محليات

6115

مختصون :تهيئة الأبناء نفسيا مسئولية مشتركة بين الاسرة والمدرسة

مع بداية أول يوم دراسي من العام الجديد ، يعاني بعض الطلاب والطالبات من وجود فجوة كبيرة بسبب تغير نمط حياتهم وانتقالهم إلي مرحلة جديدة ، بالإضافة إلي تغيير الروتين والنظام اليومي المعتاد ، وذلك بعد فترة طويلة من الخمول والكسل والاسترخاء ، مما يتسبب في إيجاد نوع من الحاجز النفسي والرهبة لدى البعض منهم ، بسبب البرمجة الخاطئة عن المدرسة ، وعدم تأهيلهم واستعدادهم بشكل إيجابي لاستقبال العام الدراسي الجديد .

"الشرق " استطلعت أراء عدد من الاخصائيين النفسيين والتربويين ، الذين قدموا مجموعة من الارشادات والنصائح لآلية تحفيز الطلاب وتغيير نظرتهم للدراسة ، حيث أنها السبيل لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم ، لذلك شددوا على ضرورة تهيئة الطلاب بشكل صحيح ، الأمر الذي يؤدي إلى مساعدتهم على استقبال العام الدراسي الجديد بهمة ونشاط ، ويقلل من توترهم وخوفهم وخصوصا الطلبة الجدد منهم.

وأكدوا أن تهيئة الأبناء نفسيا ، هي مسئولية مشتركة بين الاسرة والمدرسة ، فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية التحول والانتقال من فترة الإجازة و الراحة إلى مرحلة الدراسة والانضباط ، مشيرين إلي ان الأسرة يقع على عاتقها تكوين صورة ذهنية إيجابية عن المدرسة والمرحلة الدراسية أمام الطفل ، بالإضافة إلي أهمية الاستقبال الجيد من قبل إدارة المدرسة ، وتنظيم أنشطة ترفيهية واستقبال الطلاب بالترحيب ، مما يترك في نفوسهم أثرا جيدا عن المدرسة ويزرع الثقة بين الطلاب والمدرسين.

تعويد الطفل
في البداية قالت الدكتورة شريفة العمادي - المدير التنفيذي لمركز الحماية والتأهيل الاجتماعي –أن التهيئة النفسية للأبناء ضرورية ، بحيث يتقبل الطفل فكرة الابتعاد عن والديه وخاصة الأم وعن المنزل ساعات طويلة، ولذلك يجب أن تحاول الأم تعويد الطفل الأنفصال عنها ، شيئا فشيئا من خلال دفعه للاختلاط واللعب مع الأقارب أو الأطفال في الحدائق ومناطق الألعاب ، بحيث يشعر أن البعد عن والدته ليس شيء مخيف ، لافته الى أنه يجب أن يذهب أحد الوالدين أو كلاهما معا لمرافقة الطفل للمدرسة في يومه الأول ،خاصة وأن هناك اطفالا شاهدوا تجارب اشقائهم في المدارس، وآخرين يشكلون اولى التجارب لأسرهم.

وأشارت الى أنه يجب على أولياء الأمور ، تهيئة الأبناء لنقلة نوعية بعد شهور طويلة من اللعب واللهو الى نوع من الروتين والانضباط ، لذلك يجب تهيئة الابناء لهذه النقلة بشكل تدريجي ،على الاقل قبل بداية الدراسة بفترة كافية ، من خلال تنظيم مواعيد نوم اطفالهم واستيقاظهم ، و تعويد الابناء على نظام حتى يكونوا في قمة النشاط الذهني والبدني ،مع الأخذ في الاعتبار أن الطفل في المراحل الابتدائية وحتى الاعدادية ، يحتاج الى ساعات نوم كافية لتتكون لديه القدرة على الاستيعاب والتفكير والحضور ، مشددة على ضرورة الحديث بشكل إيجابي عن المدرسة ، ومحاولة اصطحاب الطفل عند الذهاب لشراء الزى المدرسي والكتب ، فضلا عن اهمية عرض مقاطع فيديو من اليوتيوب للطفل عن أول يوم دراسي ، حتى تتكون لديه صورة ذهنية ايجابية ، مهما كان عمر الطفل صغير سوف يستوعب هذه الأشياء ، كما يجب أن تقوم والدته او الوالدين معا بالذهاب مع الطفل في اول يوم دراسي ، وخاصة فى مرحلة الروضة ، وتمضية بعض الوقت معه ، والتعرف على اصدقائه ومدرسيه ليشعر الطفل ببعض الثقة .

وأضافت د. العمادي إلي أنه يفضل أن يحمل الأسبوع الأول من الدراسة نشاطات وبرامج ترفيهه ، مما يخفف الرهبة والخوف لدي الأطفال ، ويحل محله شعور بالألفة والطمأنينة ، لافتة الى أنه على الأم عدم الاستجابة لرغبات الطفل ، خاصة عند بكائه ورغبته في الذهاب مع والدته ، فذلك يعتبر خطأ كبير ، لاسيما انه يجب تعويد الطفل على الالتزام والتعود على البقاء داخل الصف.

قناعة إيجابية
ويتحدث الدكتور محمد الكبيسي، مدرب التنمية البشرية عن أهمية تغيير نظرة أبنائنا للدراسة، قائلا: إنها قد تعني الدوام الطويل والمذاكرة المرهقة للبعض، لكن يجب التأكيد على أنها مكان لتطوير الذات، واكتساب علاقات جديدة مع المعلمين والطلاب، لافتا الى أن آلية التحفيز تعتمد على إعادة تحديد مفهوم المدرسة في ذهن الطالب، بإكسابه قناعة جديدة، ويضيف الكبيسي أن الطالب الذي يملك هذه النظرة سيرى المدرسة ميدان لتطوير ذاته، وتوسيع دوائر أصدقائه، وكسر الروتين الحياتي، فهي تضفي جو مختلف، فكل يوم يكتسب الطالب أشياء جديدة تختلف بين المعلومات والأفكار.

ويؤكد مدرب التنمية البشرية على أهمية دور ولي الأمر في إكساب ابنه طموحات بعيدة المدى، حيث أن امتلاك الطالب أهدافه، وتعريفه منذ بداية العام بكيفية كتابة خطته المستقبلية وتحديد قصير المدى منها وطويل المدى، وآلية تحقيقها، من خلال وضع النسبة التي ينوي الحصول عليها والمواد التي سيتفوق فيها، مضيفا أن كل ذلك من شأنه تغيير القناعة، لينظر أبنائنا للمدرسة على أنها آلية الوصول للنجاح المرجو.

ويضيف الدكتور محمد: سرد قصص المتفوقين دراسيا لأبنائنا، قد تكون طريقة لإلهاب مشاعرهم تجاه المذاكرة، ويمكن للآباء الاستعانة بالوسائط المرئية "الفيديوهات" على الانترنت لتدعيم مهمتهم بوسائل بسيطة، ومتابعة لدور الآباء يشير مدرب التنمية البشرية إلى أهمية تخصيص أماكن مريحة للنفس بحسب ما يفضل الابن للمذاكرة، وحول بناء علاقة وطيدة بالمعلمين.

يستطرد الكبيسي: اصطحاب الأب أو الأم للأبناء إلى المدرسة، ليتعرف ولي الأمر على المعلمين، في وجود الابن يخلق أجواء من الألفة، بين الطرفين كما أن توطيد علاقة الآباء بالمعلمين يكسر الحاجز النفسي بينهم، ويدعم انضباط الابن داخل المدرسة، مما ينعكس على احترامه للمعلم، بسبب معرفته بالعلاقة المسبقة مع ولي أمره، مؤكدا أن ذلك يساعد على البرمجة الايجابية التلقائية لسلوك الابن بالإضافة إلى أنها عملية كسر للحاجز النفسي، أو ما يعرف بكسر الجليد، بين الطالب ومعلميه بشكل فعال.

برنامج شامل
ويقول الأخصائي النفسي ، عاطف الطريفي ، أن المدرسة لها دور أيضا ، في تهيئة الطفل ومساعدته على التكيف مع أجواء الدراسة ، من خلال وضع برنامج شامل يساهم في تعويد الطفل وتشجعيه على الاقبال على المدرسة ، لافتا الى انه يجب أن يكون اليوم المدرسي في أول اسبوع نصف دوام ، بحيث يخرج الطالب من المدرسة مبكرا ، بالإضافة إلي أهمية الاستقبال الجيد بالترحيب والتعارف فيما بينهم وبين مدرسيهم ، وممارسة الانشطة الترفيهية، فالمعلم يجب عليه بث الطمائنينة في نفوس الطلاب ، وتعريف الطلاب بقوانين المدرسة وسياستها بطريقة بسيطة وسهلة ، فضلا عن محاولة خلق جو من الود بين الطالب وجميع الهيئة التدريسية في المدرسة ، لكسر أي مخاوف أو قلق من المدرسة ، مؤكدا على ضرورة التركيز على الأنشطة الترفيهية والرياضية في أول أسبوع دراسي ، لتحفيز الطالب وتشجعيه على حب الدراسة.

وأشار إلي اهمية السماح لأولياء الأمور وخاصة الأمهات ، بالبقاء لفترة أو التواجد مع أبنائهم خاصة طلاب المرحلة الابتدائية ، مما يسهل على الطلاب الاندماج في الصف ، وعدم الخوف من الانفصال فجأة عن الأم .

وسيلة تشجيع إبداعية
وعن آلية التحفيز، يشير السيد محمد العنزي، استشاري نفسي، أن الطالب يحتاج الدعم النفسي والتشجيع قبل الدخول إلى العام الدراسي الجديد، مشيرا الى أن المصدر الأول للدعم عن طريق الآباء، ويعدد العنزي أشكال هذا الدعم الذي يشمل الثقافي والعاطفي ، والمادي، فالبعض يكون متحمسا للدراسة فيحتاج للتوجيه، وآخر لا يملك تلك الحماسة، مما يتطلب التحفيز، بحيث يؤكد له الأب على أهمية النجاح الدراسي الذي من شأنه إعلاء مكانته الاجتماعية مستقبلا.

ويؤكد المستشار النفسي على أهمية ان يختار الاب نوع الدعم الذي يتواءم مع شخصية ابنه، فشكل التشجيع يختلف من ابن لآخر، وعن الأفكار التي يجب أن يبدع الآباء في تنفيذها، يقول :من الممكن أن يشجع الأب ابنه على الاجتماع مع الاصدقاء للتعرف على شكل استعدادهم في جلسة نقاشية ، ناصحا بتجديد الأساليب التربوية التحفيزية، على أن يبدأ الدعم منذ الأيام الأولى لإلتحاق الابن بالمدرسة، لترغيب الطالب في الدراسة، ومن ثم تفوقه فيها.

تهيئة تدريجية
ويعطي الدكتور خالد احمد عبد الجبار، أخصائي العلاج المعرفي السلوكي والطب النفسي النصائح النفسية التي تساعد الأسر في تهيئة أطفالهم للعودة إلى المدرسة بتقبل و ترحاب وحيوية، ويشير فى هذا الصدد الى معاناة الكثير من الأسر في تغيير النظام اليومي للطفل و الذي اعتاده خلال العطلة الصيفية فإن الطفل يحتاج لإعداده نفسياً بصورة مبكرة قبل بدء الدراسة تدريجيا من خلال وضع جدول جديد للنشاط اليومي من وقت الاستيقاظ الى موعد النوم و لمدة أسبوع، و يكون ذلك بمشاركة أبناءنا فى إعداده ، بمراعاة تخصيص أوقاتاً للعب و المرح بجانب أوقات المذاكرة و آداء الفروض المنزلية ، و يتم تنظيمه بطريقة مبهجة و باستخدام الألوان و الرسوم ، و يراعى فيها التدرج في مدة الأوقات المخصصة للمذاكرة مع إتاحة أوقات اطول للعب في بداية الامر يتم تقليلها تدريجيا، و هذا الجدول يساعد على تنظيم أوقات النوم ، وذلك بتقديم وقت نومه نصف ساعة يومياً وإيقاظه بوقت أبكر من المعتاد حتى تنتظم مواعيد نومه.

تخفيف المشاعر السلبية
واضاف د.عبد الجبار انه يمكن وضع جدول اخر بالإتفاق مع الابناء ايضاً فيما يخص العطل و نهايات الأسبوع ، لتحديد الأنشطة المحببة لهم و التي يمكن ممارستها أثناءها،و ذلك سيخفف من المشاعر السلبية المرتبطة بالعودة للمدارس و ما يصاحبها من ضغوط نفسية .
ويؤكد الدكتور عبد الجبار على أهميةاصطحاب أطفالنا إلى السوق لإشراكهم في اختيار ملابسهم واحتياجاتهم المدرسية وما يرافق ذلك من المتعة و زيادة ثقتهم بأنفسهم ، باحترام رغباتهم و تحقيقها لهم، وذلك كله يهيئهم للمدارس، مما يعطيهم الشعور الجميل بالتجديد و التغيير الإيجابي بالتحفيز لأدائهم من اليوم الأول للمدرسة، فعلى سبيل المثال، اقتناء قنينة الماء و علبة الغذاء التي اختاروها بأنفسهم، و إعداد قائمة بالأطعمة المفضلة لهم وتمكينهم من التواصل مع زملاء صفهم ، مما يتيح لهم استرجاع الذكريات الجميلة المرتبطة بأيام الدراسة و ايضاً تذكيرهم بفكرة تكوين صداقات جديدة وممارسة ألعابهم المحببة بالمدرسة و الترحاب من معلميهم ، كل ذلك سيضيف الحماس و الحب للعودة للمدرسة.

اقرأ المزيد

وزير العمل يجتمع مع عدد من نظرائه المشاركين في الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء العمل

اجتمع سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل، اليوم، مع عدد من أصحاب السعادة الوزراء المشاركين في... اقرأ المزيد

68

| 16 أكتوبر 2025

حارس منتخب قطر يقتدي بالهيدوس ويعلن المشاركة في بناء مستشفى بغزة

أعلن حارس منتخب قطر لكرة القدم محمود أبو ندى أنه اقتداءً بقائد المنتخب حسن الهيدوس، سيتبرع بالمشاركة في... اقرأ المزيد

126

| 16 أكتوبر 2025

وزير الدولة للتعاون الدولي: الجسر البري القطري إلى غزة يجدد موقفاً ثابتاً بأن فلسطين في القلب

أكدت سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي أن الجسر البري القطري إلى... اقرأ المزيد

86

| 16 أكتوبر 2025