رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1417

عسكرة مركز العالم.. سباق الموانئ والغاز

18 سبتمبر 2019 , 07:00ص
alsharq
قوات في البحر المتوسط
الدوحة – الشرق:

لم تبدأ قصتنا اليوم، فعلى مر التاريخ عرف البحر الأبيض المتوسط أحداثا كبيرة حددت مصير المنطقة، فالدولة التي تسيطر عليه تسيطر على أهم الممرات التجارية وعليها أن تحمي نفسها جيدا، وإذا خسرت نفوذها فيها فعليها أن تنتظر قدوم الأعداء إلى عقر دارها.

اكتسب البحر المتوسط أهمية إستراتيجية كبيرة منذ فجر التاريخ، وظلت مضايقه موضع صراع بين الدول والأمم الساعية للسيطرة على العالم، إذ كانت ممرات حيوية للجيوش وللهجرات عبر العالم، وهو ما يُفسر التنوع العرقي واللغوي والديني والثقافي والحضاري الهائل لحوض المتوسط، مما جعل مؤرخي وعلماء الاجتماع يسمونه "مركز العالم".

فالدولة الفاطمية مثلا، أدركت جيدا أهمية المتوسط وسعت فى فترة تأسيسها للسيطرة عليه، في ظل سيادة في الشرق للعباسيين، وسيادة في الغرب والأندلس للأمويين، وسيادة للبيزنطيين على أوروبا، الأمر الذي دفعهم إلى بناء أسطول بحري مهول مكّنهم من بسط نفوذهم على الجزء الأكبر من هذا البحر.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فما سعت له الدولة الفاطمية منذ قرون وبنت لأجله آلة حرب بحرية، يعيد نفسه اليوم مرة أخرى، وإن تغيرت المسميات والدول إلا أن الجميع يتفق على أن البحر المتوسط ملعب إستراتيجي بالغ الأهمية وتتقاطع فيه مصالح الدول الكبرى، وتتموضع فيه أساطيلها البحرية.

ولأن معادلة القوة تتغير من زمن لآخر، أعددنا العدة لنبحر في هذا التقرير في مياه المتوسط، ونقف عند أبرز المحطات واللاعبين فيه، نبحث فيها عن إجابات حول أسباب سعي الدول الكبرى اليوم للسيطرة عليه؟ عن ماذا يبحثون؟ ولماذا كل هذه الأساطيل البحرية؟ روسيا تنبهت إلى أن الأوروبيين يسعون بكل ما أوتوا من قوة للخلاص من الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة الروسية، وباتت أنظارهم متوجهة إلى الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى، فقررت أن تستدرك الأمر فورا.

فقد حازت روسيا على حقوق تنقيب النفط والغاز في البر والبحر السوريين، وعززت ذلك باستئجارها لقاعدة طرطوس البحرية لـ 49 عاما وكثفت من وجودها العسكري فيها، كما يوجد جزء من أسطولها البحري فيها.بالإضافة إلى تقوية علاقاتها مع إسرائيل من خلال شركة "غاز بروم" التي لن تشارك في استثمار حقول الغاز الإسرائيلية وحسب، بل ستشارك أيضا في نقله بحسب صحيفة (Globs) الإسرائيلية.ووفق محللين، فقد كان الهدف من حرص الروس على إطالة الصراع في سوريا تأخير وصول الإمدادات لأكبر مستورد للغاز في العالم (أوروبا)، الأمر الذي سيتطلب استمرارا لشلالات الدماء في سوريا، وإرغاما لها للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

أما أمريكا - منذ عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما- فقد حطت أنظارها على موارد الغاز في المتوسط، وحرصت على تعزيز وجودها هناك، ونشرت شركات استكشاف وتنقيب أمريكية على سواحله. الرئيس دونالد ترامب لم يختلف كثيرا عن أوباما، فقد تم رفع التعزيزات في عهده في الفترة الزمنية ذاتها التي عززت فيها روسيا وجودها العسكري في البحر المتوسط، فإذا كان أوباما قد أوعز للمدمرات الأمريكية المنتشرة في شرق البحر الأبيض المتوسط بألّا تبرح مكانها، فإن ترامب قام بزيادة الأسطول الأمريكي هناك، فإن الندية بين موسكو وواشنطن تصاعدت أخيرا ولم يتغير شيء على الأرض، وأرجعت مجلة "ذي أميركان إنترست" ذلك إلى "ضغوط" من القادة العسكريين الذين يرون تصاعدا للنشاط الروسي على المستويات العسكرية والدبلوماسية في المتوسط على حساب الهيمنة الأمريكية.

والصين كذلك، إذ لم تعد البلدان المطلة على البحر المتوسط وشركاء أوروبا وأمريكا وروسيا أصحاب المصلحة الوحيدة بالمتوسط، فبكين اليوم في مقدمة هذه القوى وتشارك في صناعة الطاقة وغيرها من قطاعات الاقتصاد. وعندما نفذت الصين مناورات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط إلى جانب روسيا للمرة الأولى، شعر المجتمع الدولي بالذهول بسبب الظهور المفاجئ للقوتين في الأراضي الأوروبية بين ليلة وضحاها.

ليس هذا فحسب، فقد أصبحت الصين المستثمر البارز في البنى التحتية للموانئ المطلة على البحر المتوسط، أبرزها في ميناء بيرايوس، أكبر ميناء في اليونان وواحد من أكبر الموانئ بالبحر المتوسط، وآخرها ميناء طرابلس بلبنان. لاشك أن الوجود الصيني في المتوسط لا يزال حديثا مقارنة بالوجود الغربي، وبحسب الباحث علي باكير فإن حجم التوسع المالي والاقتصادي والتجاري الصيني، وحجم الأموال والتجارة المتدفقة يفترض أن الصين تحضر لوجودها العسكري وستعمل على تأمين الكم المتزايد من الاستثمارات والمصالح "عسكريا".

فيما أكدت وزارة الدفاع الصينية بناء أول قاعدة عسكرية صينية بالخارج في خليج عدن، وبالتالي الوصول الإستراتيجي إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس في مصر، التي عززت معها العلاقات الاقتصادية والعسكرية. لاعبون كبار، ومصالح لدول كبرى، ومحاولات حثيثة لتأكيد حضورهم في ساحات البحر المتوسط، وأساطيل بحرية تتدفق ومخاوف كبيرة من حروب قد تنشب، اختلفت الأهداف المعلنة إلا أن الغاز يبقى الحكاية التي لن تنتهي. وذلك بحسب"الجزيرة نت".

اقرأ المزيد

alsharq الرئيس الأمريكي يوافق على تصدير نوع متطور من رقائق الحاسوب إلى الصين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن موافقته على تصدير نوع متطور من رقائق الحاسوب المستخدمة في تطوير الذكاء... اقرأ المزيد

74

| 09 ديسمبر 2025

alsharq أمين عام الأمم المتحدة يندد بمداهمة الاحتلال الإسرائيلي لمقر الأونروا في القدس الشرقية

ندد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بشدة اليوم بمداهمة قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر وكالة الأمم المتحدة لغوث... اقرأ المزيد

136

| 09 ديسمبر 2025

alsharq الدفاع المدني في غزة ينتشل 98 شهيداً من مقبرة مؤقتة بمستشفى الشفاء الطبي

أعلنت طواقم الدفاع المدني في غزة، عن انتشال 98 جثمانا من المقابر المؤقتة داخل مستشفى الشفاء الطبي في... اقرأ المزيد

44

| 08 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية