رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

140

قطر في عيون أبنائها.. مبدعون لـ الشرق:   اليوم الوطني.. مسؤولية ووعي يتجدد

17 ديسمبر 2025 , 12:53ص
alsharq
❖ طه عبدالرحمن

في مناسبة اليوم الوطني للدولة، لا تُستعاد الذاكرة بوصفها ماضياً منجزاً، بل تُستدعى باعتبارها طاقة وعي ومسؤولية، تنير الحاضر وتوجه المستقبل، ما يجعله مناسبة يتقدم فيها المعنى، وتصبح الهوية فعلاً يومياً، والعمل معياراً للانتماء الحقيقي.

هذا ما يعكسه أيضاً شعار اليوم الوطني للدولة 2025 "بكم تعلو ومنكم تنتظر"، والمقتبس من كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ليؤكد الشعار أن الوطن يُصان بالجد، والإتقان، وتحمُّل المسؤولية الفردية والجماعية في مسيرة البناء والنهضة.

وفي 18 من ديسمبر، يغدو الوطن نبضاً حياً، تتجاور فيه سيرة التأسيس مع رهانات المستقبل، وتتكثف فيه علاقة القيادة بالشعب، وتبرز فيه الثقافة بوصفها شريكاً أصيلاً في المشروع الوطني، ما يعكس أن دور المثقف، يتجاوز أن يكون مراقباً، إلى فاعل، يحمل الذاكرة، ويصوغ الخطاب، ويمنح القيم الوطنية امتدادها في الوعي العام.

من هنا، ينطلق استطلاع الشرق برصد شهادات ورؤى عدد من المثقفين، للاقتراب أكثر من اليوم الوطني بوصفه رسالة متبادلة بين الوطن ومبدعيه، ليؤكد أن الثقافة ليست ترفاً، بل التزام وطني، وأن الإبداع أحد مسارات ترسيخ الهوية، وتعزيز التلاحم، وترجمة شعار الوطن إلى ممارسة فكرية وجمالية ومسؤولة، تواكب طموحات الدولة، وتصون إرثها، وتفتح أفقها بثقة وثبات.

د. زكية مال الله: يلهم المثقفين أروع أشكال الإبداع

تقول الكاتبة د. زكية مال الله العيسى، الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية في فرع الشعر، في دورتها السادسة، إنه في اليوم الوطني يتفتح الوطن أمام عيني كوردة يانعة زاهية الألوان، فواحة بالعطر والرياحين، وفيه أقطف البراعم لأزين بها المشاعر، وأزخرف الأحاسيس، وأحشد الذاكرة، وأجري القلم بصنوف التعابير والكلمات التي تسرد الفرحة بوجود الوطن، لترسخ معاني الانتماء والولاء له.

وتصف اليوم الوطني بأنه الذاكرة التي تستحضر تاريخ الوطن، والمؤسسين له، لتعزز الهوية الوطنية في نفوس الأجيال المتعاقبة عليه، وتجسد معاني الوفاء والعطاء اللامحدود له والجسر الممتد بين الماضي والحاضر، لتعبر عليه القلوب العامرة بالحب له، والأيادي الممتدة بالتفاني وبذل الجهود لبنائه وتعميره.

وتقول إن شعار اليوم الوطني للدولة 2025، يعكس عمق التلاحم بين القائد والمواطن، وتحديد المسؤولية المشتركة في بناء الوطن والارتقاء به إلى المراتب العليا، كما يعكس المسؤولية بين المبدعين والمؤسسات الثقافية الخاصة والعامة لتقديم الرسالة الإبداعية والفنية المأمولة التي تبرز الوعي الثقافي في البلاد، والتفاعل مع المعطيات المستجدة والتقنيات الحديثة، بما يخدم المجتمع.

وتثمن الفعاليات الثقافية والفنية بهذه المناسبة، والتي تقام في العديد من الجهات المعنية، ما يجعلها منصات متألقة للتعريف بالثقافة المحلية، عبر العروض الفنية، والتي تبرز العادات والتقاليد الشعبية، وفنون الطهي، بجانب الصور الحية للحياة التقليدية في الماضي، ومدى ارتباطها بالحاضر وما يحياه من وسائل تكنولويجة حديثة، ما يوضح المعالم في مخيلة النشء الحديث، ويرسخ الإرث الشعبي للتطلع نحو المستقبل الأكثر استدامة ونماء.

وتصف اليوم الوطني بأنه استلهام للكتاب والشعراء والفنانين والموسيقيين لاقتباس القصائد، واللوحات التصويرية والأغاني الوطنية نحو التعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز والتكاتف بين القيادة والشعب، وتجديد الروح الوطنية وعلاقة الإنسان بالأرض والتاريخ والتراث، والقيم والأخلاقيات المجتمعية، ما يثري المشهد الثقافي المحلي، ويحفز الشباب على الإبداع للمشاركة في مسيرة التقدم، ونقل الصورة الفنية خارج قطر ولكافة الزائرين للبلاد والمقيمين.

وتقول د. زكية مال الله: أنا كشاعرة أرى أن القصائد الوطنية هي رسالة محبة وانتماء وولاء مباشر، وتحمل أبعاداً وجدانية ومشاعر إنسانية خالصة، لذلك فهي الأكثر تأثيراً وتخليداً لأصالة الوطن، ومسيرة التنمية والطموحات للأفضل والأنفع.

مريم الحمادي: مناسبة لشحذ الهمم ومحطة وعي متجددة

تقول الكاتبة مريم ياسين الحمادي إن اليوم الوطني للدولة يمثل محطة وعي متجددة، تتجاوز حدود الاحتفال إلى استحضار المعنى العميق لبناء الوطن ومسؤولية أبنائه وبناته تجاهه، فهو مناسبة لشحذ الهمم، واستدعاء قيم المؤسسين التي قامت على الإخلاص، والعمل، والارتباط الوثيق بالأرض والإنسان.

وتتابع: إنه في المشهد الثقافي على وجه الخصوص، يبرز اليوم الوطني بوصفه فعلًا ثقافيًا بامتياز؛ إذ تعكس الثقافة الذاكرة الوطنية، وتصوغ الهوية، وتمنح الأجيال أدوات الفهم والانتماء، ومن هنا، فإن تعزيز الحراك الثقافي، ودعم الإنتاج الفكري والإبداعي، أصبح ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة.

وتضيف أن دولة قطر آمنت بأن الثقافة شريك إستراتيجي في مسيرة النهضة، فاستثمرت في الإنسان، وجعلت من الثقافة مسارا ضمن جميع جهود الدولة ومؤسساتها كما حفظت التراث، وفتحت آفاق الإبداع، بما يضمن توازنًا واعيًا بين الأصالة والمعاصرة. وتحول دور كل مثقف ومبدع ليكون شاهدًا ومسهمًا في هذا المشروع الحضاري.

وتقول إن الوطن لا يُبنى بالمنجزات المادية وحدها، بل يُبنى بالوعي، وبالثقافة، وبالقدرة على تحويل القيم إلى ممارسة يومية، وهذا ما يجعل من اليوم الوطني مناسبة لتجديد العهد والولاء والانتماء، مشيرة إلى أن شعار هذا العام يحمل إيقاظاً لقيم العمل، فالوطن ينتظر، الأداء بجودة ومسؤولية، والإبداع والابتكار وأداء الحقوق والواجبات أيضا، فالشعار تذكير بالدور المطلوب والمتوقع والمستمر لكل من يعيش على أرض قطر، مواطنين ومقيمين.

سعاد الكواري: المثقف شريك فاعل في تعزيز الوعي

تشدد الشاعرة سعاد الكواري، على أن المثقف القطري يستحضر اليوم الوطني بوصفه محطة رمزية تعيد ربط الحاضر بالجذور التاريخية للدولة، وتستحضر مسيرة التأسيس والوحدة والقيادة الحكيمة، ومن خلال الكتابة، والخطاب الثقافي، والمشاركة في الفعاليات الوطنية، يعمق المثقف قيم الانتماء والولاء، ويبرز معنى المواطنة المسؤولة، باعتبار اليوم الوطني مناسبة لترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الاعتزاز بالمنجزات التي تحققت في ظل القيادة الرشيدة.

وتقول إن مسؤولية المثقف القطري تجاه قضايا الوطن، تتمثل في الوعي بقضايا وطنه والدفاع عنها فكرياً وأخلاقياً، والإسهام في بناء رأي عام واعٍ يستند إلى المعرفة والحكمة، كما تقع على عاتقه مسؤولية ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، والانفتاح الواعي على العالم بما يخدم المصالح العليا للدولة ويحافظ على ثوابتها.

وتشدد على ضرورة أن يكون المثقف شريكاً فاعلاً في تعزيز الوعي الوطني عبر إنتاج خطاب ثقافي مستنير يلامس هموم المجتمع، ويبرز التجربة القطرية في التنمية والنهضة، وأن يسهم من خلال وسائل الإعلام، والندوات، والمؤسسات التعليمية، ومنصات التواصل الاجتماعي، في نشر المعرفة التاريخية والوطنية، وتعزيز ثقافة الحوار والمسؤولية، وربط الأجيال الشابة بقيم الوطن وتاريخه.

وتلفت إلى أن اليوم الوطني يحمل للمثقف القطري رسالة مفادها أن الثقافة ليست ترفاً، بل التزاماً وطنياً، وأن دور المثقف يتجاوز الاحتفاء الرمزي إلى المشاركة الفاعلة في بناء المستقبل، فهي دعوة متجددة لتحمل المسؤولية الفكرية، وتجديد الخطاب الثقافي بما يعكس روح الوطن، ويواكب تطلعاته، ويصون هويته في عالم متغير.

حصين الخيارين: قطر وجهة عالمية ثقافياً ورياضياً

يقول الشاعر حصين بن غانم الخيارين الملقب بـ "بن علم": إن الاحتفال باليوم الوطني، هو إحياء لذكرى تاريخ تولي المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس قطر الحديثة الحكم في البلاد ومن معه من رجال قطر الأولين، مؤكداً أن اليوم الوطني له أهمية جليلة في شحذ الهمم، لبناء الوطن، لا سيما في جميع المشاهد الثقافية والأدبية والسياسية والرياضية وأهمها الإنسانية عموما.

ويقول: إننا نستحضر في هذا اليوم، توجيهات قيادتنا الرشيدة بالمحافظة على إرث وتاريخ الدولة، ومن ثم هويتنا الوطنية، وهو ما يعمل عليه أبناء الوطن الأوفياء، لتأتي هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب الجميع لنستذكر خلالها تلك الإنجازت التي تحققت على أرض الوطن، منذ عهد المؤسس، طيب الله ثراه، ما جعل قطر رمزاً للعرب وعاصمة للثقافة والرياضة، ورمزاً للإنسانية جمعاء.

ويتابع: إن قطر بفضل قيادتنا الحكيمة، أصبحت في مصاف الدول الكبرى، كما أصبحت تتصدر جميع المشاهد العربية والإقليمية والدولية، لأدوارها الإنسانية والدبلوماسية والثقافية والرياضية الرائدة على الصعيد العالمي.

د. عبدالله فرج: دام عزُّك يا قطر

يؤكد الكاتب والإعلامي د. عبدالله فرج المرزوقي: إن الثامن عشر من ديسمبر من كل عام تحتفل دولة قطر ويحتفل كل مواطن وكل مقيم يقيم على هذه الأرض الطيبة، التي أرسى دعائم هذه الدولة الحديثة المتطورة والمتقدمة يوماً بعد يوم في المجالات كافة، أرسى دعائمها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه.

ويصف أسس الدولة بأنها قوية راسخة متينة، أساسها العدالة والسوية بين الرعية وبالمحبّة، وبنى جيلاً بعد جيل لكي يتوارثوا هذا الحكم وهذه الدولة أباً عن جد بأيدٍ صلبة متينة، "فرحم الله الآباء، والأجداد، والمؤسس، وأبقى الله القائمين على هذه الدولة، ودام عزّك يا قطر".

زهرة اليوسف: يوم لتخليد إرث أجدادنا وروح الوحدة

تصف الكاتبة والإعلامية زهرة اليوسف، شعار اليوم الوطني للدولة 2025، بأنه "يحمل رسالة عميقة تؤكد أن لكل فردٍ دوره في بناء المجتمع، وأن علينا جميعاً أن نترك بصمتنا الخاصة بالعطاء والعمل والإخلاص، فنجاح الوطن يبدأ من جهود أبنائه وسعيهم للمساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030 التي تقوم على التكاتف والولاء والاعتزاز بالهوية الوطنية.

وتقول: إنه في 18 ديسمبر من كل عام، يتجدد هذا الشعور بالانتماء، وتعود الذكريات التي تخلّد إرث أجدادنا وروح الوحدة بين أبناء هذا الوطن، فاليوم الوطني هو التكاتف والروح الوطنية، وهو العهد الذي نجدد فيه حبنا وولاءنا لبلدنا بكل فخر واعتزاز.

مساحة إعلانية