رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

298

معهد قطر ينشئ مركزاً بحثياً لعلاج السرطان والسكري

18 أكتوبر 2013 , 12:00ص
alsharq
الدوحة - غنوة العلواني

يتطلع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، إلى تحقيق باقة من الأهداف الفذّة التي تأتي ضمن الطموحات التي يصبو إليها، ومن بينها الوصول إلى عالم خال من مرض السكري والفوز بجائزة نوبل خلال الخمسة عشر عاماً القادمة، والتأسيس لنهج متطور لبحوث الخلايا الجذعية، لاسيّما وأن المعهد مقبلٌ على تدشين أول مختبر بحثي في دولة قطر خلال هذا العام.. يعد تحقيق مثل هذه الأهداف علامة فارقة لأي معهد بحثي، لاسيّما حين يكون معهداً جديداً كمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي الذي تأسّس في شهر نوفمبر عام 2011. ويرى الدكتور فيليب فروجويل، رئيس مركز بحوث علوم الجينوم التابع لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، أن مثل هذه الأهداف يمكن تحقيقها من خلال الآليات التنظيمية الطموح التي يتبناها المعهد، والتي ستمكن الباحثين داخل المعهد من تحقيق مزيد من الاكتشافات خلال دراساتهم على مختلف الأمراض. وقال د. فروجويل "ستمثّل الدراسات البحثية داخل المعهد نقلة نوعية كبيرة، حيث ستواصل مسيرة البحوث الحالية للتوصل إلى تطبيقات واقعية يمكن للمريض استخدامها بشكل شخصي في رعايته الصحية. ونحن نرى كل يوم اكتشافات مهمة في مختلف أنحاء العالم، ولكن ينقصها في بعض الأحيان القدرة أو الاستقرار المالي الذي يتيح نشرها أو تطويرها في صورة تطبيقات قابلة للاستخدام". فعلى سبيل المثال، نجد أن برامج بحوث مرض السكري داخل المعهد، وهي أحد البرامج الرئيسة للمعهد، ستعتمد على منجزات سبق لجامعة إمبريال كوليدج في لندن أن توصلت إليها، وتقوم بتطويرها ومواصلة مسارها ولكن بشكل تجريبي على المرضى. ويتميّز معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بمنهجه العملي الذي يقوم على التعاون والكفاءة، وتكريس جميع الجهود لتحقيق أهداف بعينها.

وقد أشار د. فروجويل إلى أنه لا يمكن أن يصل أي معهد بحثي إلى مكانة عالمية يُعترف بها دولياً، في فترة تقل عن 50 عاماً، فمؤسسات مثل جامعة أكسفورد، ومعهد باستور، وجامعة كامبريدج، وجامعة هارفرد وغيرها من المؤسسات البحثية الشهيرة، استغرق بعضها مئات السنوات ليصل إلى مكانته الحالية، بل إن أحدها يرجع تاريخه إلى أكثر من ألف عام. وبطبيعة الحال، ندرك أننا لا نستطيع أن نصل لمثل هذه المكانة، وأن نحذو حذو مثل هذه المؤسسات الكبرى خلال الفترة القصيرة من عمر المعهد، لذلك اتبعنا منهجاً يتجنب استنساخ هذا المسار، ويسعى إلى تطويره والإضافة عليه".

تغييرات عديدة

وقد طرأت تغييرات عديدة على المجتمع العلمي الدولي خلال السنوات العشر الماضية، تعكس توجه العلماء إلى تبادل المعارف والمعلومات وإتاحة الوصول إليها بشكل مجاني، وهو بعينه نموذج التطوير الذي يسعى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي إلى تطبيقه. ثم

أوضح الدكتور فروجويل أنه: "تتيح لنا الشراكات الاستفادة من خدمات أبرز الباحثين في مجالات محددة، والعمل على تعزيز بحوثهم وتطويرها سواءً في دولة قطر أو خارجها، إلى جانب الاستفادة من كبرى المؤسسات البحثية، أينما وجدت".. وتأتي رسالة معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التي يصبو إلى تحقيقها في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، وتنعقد الآمال على أن تثمر جهود المعهد في علاج أمراض السكري والسرطان بشكل خاص، عن نتائج إيجابية واسعة الانتشار تمتد لتشمل البشرية بأسرها.. ومن منطلق خبرته الطويلة بمرض السكري، يسعى الدكتور فروجويل إلى فهم طبيعة هذا المرض بشكل أكبر، حيث قال: "تتميز البحوث الأولية التي يزمع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي إجراءها، بأنها تأتي ضمن طليعة البحوث التي يتم فيها استخدام عينات من بيوبنك قطر، حيث سيتم تحضير الحمض النووي الذي يعتقد أنه السبب وراء الإصابة بمرض السكري من النوع 2، سواءً في اختبارات التشخيص أو عملية العلاج المستقبلية". كما رصدت البحوث أيضاً أن احتمالات الإصابة بمرض السرطان أعلى لدى مرضى السكري ممن لا يعانون منه.

مركز بحثي

من المخطط أن يتم تخصيص مساحة تبلغ 200 متر مربع داخل حرم كلية طب وايل كورنيل في قطر لإنشاء المركز البحثي، التابع لمعهد قطر لبحوث الطبي الحيوي، حتى يتسنى للمركز إجراء اختبارات جينية لتحديد العلاقة بين الإصابة بمرض السكري وأمراض السرطان التي تصيب النساء، وذلك بالتعاون مع مركز السدرة للطب والبحوث. وقد رصدت البحوث ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري خلال فترات الحمل، حيث تبين أن ما يقرب من 5 % إلى 10 % من النساء الحوامل في المملكة المتحدة على سبيل المثال تظهر عليهن أعراض مرض السرطان، في حين تبلغ النسبة 20 % لدى النساء في دولة قطر، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على المرأة والجنين. وتتوقع الدراسات التي أجريت أن ترتفع النسبة إلى 30 % خلال السنوات العشر القادمة.

سرطان المبيض

كما رصدت الدراسات ارتفاع حالات الإصابة بسرطان المبيض في المنطقة، لذلك ستتجه البحوث التي تُجرى في هذا الشأن إلى مراجعة أنماط الرعاية الشخصية، وفقاً لمعدل انتشار الخلايا السرطانية التي يرصدها الجراحون، ومن المتوقع أن يسعى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي من خلال هذه الاستراتيجية البحثية إلى تحقيق نقلة نوعية للبحوث العلمية في المنطقة، خلال السنوات الخمس القادمة، وقد أوضح الدكتور فروجويل منهج معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في تأسيس بيئة بحثية مستدامة ومتنامية، مفصحاً عن أحدث الإنجازات في هذا الصدد قائلاً: "لقد نشرت مجلة "نيتشر جينيتكس"" أولى أوراقنا البحثية مؤخراً".

مساحة إعلانية