراتيجية قطر الوطنية للبحوث، مع انعقاد ورش عمل تفاعلية على مدار اليوم، يعقبها الجلسة العامة الختامية، التي ستحدد التوصيات الخاصة بالمرحلة القادمة.

ويُستهل اليوم الثاني بجلسة نقاش تتناول موضوع "تقديم العلوم الأثرية والتكنولوجيا واستراتيجية الابتكار"، مع معرض الشركات الناشئة المستقبلية، واستمرار عروض الملصقات البحثية.

وتهدف النسخة السابعة من المؤتمر، الذي ينظمه قطاع البحث والتطوير بمؤسسة قطر، إلى دعم توجه دولة قطر لتصبح مركزًا عالميًا للبحث والابتكار حيث تقدم النسخة الحالية ثلاثة مسارات جديدة يركز كل منها على عنصر محوري في نظام البحوث والتطوير القطري. كما يوجه المؤتمر وجهات النظر القطرية والعالمية نحو كيفية قيام البحث والابتكار بمواجهة التحديات الهائلة التي تواجه قطر وتعزيز مكانتها في السوق العالمية.

مساحة إعلانية