رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1110

واشنطن عليها استعادة دورها في حماية النظام العالمي..

ميدل إيست آي: ماذا تعني إقالة بولتون لسياسة أمريكا في الشرق الأوسط؟

17 سبتمبر 2019 , 07:28ص
alsharq
جون بولتون
واشنطن - الشرق

الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني أضاف تعقيداً جديداً للمشهد

بولتون كان الوجه الأكثر تشدداً في إدارة واشنطن للقضايا الدولية

واشنطن مطالبة بتقبل الاختلافات مع الصين وروسيا وإيران

نشرت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية تحليلاً أعده ماركو كارنيلوس المسؤول الدبلوماسي البارز والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، بعنوان «ما الذي تعنيه إقالة بولتون لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط؟».

وجاء في التقرير المنشور أمس وترجمته الشرق أن ترامب قد قام أخيراً بإقالة مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، وقد حظى القرار بالإشادة على نطاق واسع في الولايات المتحدة وأيضاً على الصعيد الدولي؛ لكن لا ينبغي التغافل عن حقيقة أن ترامب هو نفسه الذي عينه في البداية؛ مما زاد من عدم اليقين والمخاوف بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، والتي نادراً ما وصلت إلى هذه المستويات من التناقض.وتابع التقرير أنه لتوضيح ذلك فيكفي أن نقول إنه قبل أيام قليلة كانت الولايات المتحدة على وشك إبرام اتفاقية سلام مع طالبان بعد 18 عاما من الحرب غير الحاسمة.

◄ الاتفاق النووي الإيراني

وتابع التقرير أن ترامب انسحب في العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني، والتي تم التفاوض حوله بشق الأنفس والتوقيع عليها قبل ثلاث سنوات فقط مما أدى إلى توتر إضافي غير ضروري في توتر قائم بالفعل في مشهد دولي مقلق ومعقد، ومنذ عامين، جرى ترقب أيضاً لـ"صفقة القرن" الغامضة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، والموكلة إلى صهر ترامب، جاريد كوشنر..

وعلى الرغم من عدم وجود حد للأسوأ على الإطلاق، فقد يكون من الصعب أن تجد في واشنطن قطباً أكثر صرامة وصداماً من بولتون للعمل كمستشار للأمن القومي، لهذه فيجب أن يكون هناك خطأ ما إذا بدأت الولايات المتحدة، التي أنشأت وحمت النظام السياسي الدولي لعقود من الزمن، في هدمه، ولكن واشنطن لم تبني سياسة خارجية متماسكة، وهذا النهج، يقلل كثيراً من القيمة الأمريكية وينصبها في فورة اندفاعية ، بدلاً من الشعور بالمسؤولية الدولية وتبني سياسات خارجية متماسكة، وفيما كان بولتون أكثر الصداميين وأصحاب الآراء الحادة خلال منصبه كمستشار للأمن القومي، ولكن لا يمكن أن نعزو إليه هذا المشهد القاتم في السياسة الأمريكية وحده، فسيكون من الصعب توقع أن تشهد السياسة الخارجية الأمريكية تحولاً صحياً بعد رحيله.وتابع التقرير أن بولتون كان مجرد صورة أكثر تطرفاً لأحد المشاهد المعضلة التي انتابت السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة، والمتعلق بالطريقة التي تتخيل بها الولايات المتحدة نفسها ودورها في العالم، ففيما تعتبر الولايات المتحدة نفسها دولة استثنائية، بمراعاة ما حققته خلال تاريخها، ومقدار ما ساعدت البشرية على التقدم، ولكن مع ذلك فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تتطلع بصدق إلى تصدير نموذجها السياسي والثقافي في جميع أنحاء العالم، بدءاً من الاعتقاد أنه فقط عندما يكون العالم بأسره مثل الولايات المتحدة، سوف تكون البشرية، مزدهرة وسعيدة، وفيما قد تفضل بلدان أخرى نماذج أخرى لأسباب مرتبطة بثقافاتهم ومعتقداتهم الدينية وتقاليدهم - ولكن يبدو أن المؤسسة السياسية الأمريكية كانت ضحية لأمور تخالف الواقع، مما دفعها إلى الاعتقاد بأن تلك الدول بلا شرعية، وبالتالي، تهديد للقيادة والأمن في الولايات المتحدة.

◄ اعتقاد خاطئ

وأوضح التقرير أن هذا الاعتقاد الأمريكي تجسد في اعتبار النظم المغايرة عن النظام الأمريكي هي بالضرورة قوى متنافسة، وبرز تجسيد "الآخر" في المفهوم الأمريكي ويمكن اعتبار طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأخيرة بمثابة نموذجاً واضحاً لتأكيد ذلك المعتقد، وفي حين أن الصين ربما تبنت ممارسات تجارية غير عادلة مع مرور الوقت، فإن تفسير صعودها غير العادي فقط من خلال هذا الاعتقاد - كما تميل الإدارة الأمريكية الحالية - يزيد من عدم قراءة الواقع، والذي يقول إن الصعود الهائل للصين يعد جرح أمريكي آخر.وتابع التقرير موضحاً أن هذا المفهوم ينعكس أيضاً على السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن الصفقة التي قدمتها وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا، بعرض ملايين الدولارات، بالإضافة إلى تهديدات واضحة، لمنع ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 من تسليم شحنتها إلى سوريا، كان محبطا ومحرجا؛ ولا ينبغي أن يشكل طريقة عمل لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة، وفيما قد يكون ترامب قادرا على تحديد شخصية استثنائية وخبير بارز في الشؤون العالمية كمستشاره المقبل للأمن القومي، ولكن لن يكون لدى هذا الشخص سوى مجال ضئيل لتحسين صورة الولايات المتحدة واتساق عملها الدولي، دون تغييرات على الآخر جوانب الثقافة الأمريكية ووضع سياستها الخارجية.

مساحة إعلانية