اقتصاد

3286

رئيس شركة شل قطر لـ الشرق: إستراتيجية التقطير تسير من القمة إلى القاعدة

قال السيد أندرو فولكنر، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة شل قطر، في حوار خاص لـ الشرق، ان شركة شل قطر تعمل على تشغيل مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل، وهو أكبر مصنع من نوعه في العالم، مشيرا الى انه يمثل تتويجا للشراكة مع قطر للبترول، حيث ينتج ما يصل إلى 120.000 برميل من سوائل الغاز الطبيعي والإيثان يوميا، مع القدرة على زيادة هذه الطاقة الإنتاجية إلى 140.000 برميل يوميا. يعتبر المشروع استثنائيا على جميع المستويات، مثل الكفاءة العالية للأشخاص الذين يعملون فيه، وحجمه وتعقيده الهائل، وتقنيته المبتكرة. وتعمل هذه التقنية على تحويل الغاز الطبيعي إلى وقود سائل عالي الجودة، وزيوت أساسية لزيوت التشحيم، ومنتجات سائلة أخرى عادة ما تكون مصنوعة من الزيت. يقع المصنع في مدينة راس لفان الصناعية على بعد 80 كيلومترا شمال الدوحة، واضاف: كما أن لدينا العديد من مجالات التعاون الأخرى مع قطر للبترول، بما في ذلك المشروع المشترك للغاز الطبيعي المسال قطر غاز 4، واتفاقية خدمات الحفر لتقييم الآبار، وعقد خدمات الشحن والملاحة مع ناقلات، بالإضافة إلى انتداب 25 من موظفينا للعمل في شركة قطر للبترول أو قطر غاز. كما نقوم بتشغيل منشأة بحث وتطوير عالمية المستوى، وهي مركز شل قطر للأبحاث والتكنولوجيا، في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وتحافظ شل وقطر للبترول على شراكة استراتيجية قوية على المستوى الدولي.

كيف تراعي شل توازنها الذي قد يكون مكلفا اقتصاديا أحيانا؟

يتمثل هدف شركتنا في المشاركة في تعزيز التقدم العلمي من خلال توفير حلول طاقة أوفر وأنظف، كما يمثل تعزيز التقدم العلمي عماد استراتيجيتنا لتسريع انتقال أعمالنا إلى انعدام الانبعاثات الحرارية. إنه مصمم لخلق قيمة إضافية لمساهمينا وعملائنا والمجتمع ككل، يمنح تعزيز التقدم العلمي القدرة المالية لتحويل شركتنا بينما ينتقل العالم إلى طاقة أنظف. إنه يركز على العمل مع عملائنا وعبر مختلف القطاعات لتسريع الانتقال إلى انعدام الانبعاثات الحرارية، بما يتماشى مع مصلحة المجتمع. الحصول على عالم خال من الانبعاثات الكربونية هو المكان الذي يتوقف فيه المجتمع عن إضافة المزيد من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

ما أبرز أنشطة مركز شل قطر للأبحاث والتكنولوجيا ؟

يعد الابتكار، والبحث والتطوير، والتكنولوجيا جزءا أساسيا من نجاح شركة شل قطر السابق والمستقبلي - وهو أمر حيوي لتوفير حلول طاقة أوفر وأنظف في عالم ينتقل إلى نظام طاقة منخفض الكربون، في يناير 2019، جددنا شراكتنا التي امتدت لعقد من الزمان من التعاون البحثي والتكنولوجي مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، لدعم قطر في رحلتها نحو التحول إلى اقتصاد مستدام ومتنوع، ويركز مركز شل قطر للأبحاث والتكنولوجيا على التقنيات التي يمكن أن تساعد في تقليل البصمة الكربونية لمشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل، وخلق مسارات مستقبلية لزيادة استثمار تدفقات الغاز في قطر.

كيف تسايرون رؤية قطر 2030 وما توقعاتكم للأهداف المرسومة لها؟

تعتبر مبادرات شل نحو تطوير القوى العاملة الوطنية أحد المجالات التي تجعلني فخورا جدا. نحن نعتبر تطوير موظفينا القطريين مهما جدا لأعمالنا التجارية، ونبذل قصارى جهدنا لتوفير مناخ جيد للعمل، حيث يمكن لزملائنا القطريين المساهمة والتطور إلى أقصى إمكاناتهم المهنية. تتبع إستراتيجية التقطير الخاصة بنا نهجا من قمة الهرم إلى قاعدته، ويعتمده قادة الأعمال لدينا ويقودونه في إداراتهم. لقد أثبت هذا النهج فاعليته، حيث يمكننا من تحقيق مستويات أداء عالية في القطاع. لقد فزنا بمجموعة من الجوائز خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك جائزة الكريستال للتقطير المرموقة لأفضل تقدم في عمليات التقطير لعام 2019، لدينا ما يقارب من 360 قطريا يعملون في شل قطر - أي حوالي 27 % من إجمالي عدد موظفينا، 22 % منهم يعملون في مناصب قيادية، وتساهم شل قطر في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، واستدامة الدولة على المدى الطويل، وضمان الاكتفاء الذاتي من خلال مبادرات المسؤولية الاجتماعية الشاملة للشركة رعاية الأنشطة التي تخدم المجتمع.

هل تتوقعون حدوث موجة صعود مستمرة لأسعار الطاقة؟

بالنسبة لي، من الواضح أن العالم لا يزال بحاجة إلى مورد طاقة ميسور التكلفة، كما أنه من الواضح أننا بحاجة إلى مواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ. لا يوجد حل سهل، والجميع لديهم دور كل حسب اختصاصه. شل وكذلك الحكومات، والعملاء، والشركات الأخرى. يجب أن تتضافر جهود الكل لضمان النجاح، تتمتع قطر بموقع فريد، ولديها قيادة قوية، ويبدو مستقبلها مشرقا. تولي قطر اهتمامها بالتحول المستمر لقطاع الطاقة وتستثمر في مصادر الطاقة الجديدة. كما يتبين أن قطر ستتحمل مسؤولية إنتاج مواردها من الغاز الطبيعي بطريقة ملائمة أكثر من الناحية البيئية. وهذان الأمران مهمان للغاية، ما يدفعني للإيمان بشدة بالمستقبل المزدهر الذي يقف أمام قطر.

أعتقد أيضا أن الغاز الطبيعي يتبوأ مكانة أساسية في تنوع قطاع الطاقة في المستقبل. وعلى هذا الأساس، أعتقد أننا بحاجة، كناشطين في هذا القطاع، إلى الاستمرار في ابراز الخصائص المالية والبيئية لاستخدام الغاز الطبيعي، وتشجيع الحكومات على وضع سياسات تنظيمية تدعم خفض انبعاثات الكربون. سيؤمن ذلك طلبا كبيرا على الغاز في جميع أنحاء العالم على المدى الطويل، سيكون الاقتصاد متقلبا، وسيختلف التعافي الاقتصادي والنمو بين مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، أعتقد أننا كمجتمع يمكننا أن نحدث فرقا. نحن - بصفتنا شل - نعمل مع عملائنا وعبر مختلف القطاعات لتسريع الانتقال إلى انعدام الانبعاثات الكربونية.

كيف تعاملتم مع جائحة كوفيد 19 وما تأثيراتها على أعمال الشركة ؟

إن كوفيد-19 مثل بلا شك التحدي الأكبر في مسيرتي المهنية، ولكن من المفارقات أن عصره كان أحد أكثر الفترات إلهاما. كانت جائحة فيروس كورونا قاسية على الناس، سواء كان ذلك من منظور صحي، أو على مستوى الانفصال عن الأسرة والأحباء، وعدم اليقين بشأن ما يخبئه المستقبل. وعلى الرغم من ذلك، فقد كنت مندهشا من استجابة سكان دولة قطر الملهمة، وكذلك موظفي شل قطر والمقاولين العاملين معها. كان التصميم، والالتزام، والشمولية، والمرونة، فضلا عن الاهتمام ببعضهم البعض، واتحاد فرق العمل أثناء أداء أفرادها نشاطهم المهني من المنزل، أمرا مذهلا بكل المقاييس. كان من الرائع أيضا وقوفنا جنبا إلى جنب، على مستوى الدولة، في قطاع الطاقة وفي مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل بقيادة قطر للبترول ودولة قطر. رغم أن الأمر لم ينته بعد، فإنني على ثقة من أن قطر ستتغلب على هذا التحدي. ولقد كان من دواعي الشرف والسرور أن أعيش هنا بالدوحة منذ 4 أعوام، وأن أكون جزءا من رحلة ازدهار دولة قطر، كشخص وكمدير إداري في شركة شل قطر. لقد أمضيت ما يقرب من 39 عاما في القطاع، وشاهدت أنحاء متعددة من العالم، لكن تجربتي هنا في قطر كانت فريدة حقا. لم أكن لأتمنى مكانا أفضل من هنا لإنهاء مسيرتي المهنية، فعلى مستوى الأعمال التجارية، أنا فخور بكيفية بناء مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل، سمعته ومصداقيته من خلال رحلة التحسين المستمر، ما مكنه من التحول إلى مشروع آمن وموثوق يساهم في تقديم قيمة اقتصادية كبيرة لقطر ولشل. لقد احتفلنا للتو بمرور 10 سنوات على بداية الإنتاج في هذا المشروع، ونتطلع إلى مستقبل مشرق لهذا المشروع. أنا فخور بشكل خاص بتوسع علاقتنا مع قطر للبترول، ليس فقط في مجالات المشاريع المشتركة هنا وعلى الصعيد الدولي، ولكن ايضا في تطوير المواهب القطرية، ومشاركة الموظفين، ومناقشات قيادة الفكر حول مجالات مثل غازات الاحتباس الحراري، وتطوير أنشطة الأعمال المحلية. كل ذلك يمثل جزءا من التزامنا المستمر بدعم دولة قطر في رحلتها نحو تحقيق أهداف رؤيتها الوطنية 2030.

ما الخطط المستقبلية الخاصة بالشركة وأبرز المشاريع؟

ببساطة، الاستمرار على نفس المنوال، تتمتع شل بتاريخ حافل في قطر، وستستمر أصولنا الحالية في تقديم قيمة مضافة للسنوات القادمة، وسنواصل شراكاتنا مع المؤسسات المحلية للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

يهمني أن أرى بأننا مستمرون في الحفاظ على سجلنا الحافل بالأمان والموثوقية والجودة. علاوة على ذلك، سنواصل استكشاف الفرص المحلية والدولية مع شريكنا الاستراتيجي قطر للبترول، للمساعدة في تقديم قيمة طويلة الأجل لدولة قطر وشركة شل. والمثال الواضح على ذلك هو مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي الحالي، ولكن هناك فرصا أخرى عبر سلسلة أنشطة الطاقة المضيفة للقيمة التي نناقشها أيضا مع قطر للبترول. أعتقد شخصيا أنه من خلال السمعة العالمية القوية لشركة شل في مجال الغاز الطبيعي المسال، وقاعدة عملائنا المتنوعة، وقدراتنا التسويقية للغاز الطبيعي المسال، إلى جانب الخبرة التشغيلية لشركة شل في قطر، يمكننا أن نكون شريكا ذا قيمة مضافة في مشروع توسعة حقل الشمال - مكملا بالطبع السجل التشغيلي الممتاز لشركة قطر غاز.

اقرأ المزيد

أبيكس هيلث توقع اتفاقية استراتيجية مع إنترسيستمز

أعلنت أبيكس هيلث، إحدى شركات استثمار القابضة، عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة إنترسيستمز الرائدة عالميًا، لاعتماد نظام... اقرأ المزيد

80

| 14 سبتمبر 2025

مجموعة "QNB" بالتعاون مع وزارة العمل ينظمان "يوم التوظيف المفتوح"

نظمت مجموعة بنك قطر الوطني QNB، بالتعاون مع وزارة العمل، يوم التوظيف المفتوح الذي شهد إقبالا واسعا من... اقرأ المزيد

128

| 14 سبتمبر 2025

جي دبليو سي تفوز بجائزة مشروع العام من «ميد»

حصدت شركة الخليج للمخازن جي دبليو سي رائدة قطاع الخدمات اللوجستية في دولة قطر – جائزة مشروع العام... اقرأ المزيد

118

| 14 سبتمبر 2025