رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

955

مسؤولون أوكرانيون لـ"قنا": الوضع في أوكرانيا مأساوي والحل السياسي لا يزال بعيداً

18 أبريل 2022 , 10:28ص
alsharq
جندي أوكراني على الحدود بين أوكرانيا وروسيا
الدوحة - قنا

اقتربت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من إتمام شهرها الثاني، ولا تزال الحرب لم تضع أوزارها بعد، حيث لا صوت يعلو فوق أصوات المعارك والانفجارات وصافرات الإنذار التي تدوي كل يوم، أو حتى كل بضع ساعات، في شتى المناطق الشرقية والجنوبية بأوكرانيا، ولا صوت يعلو فوق صوت الحرب.

دخلت القوات الروسية وهي تضع صوب أعينها أهداف محددة هي "نزع السلاح" من أوكرانيا، وفرض السيادة على منطقة القرم، وكذلك دعم إقليمي دونيتسك ولوغانسك وتأمينهما بعد إعلان انفصالهما عن أوكرانيا، بينما تكافح القوات الأوكرانية للدفاع عن سيادة وسلامة أراضيها، مستنكرة الذرائع الروسية لشن الحرب، ومتهمة القوات الروسية بارتكاب "فظائع" ضد المدنيين الأوكرانيين.

لم تسفر جولات التفاوض التي جرت بين موسكو وكييف حتى الآن عن أي نتائج ملموسة، ولا يبدو في الأفق أن ثمة حلا دبلوماسيا قريبا بإمكانه وقف الحرب وبشاعاتها على المدنيين والأبرياء.

تبذل مختلف دول العالم جهودها لمحاولة وقف الحرب أو التخفيف من معاناة الضحايا المدنيين والأبرياء، فهناك الدول الأوروبية والغربية التي اتبعت نهج العقوبات وفرضت عقوبات مشددة على روسيا، بغية إجبارها على إنهاء الحرب، وهناك دول أخرى عرضت الوساطة في المفاوضات، وهناك من أعلن تقديم مساعدات إنسانية للاجئين الأوكرانيين، مثل دولة قطر التي أعلنت الأسبوع الماضي تخصيص 5 ملايين دولار أمريكي لدعم اللاجئين والنازحين الأوكرانيين، انطلاقا من مسؤوليتها الأخلاقية.

وعن ذلك، أعرب السيد تاراس كاتشكا نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، عن تقديره الكبير للدعم القطري، قائلا إن هناك أكثر من 4 ملايين أوكراني يعيشون في الخارج الآن، وأكثر من 7 ملايين شردوا داخليا، ولهذا فإن "دعم دولة قطر يمثل لنا أهمية كبيرة".

وأضاف السيد كاتشكا، في تصريحاته التي أدلى بها عبر الهاتف: "بالنسبة لنا، نود أن نرى مشاركة دول الخليج والعالم العربي بأكمله في حل الأزمة التي تحدث لنا الآن. من المهم بالنسبة للعالم بأكمله تسليط الضوء على الأزمة الأوكرانية والمساعدة في حلها واستئناف أنشطتنا الطبيعية، وهذا سيحدث فقط حال توقف العدوان الروسي".

وأكد كاتشكا أن مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين آخرين بوزارة الخارجية الأوكرانية في منتدى الدوحة، الذي عقد بالدوحة مارس الماضي، كان لها صدى إيجابي في تقديم القضية الأوكرانية والحديث عنها.. موضحا أن مشاركة الرئيس زيلينسكي على وجه الخصوص ساهمت كثيرا في تعريف الناس في الشرق الأوسط والعالم العربي بالأزمة الأوكرانية.

وأشار إلى أنه بالنسبة لأوكرانيا، فإن تعزيز التعاون مع دولة قطر ودول الخليج بشكل عام كان يكتسب بالفعل أهمية كبيرة حتى قبل العدوان الروسي.

وعن الوضع الراهن في أوكرانيا، أكد نائب وزير الاقتصاد الأوكراني أن العملية العسكرية الروسية أضرت كثيرا ليس بالاقتصاد الأوكراني فحسب، بل باقتصاد المنطقة ككل، وحتى اقتصاد روسيا نفسها.

وأضاف السيد كاراس كاتشكا، في حواره مع /قنا/، أن التقييمات الاقتصادية متقلبة وتتغير طوال الوقت، ولكنها "قاتمة وسلبية" في الوقت الراهن.. لافتا إلى أن المناطق المؤمنة في أوكرانيا، في وسط وغرب البلاد، الاقتصاد فيها صامد إلى حد ما، وأعمال الزراعة بدأت فيها تقريبا، وهو أمر جيد لعملية الحصاد مستقبلا، فضلا عن أن الخدمات اللوجيستية على الحدود الغربية تتحسن، وهو أمر جيد أيضا.

وأعرب كاتشكا عن اعتقاده بأن العقوبات الغربية ستكون لها تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الروسي على المدى الطويل، داعيا إلى توسيع العقوبات لتشمل جميع القطاعات في روسيا، وخاصة قطاع النفط والغاز.

وقال "نعتقد أن السبيل الوحيد لتشديد العقوبات هو استهداف قطاع النفط والغاز الروسي، لأن هذا القطاع يشكل نحو 30 بالمئة من العائدات للاقتصاد الروسي، وهذه العائدات تذهب لدعم الجيش، ولهذا نرى أنه يجب الذهاب فورا لاستهداف قطاع النفط والغاز في روسيا، وحينها يمكننا الحديث عن أي جهود وساطة لحل الصراع".

وأكد نائب وزير الاقتصاد الأوكراني أن بلاده تتلقى دعما كبيرا من الاتحاد الأوروبي وكذلك من صندوق النقد الدولي لأنظمتها المالية، موضحا أن أوكرانيا تحتاج كذلك للكثير من الدعم لمساعدتها في التغلب على الآثار الاقتصادية السلبية للحرب على الأجيال المستقبلية وللسنوات القادمة.

وأضاف أن هناك أيضا الكثير من الدعم على الصعيد الإنساني الذي تتلقاه أوكرانيا من الحكومات الوطنية والمنظمات الأهلية لمساعدة اللاجئين والناحين داخليا، وهو أمر محل تقدير كبير.

وأشار إلى أن السلطات الأوكرانية تحاول الآن التخفيف من التداعيات الاقتصادية والحد من أضرار الحرب وعودة بعض القطاعات للعمل وتشجيع المواطنين على العودة للعمل والسيطرة على حالة الذعر والخوف المنتشرة، قائلا "نشجع على عودة اقتصادنا للعمل بالتعاون مع شركائنا الدوليين، وسنواصل العمل على تصدير منتجاتنا، ونود أن يكون ذلك بوتيرة عالية. نرى الآن الكثير من الأجانب الذين يريدون مساعدتنا ومساعدة حكومتنا، وندرك أن اقتصادنا يمر بمصاعب، ولكننا نريد أن نتجنب الدخول في حالة من الركود الطويل".

ومن جانبه، وصف الدكتور تيموفي ميلوفانوف، رئيس كلية /كييف/ للاقتصاد ووزير التنمية الاقتصادية السابق في أوكرانيا، الوضع الحالي في أوكرانيا بـ"المأساوي".

وقال ميلوفانوف، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، إن "ما ارتكبته القوات الروسية في أوكرانيا من عمليات قتل وإعدام خارج نطاق القانون يرقى إلى جرائم الحرب".. مشددا على أن الوضع صعب للغاية على الصعيد الإنساني من الناحية النفسية والمعنوية.

وأضاف أن الأوضاع في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا في غاية الصعوبة، وخاصة في مدينة /ماريوبول/ والمناطق الأخرى المحاصرة، لافتا إلى أن القوات الروسية تتوسع في المناطق الشمالية أيضا، ورغم أن الوضع في الشمال أفضل نسبيا، إلا أن الكثير يعانون.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أكد أن الحرب لها كلفة اقتصادية ضخمة على أوكرانيا، وأن البلاد ستحتاج إلى سنوات عديدة لعودة اقتصادها إلى طبيعته.

وأوضح ميلوفانوف، في حواره مع /قنا/ عبر الهاتف، أن حجم الخسائر المباشرة في البنية التحتية يقدر بنحو 100 مليار دولار، فضلا عن خسائر الشركات ورأس المال البشري، وهو ما سيحتاج إلى أموال هائلة لإصلاحه.. منوها بأن عودة الأمور لنصابها سيعتمد على متى ستكون الأموال متاحة، وحجم الدعم الذي سيتم تقديمه لأوكرانيا في هذا الصدد.

وأشار كذلك إلى أن عملية التعافي ستعتمد على عودة المهاجرين واللاجئين إلى بلادهم، لافتا إلى أن 80 بالمئة ممن نزحوا وهاجروا داخل وخارج البلاد سيعودون في أول فرصة تسنح لهم، منوها بأن باقي المدن البعيدة عن خطوط المواجهة والصراع المباشر الأوضاع فيها صامدة إلى حد كبير والحكومة تزاول أعمالها، ولكن بالطبع الحرب لها كلفة اقتصادية على البلاد بأكملها.

وفيما يتعلق بالمفاوضات بين موسكو وكييف، قال ميلوفانوف "سيكون من الجيد وقف جرائم الحرب حتى تحقق المفاوضات هدفها".. معبرا عن شكه إزاء امكانية تحقيق تقدم من خلال المفاوضات، لكنه أردف "يجب علينا مواصلة المفاوضات على أمل حدوث شيء ما جيد".

وبدورها، قالت السيدة سولوميا بوبروفسكا النائبة بالبرلمان الأوكراني وسكرتيرة لجنة الشؤون الخارجية، إنه على الرغم من انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف، إلا أن ما تركوه وراءهم بعد أسابيع من الحرب هو "الاف القتلى المدنيين، والكثير ممن تعرض للاعتداءات، خاصة من النساء".

وأضافت بوبروفسكا، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، أن ما قامت به القوات الروسية من فظائع وأعمال قتل يرقى إلى "الإبادة الجماعية" في حق الأوكرانيين. وتابعت "نتوقع من محكمة العدل الدولية معاقبة الروس على ما ارتكبوه من انتهاكات وفظائع في حق المدنيين الأوكرانيين".

وأشارت إلى أن الوضع في مدينة /ماريوبول/ المحاصرة مأساوي للغاية، موضحة "إذا نظرت للمدينة قبل قرابة شهرين ونظرت لها الآن فلن تتعرف عليها تقريبا. لقد دمرت البنية التحتية، وأصبحت المدينة واحدة من أكثر المناطق الساخنة في أوكرانيا".

ولفتت إلى أن المعارك كانت شديدة وقاسية في /ماريوبول/ بين القوات المسلحة الأوكرانية والقوات الروسية، معربة عن خشيتها إزاء وجود بعض المدنيين الذين لايزالون عالقين هناك.

وفيما يتعلق بالمفاوضات بين موسكو وكييف، قالت بوبروفسكا "بكل أسف لسنا متفائلين بشأن التوصل لاتفاقيات خلال جولات التفاوض القادمة"، داعية روسيا إلى سحب قواتها من الأراضي الأوكرانية فورا.

وأعربت بوبروفسكا، في حوارها مع /قنا/، عن أملها في أن تواصل الدول الحليفة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، وكذلك الدعم من خلال العقوبات على روسيا، منوهة بأن هناك دولا أوروبية مازالت تزود كييف بالمعدات والأسلحة وتوفر لها الدعم، مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرهم، وهناك دول أخرى فضلت البقاء على الحياد.

ومن جهتها، قالت السيدة كيرا روديك، النائبة بالبرلمان الأوكراني ورئيسة حزب جولوس (Golos)، إنه على الرغم من نجاح القوات الأوكرانية في صد القوات الروسية ودفعها خارج منطقة كييف، إلا أن ما عُثر عليه أثناء تفقد تلك المناطق على "جثث القتلى المتناثرة والمنازل المدمرة".

وأكدت روديك، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، "سنبذل أقصى ما بوسعنا لضمان خضوع كل فرد مسؤول عن هذه الأفعال للمحاسبة".

وأضافت أن القوات الروسية تحتشد على الجزء الشرقي من أوكرانيا، ومدينة /ماريوبول/ لا تزال خاضعة للحصار، منوهة بأن ما حدث في المناطق التي كانت محتلة يحدث الآن في مناطق أخرى من البلاد، وهو شيء "يجب أن يتوقف ويتم وضع نهاية له".

وعن المفاوضات بين موسكو وكييف، قالت "كل مرة نتابع فيها جولة مفاوضات نجد أن القوات الروسية تهاجم أكثر وأكثر، ولهذا فأنا شخصيا لا أتوقع أن ينتج عن المفاوضات أي نتائج، يجب أن تكون الخطوة الأولى في أي مفاوضات سلمية وجود ضمانات أمنية من دول مختلفة".

وأشارت إلى أن أوكرانيا فعليا في حرب مع روسيا منذ 8 سنوات، وما يمكن توقعه هو أن تكون هناك دول تعطي ضمانات أمنية، ومن ثم يمكن الحديث مع الرئيس بوتين.

وعن الوضع الإنساني، أكدت السيدة كيرا روديك أن أوكرانيا تحصل على الكثير من المساعدات الإنسانية من مختلف دول العالم، معبرة عن امتنانها لذلك.

وأضافت أنها تتوقع من حلفاء أوكرانيا "مواصلة إمدادها بالعتاد العسكري، من أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة ودبابات وصواريخ، وكل الإمدادات التي تمكنها من التصدي للقوات الروسية"، كما تتوقع من حلفاء أوكرانيا "تشديد العقوبات على روسيا ووقف شراء النفط والغاز الروسيين".

كما دعت النائبة بالبرلمان الأوكراني إلى زيادة تدفق الإمدادات والمساعدات الإنسانية وضمان حصول الجميع في أوكرانيا على ما يكفي لتخفيف المعاناة الإنسانية، مطالبة كذلك بطرد روسيا من جميع المنظمات الدولية التي لها نفوذ بغية عزلها، قائلة "نحتاج إلى ضمان عدم حدوث ذلك (ما يحدث في أوكرانيا) مرة أخرى أبدا في العالم، يجب ألا يتكرر هذا".

اقرأ المزيد

alsharq هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

جددت الخطوط الجوية القطرية تأكيدها على أن سلامة المسافرين على متنها تتصدر دائماً قائمة أولوياتها، منبهة إلى مخاطر... اقرأ المزيد

7514

| 17 أكتوبر 2025

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

272

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

332

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية