رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

840

كتاب وإعلاميون: على المؤسسات المعنية أن تدرك خطورة ما يُقدم للطفل

19 فبراير 2017 , 09:09م
alsharq
هاجر بوغانمي

بعد أن غزت البرامج والبرمجيات الحديثة واقعنا..

الذكريات كلها مرئيةٌ: طفولتُنا.. والأحلامُ الصغيرة التي لم تكبر بعدُ لأن الطفل فينا لم يكبر.. تتوقف عقارب الزمن برهة أمام تفاقم مشاعر الحنين إلى ماض لن يعود.. أو.. قد يعود! ما أحلى أن نعيش في خير وسلام ما أحلى أن نكون في حب ووئام، لا شر يؤذينا لا ظلم يؤذيــــنا والدنيا تبقى تبقى أمانا للجميـع، ما أحلى أن نعيش في بيت واحـد ما أحلى أن نكون في وطن واحد، الحب للجـميع والخـير للجـميع والدنيا تبقى تبقى أمانا للجميـع..

ماذا لو قارنا هذه العينة من الرسوم المتحركة بما يقدم للطفل اليوم؟ بكل تأكيد فإن الفرق واضح، ولقد وجدت هذه الأعمال الجديدة رواجا بعد انسحابِ التلفزيونات العربية من خارطة إنتاج الأعمال الفنية بشكل عام، والأعمال الموجهة للطفل تحديدا، وتراجعِ دور المبدعين في تقديم أعمال قادرة على أن تكون جيلا متوازنا، وتهميشِ هذا الجانب من قبل المؤسسات المعنية لصالح جوانب أخرى، فكيف نستثمر في جيل نشأ في كنف برامج وبرمجيات حديثة لا تتكئ على أبعاد قيمية وأخلاقية، ولا تهدف إلى بث رسائل تربوية؟

من عاصر برنامج "افتح يا سمسم" سيدرك المغزى من هذا الكلام. ولمزيد من تسليط الضوء على هذه الإشكالية، التقت (الشرق) عددا من الكتاب والإعلاميين.. فكان التالي:

سالم الجحوشي: أعمال اليوم تستحوذ على الطفل دون أن تقدم له شيئا

سالم الجحوشي - مخرج رئيس فرقة الجزيرة المسرحية

بداية يقول الفنان سالم الجحوشي مخرج دوبلاج: "افتح يا سمسم" كان برنامجا يفتح أبواب العلم والمعرفة، ويعلم الأبجديات، وكان موعدا يوميا شبه مقدس، أتمنى أن يقدم الموسم الثاني من هذا البرنامج بالنمط القديم ذاته، ولكن بتقنية متطورة وباستخدام أمثل للتطور الحاصل في هذا المجال، خاصة أن الألعاب والبرامج التي تقدم للطفل اليوم تغلب عليها مشاهد القتل والدمار، وهي أعمال تستحوذ على الطفل دون أن تقدم له شيئا. إضافة إلى أن المسرحيات لم تعد ذات قيمة، والأعمال الفنية بشكل عام يغلب عليها الطابع الربحي. أتمنى ألا يكون "افتح يا سمسم" (2) محددا بأطر الهدف منها سياسي أو أيديولوجي، لأنها أمور لا يستطيع تحملها الطفل.

أعتقد أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة بسبب غياب الوعي، وهو ما أدى إلى وجود طفل مشتت ما بين الواقع والخيال. نتمنى أن يجد هذا الأمر صدى لدى المقتدرين.

عائشة حسن: على التلفزيون أن يعود للعب دوره

عائشة حسن

وتقول المذيعة عائشة حسن: الحياة تغيرت، وطفل اليوم يختلف عن طفل الأمس، ودرجة الوعي القيمي قلّت بسبب غياب البرامج الموجهة والمؤثرة في ظل سيطرة الوسائط الحديثة التي سحبت البساط من تحت أقدام وسائل الإعلام التقليدية، وجعلت الطفل يعيش في عزلة، وليس الطفل فحسب بل العائلة بجميع أفرادها. في الماضي وأتحدث هنا عن فترة السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات كانت الإذاعة والتلفزيون يلعبان دورا أساسيا بعد الأسرة والمدرسة في تربية الطفل من خلال الرسائل الهادفة. فبرنامج "افتح يا سمسم" كان عملا ضخما يقدم رسائل تربوية، والبرامج التربوية كانت أكثر عددا في الماضي، إضافة إلى ذلك فإن طفل السبعينيات والثمانينيات كان أكثر إدراكا، ومساحة الوعي لديه كانت كبيرة، والسبب في ذلك هو أن كل ما يتلقاه كان ذا قيمة، أما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل وأصبح الهدف ربحيا بالأساس. وهنا لابد من أن يعود التلفزيون للعب دوره.

"افتح يا سمسم" نموذج للبرامج التي تغذي مدارك الطفل

عبد العزيز السيد

ويقول الإعلامي عبدالعزيز السيد: قنوات التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في التأثير على التقليدية الموجهة للطفل، وبرنامج "افتح يا سمسم" من البرامج التي شارك في إنتاجها نخبة من الفنانين الخليجيين. مثلُ هذه البرامج نفتقدها اليوم، لأن معظم القنوات العربية لا تدرك أهمية مناقشة عقلية الطفل، بالإضافة إلى غياب البرامج التي تغذي روح الانتماء. اليوم أصبح الانتماء إلى المسلسلات الدخيلة والبرامج التي تدمر عقلية الطفل، وتزرع في كوامنه العنف والخوف. أعود لأقول إن النسخة الثانية من برنامج "افتح يا سمسم" هي امتداد للنجاحات التي حققتها النسخة الأولى لكن بروح العصر باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتوظيف مجالات الإخراج والإنتاج التلفزيوني، وهذا نموذج للبرامج التي تغذي مدارك الطفل.

حسن إبراهيم: لابد من إعادة النظر في البرامج والأعمال

الفنان حسن إبراهيم

يقول الفنان حسن إبراهيم: ما كان في السابق يختلف عن الوقت الحالي، وما يتعلق ببرامج الطفل من أعمال مسرحية وفنية لابد من إعادة النظر فيه من الجهات المختصة منها إدارة الثقافة والرياضة المشرفين على شؤون المسرح، وإدارة التلفزيون، ووزارة التعليم والتعليم العالي، ومركز رعاية الطفولة، والفرق المسرحية، والمؤسسات الفنية بتشكيل لجنة لإعادة وضع إستراتيجية كما كان في السابق ودعم الفرق المحلية والمؤسسات الخاصة من قبل الدولة لإعادة تنفيذ هذه المشاريع الخاصة بالطفولة.

تيسير عبدالله: الاستراتيجية المطلوبة هي الإنتاج المواجه

تيسير عبد الله

يقول الكاتب تيسير عبدالله: المسألة أفلتت من يد الدول بمؤسساتها الحكومية التي كانت تتحمل المسؤولية وتركز على الجانب التربوي أكثر من الجانب الربحي، ولكن بما أن اللعبة أصبحت بيد الطرف الآخر، فمن الصعوبة مراقبة ما تقدمه البرامج الحديثة على شبكة الإنترنت. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو كيف نقاوم حالة الانفلات؟ أعتقد أن الإستراتيجية المطلوبة اليوم هي الإنتاج المواجه.

على المستوى الخليجي والعربي قدمت مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية حقوق البث من برنامج "افتح يا سمسم" لشركة إماراتية إلا أن هذه الشركة للأسف لم تقدم البرنامج بهوية عربية مثلما قُدمت النسخة الأولى.

مساحة إعلانية