رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1435

4793

النعيمي : تغيير مواعيد الدواء قبل رمضان يحمي المرضى

17 يوليو 2014 , 01:05م
alsharq
محمد صلاح

أكد الدكتور سعد عبد الفتاح النعيمي استشارى أول طب الطوارئ بمستشفى حمد العام، أنه من الضروري للمريض الصائم استشارة الطبيب المعالج قبل تغيير مواعيد الدواء أثناء الصيام، موضحا أن الكثير من المرضى يقومون بتغيير مواعيد تناول أدويتهم من تلقاء أنفسهم؛ مما قد يؤدي إلى فقدان الفائدة المرجوة من الدواء، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

وتابع قائلا "من الطبيعي أن يرتبط تأثير الدواء وفعاليته بموعد تناوله فى اليوم وفقا لخواصه الفيزيائية والكيميائية وسرعة امتصاص الجسم للدواء؛ فالأدوية التى تؤخذ كل 4ـ6 ساعات إذا تم تبديل طريقة استعمالها إلى مرة أو مرتين فقط تفقد مفعولها وقد تسبب مضاعفات خطيرة. وكمثال على ذلك فإن المضادات الحيوية التى تُعطى كل 6 ساعات إذا تم تقليل جرعة تناولها إلى مرة واحدة أو مرتين باليوم فلن يؤدي ذلك إلى فقدان مفعولها فحسب، ولكن يؤدي إلى ظهور جراثيم مقاومة للدواء.

وأردف الدكتور النعيمي قائلا "تختلف مواعيد تناول الدواء مع الصيام وفقا لنوع وطبيعة الدواء المستخدم، ولكن وبشكل عام فإن الأدوية التى يتم تناولها مرة واحدة فى اليوم فلا توجد مشكلة فى تناولها وقت الإفطار أو وقت السحور، وكذلك الحال بالنسبة للأدوية التى يأخذها المريض مرتين يوميا، ولكن تبقى المشكلة في الأدوية التى تُؤخذ كل 6 أو 8 ساعات، الأمر الذى يتطلب مراجعة الطبيب من أجل إيجاد بديل مناسب إن أمكن".

وعرض بعض طرق التغيير الأمثل لتوقيت الدواء مع الصيام ومنها: المضادات الحيوية فالدواء الذي يتم تناوله مرة واحدة يومياً ينصح بتناوله عند الفطور أو السحور، والدواء الذي يتم تناوله مرتين يومياً تكون الجرعة الأولى عند الإفطار والثانية عند السحور، أما الدواء الذى يتم تناوله ثلاث أو أربع مرات فيجب استشارة الطبيب لإيجاد بدائل مطابقة له يتم تناولها مرة أو مرتين.

واضاف قائلا "وبالنسبة لأدوية الصرع، فبعض الأدوية يمكن تناولها مرة واحدة فى اليوم لأنها أدوية طويلة المفعول، وبقية الأدوية يمكن أخذها مرتين فى اليوم، ولذلك فيمكن للمريض أن يتناول جرعة الأدوية إما مرة واحدة بعد المغرب أو مرتين بعد السحور وبعد الإفطار حسب نوع الدواء المعالج للصرع الخاص بكل مريض، وإذا أصيب المريض بنوبة صرع أثناء الصيام فعليه الإفطار فوراً، وعلى المريض قبل ذلك مراجعة الطبيب لإعادة تنظيم العلاج وأخذ قرار الصيام".

وقال "أما عن أدوية القلب فأغلبها يتم تناوله مرة أو مرتين يوميا خلال الأيام العادية وبالتالى فلا تحتاج إلى تعديل خلال رمضان وذلك بالنسبة للمصابين بالذبحة الصدرية المستقرة؛ حيث يمكنهم الصيام مع الاستمرار فى تناول الدواء، لكن هناك العديد من أمراض القلب لا يستطيع معها المريض الصيام كالجلطة القلبية الحديثة، وهبوط القلب الحاد، والذبحة الصدرية غير المستقرة وغيرها".

أما أدوية ارتفاع ضغط الدم فأكد الدكتور النعيمي أن أغلبها يتم تناوله مرة أو مرتين يوميا وبالتالى فلا توجد مشكلة معها أثناء الصيام مع ضرورة أن يتجنب المريض تناول الأطعمة المملحة والمخللات مع الحرص على تناول كمية سوائل كافية.

أدوية مريض السكري

وبالنسبة لمرض السكرى وأدويته قال الدكتور النعيمي"هناك نوعان من الأدوية التى تستخدم لعلاج السكري وهي الأنسولين؛ حيث يستطيع المريض تعديل أوقات حقن الأنسولين أثناء الصيام؛ فإذا كان المريض يعتمد على جرعة واحدة فيمكنه أخذها قبل الإفطار مباشرة، وإذا كان المريض يعتمد على جرعتين فتكون الجرعة الأساسية قبل الإفطار والجرعة الأخرى قبل السحور، وتعتمد زيادة الجرعة أو نقصانها على كمية ونوعية السحور وفقا لما يحدده الطبيب".

واضاف قائلا "أما النوع الآخر وهو الأقراص المخفضة للسكر؛ فيمكن للمريض الذى يتناول هذه الأقراص أن يصوم على أن تكون الجرعة الأساسية قبل الإفطار وعليه مراجعة طبيبه لتحديد مدى حاجته إلى جرعة اخرى قبل السحور".

وحذر الدكتور النعيمي من حساسية مرضى السكر للصيام خاصة مع التغيير العشوائى لمواعيد الأدوية فقد يتعرض المريض إلى نقص السكر في الدم إذا تناول الأدوية الخافضة للسكر وأهمل تناول السحور، أو إذا قام ببذل مجهود غير اعتيادي أثناء فترة الصوم فتظهر لديه أعراض انخفاض نسبة السكر بالدم مثل الجوع الشديد، الشعور بالتعب، الدوار والصداع، تعرق شديد، رعشة باليدين، سرعة نبضات القلب والميل لفقدان الوعى، لذا فعلى المريض الإفطار فورا إذا شعر بهذه الأعراض حتى لا يتعرض لغيبوبة نقص السكر على أن يتناول عصيرا أو أى سائل محلى بالسكر مع وجبة غنية بالنشويات ثم يخبر طبيبه المعالج بما حدث.

وأردف قائلا "قد يتعرض المريض أيضا إلى الارتفاع الشديد فى مستوى السكر بالدم إذا أهمل العلاج مع الإفراط فى تناول السكريات والنشويات أثناء الإفطار أو السحور وتظهر لديه أعراض العطش الشديد، كثرة التبول، جفاف الحلق، القيء، آلام البطن ثم الشعور الشديد بالتعب والإنهاك وقد يؤدي إلى غيبوبة ارتفاع السكر بالدم. ولذا فعلى من يشعر بمثل هذه الأعراض أن يشرب الماء فورا ويتناول دواء السكرى ثم يتوجه إلى المستشفى فورا للبدء فى تلقي العلاج قبل تدهور حالته إلى الأسوأ".

واستطرد قائلا "من الأخطاء الشائعة أيضا أثناء الصيام قيام بعض المرضى الذين يعتمد علاجهم على حقن الأنسولين بالامتناع عن تناولها ظناً منهم بعدم احتياجهم لها لعدم تناولهم الطعام؛ مما يؤدي إلى إصابتهم بالحماض الكيتونى وهو حالة خطيرة تستوجب العلاج بالمستشفى، حيث ترتفع نسبة السكر في الدم إلى درجات عالية وأعراضها عطش شديد، غثيان وقيء، جفاف شديد، آلام بالبطن، غصة حارقة خلف الصدر وانبعاث رائحة من الفم تشبه رائحة الأسيتون أو الكحول وتصبح رائحة البول مثل رائحة التفاح الفاسد، ثم يحدث هبوط للضغط وتشوش فى الرؤية وضعف الحركة.

وبوجه عام يجب على مريض السكر فى حالة صيامه مراجعة الطبيب عدة مرات خلال شهر رمضان لإجراء التعديلات الضرورية فى أدوية السكرى أو أى أدوية أخرى يتناولها".

أدوية المسكنات

وحذر الدكتور النعيمي من إفراط البعض فى استخدام بعض أدوية المسكنات وخاصة مسكنات الصداع وأدوية الحموضة من دون استشارة الطبيب الأمر الذى يؤدي إلى مضاعفات كبيرة هو في غنى عنها، ويمكن تجنب الإحساس بالصداع أثناء الصيام بالتقليل من تناول الشاى والقهوة والمشروبات الأخرى التى تحتوى على الكافيين قبل الصيام بخمسة أيام، وكذلك يمكن تجنب الإصابة بالحموضة وحرقان المعدة بعدم الإفراط فى تناول الأطعمة وخاصة التى تحتوى على سكريات عالية ومواد دهنية أثناء شهر رمضان.

وأشار إلى بعض المشروبات غير المناسبة لتناول الدواء معها، والتى يغفل عنها كثير من المرضى مثل الحليب وبعض العصائر مما قد يؤثر سلبا على مفعول الدواء أو قد يؤدي إلى زيادة مستوى الدواء فى الجسم ويزيد من فرصة ظهور الأعراض الجانبية، وعلى سبيل المثال فإن تناول الأدوية المخفضة للدهون وأدوية زيادة الكوليسترول فى الدم وبعض أدوية الضغط، مع عصير الجريب فروت يؤدي إلى زيادة مستوى الإستاتين فى الجسم.

واضاف قائلا "أيضا هناك بعض الأطعمة يجب تجنبها فى حالة تناول بعض الأدوية حيث تقلل من مفعول الدواء مثل أدوية السيولة فى الدم فيجب تجنب الأغذية التى تحتوي على نسبة عالية من فيتامين (ك) مثل الملفوف والتوت البرى، وكذلك بعض أدوية الضغط فيجب تجنب تناولها مع أطعمة تحتوى على نسبة بوتاسيوم عالية مثل الموز والبرتقال. ولذا فالأفضل هو تناول الدواء مع الماء العادى تجنبا للشبهات".

وتابع قائلا "يؤدي تناول بعض الأدوية التي لديها تفاعل مع الأطعمة إلى تقليل امتصاص الدواء، مثل تناول دواء الثايروكسينthyroxin مع الطعام قد يقلل من امتصاصه، فلذلك يُنصح بأخذ الدواء قبل 30 — 60 دقيقة من وجبة السحور ومن ثم يبدأ المريض بتناول الطعام، أو يأخذ الدواء وقت النوم ليلاً".

مساحة إعلانية