رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

677

تحرير غرب الموصل.. يغلفه تحذير أممي من وطأة وضع إنساني

19 فبراير 2017 , 11:41ص
alsharq
الدوحة – قنا

يدفع المدنيون الأبرياء أثمانا مادية ومعنوية وإنسانية باهظة، مع كل عملية تحرير لأرض من براثن الإرهاب والاعتداء، وهذا ما تتخوف منه الآن منظمات إنسانية دولية مع بدء العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل، وحذرت تلك المنظمات من الوضع المأساوي لعشرات الآلاف من المواطنين الذين يقطنون الجانب الأيمن من مدينة "الموصل" في شمال العراق الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".

وبعد أن تم تحرير "الجانب الأيسر" للمدينة من سيطرة التنظيم في 24 يناير الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الأحد، في بيان له عن انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل وانطلاق صفحة جديدة من عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير الجانب الأيمن من الموصل وتحرير المواطنين من إرهاب "داعش" قائلا "إن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض"، على ما ورد في البيان.

المدنيين في الموصل

الأسر معرضة للخطر الشديد

جاء إعلان العبادي متزامنا مع تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، والذي قال: "إنه مع بدء العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق غرب الموصل هناك عشرات الآلاف من الأسر المعرضة للخطر الشديد، وتؤكد الدراسات المسحية التي أُجريت حديثاً مع الجهات الرئيسية في تزويد المعلومات بأن إمدادات الغذاء والوقود تتضاءل وإن الأسواق والمحلات التجارية قد أُغلقت والمياه الجارية نادرة والكهرباء في العديد من الأحياء السكنية إما تعمل بصورة متقطعة أو قطعت تماماً".

ونقل التقرير عن "ليز جراندي" منسقة الشؤون الإنسانية في العراق قولها "إن الوضع محزن والسكان يواجهون الآن مشكلة كبيرة" ولفتت إلى "بذل الآباء والأمهات قصارى جهدهم من أجل إطعام أطفالهم وتدفئة منازلهم، إن المعركة لم تبدأ بعد، ولكن هناك أزمة إنسانية بالفعل".

إلى ذلك تقدر الأمم المتحدة، بأن هناك ما بين 750 إلى 850 ألف شخص من المدنيين المقيمين في الجزء الغربي من مدينة "الموصل"، وقد وصل إليهم القليل، أو لم يصل، من الإمدادات التجارية للمدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك في أعقاب قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى سوريا.

نقص المياه في الموصل

نقص الغذاء والمياه

وتشير منظمات إنسانية دولية إلى أن ما يقرب من نصف محلات المواد الغذائية قد أغلقت وأن الوقود في المخابز في جميع أنحاء المنطقة قد نفد، ولا يملك العديد من الناس القدرة على شراء مادة الدقيق التي ارتفع سعرها إضافة إلى ارتفاع سعر غاز الطهي حيث تقوم العديد من الأسر المعوزة بحرق الخشب والأثاث والبلاستيك أو القمامة لأغراض الطهي والتدفئة.

من جهته قال "بيتر هوكينز" ممثل منظمة "اليونيسف" في العراق "يواجه الأطفال وأسرهم نقصاً حاداً في المياه الصالحة للشرب ويعتمد 3 من أصل 5 أشخاص الآن على المياه غير المعالجة من الآبار لأغراض الطهي والشرب حيث تضررت شبكات المياه ومحطات معالجة المياه جراء القتال أو بسبب نفاد مادة الكلور المعقمة".

وذكرت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في العراق "سالي هايدوك"، بأن أسعار المواد الغذائية في غرب الموصل قد وصلت إلى ضعف ما هي عليه في شرق الموصل تقريباً، مضيفة "نحن قلقون للغاية من أن العديد من الأسر لا تملك ما يكفي من الطعام في غرب الموصل".

وفي إطار تحذير السكان ألقت القوات الجوية العراقية ملايين المنشورات على الساحل الأيمن من مدينة الموصل الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش"، وتوضح تلك المنشورات "والتي بثت" على مواقع التواصل الاجتماعي لوزارة الدفاع بأن القوات العراقية بدأت في التقدم صوب غرب الموصل، وتتضمن المنشورات ذاتها تنبيهات وتوصيات للمواطنين للاستعداد لاستقبال القوات العراقية، كما حذرت مسلحي التنظيم وطالبتهم بإلقاء السلاح والاستسلام قبل أن يواجهوا مصيرهم المحتوم، وكان الجيش العراقي قد وضع "خطة كاملة" لتحرير الجانب الأيمن من الموصل منذ يناير الماضي أملا باستعادة المدينة بأكملها وتحريرها من تنظيم "داعش".

أحد عناصر القوات المشاركة في عملية الموصل اليوم

قصف عنيف على الساحل الأيمن

ميدانيا، ذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف الدولي والمدفعية العراقية بدأت منذ مساء أمس "السبت" قصفا عنيفا على الساحل الأيمن من الموصل، استهدف منصات صواريخ "داعش" في مناطق مختلفة، تمهيدا لبدء القوات العراقية المشتركة هجوما واسعا من عدة محاور وبإسناد مباشر من التحالف الدولي، الذي أعلن بدوره أن قواته دمرت أمس "السبت" مبنى في المجمع الطبي الرئيسي غرب الموصل يشتبه في أنه يضم مركز قيادة "لداعش".

وكان العبادي أعلن في 24 يناير الماضي أن قواته استعادت من تنظيم "داعش" شرق الموصل، وأن المعركة تنتقل إلى الجانب الغربي من المدينة، الذي يطلق عليه سكان المدينة "الساحل الأيمن"، وهو أصغر من حيث المساحة، لكن كثافته السكانية مقارنة بالجانب الشرقي أكثر، ويعد معقلا تقليديا قديما للمتشددين، وتنتشر قوات تابعة لوزارة الداخلية ومن الشرطة الاتحادية منذ نوفمبر الماضي في مواقع على الأطراف الجنوبية من مطار الموصل، التي تربط أحياء جنوبية للمدينة بالضفة الغربية من نهر دجلة.

وتعد معركة الموصل "وفقا لخبراء ومتابعين" أكبر عملية عسكرية برية في العراق منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003، ويشارك فيها 100 ألف مقاتل من القوات العراقية وأفراد قوات الأمن الكردية ورجال فصائل.

يشار إلى أن تنظيم "داعش" تمكن في 10 يونيو 2014 من السيطرة على مدينة الموصل وكذلك على منشئات حيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار، وقنوات تلفزيونية، أعقب ذلك إطلاق ألف سجين من السجن المركزي.

يذكر أن مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي مليوني نسمة.

مساحة إعلانية