تقارير وحوارات

1195

واثق الهاشمي: الإحتلال الأمريكي للعراق جعلها ساحة للصراعات وتنفيذ أجندات إقليمية وأجنبية

قال واثق الهاشمي مدير مركز "النهرين العراقي للدراسات الإستراتيجية" إن الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 هو من أوصل العراق إلى ما هو فيه الآن من طائفية، وفساد، وضعف في الجيش، وعدم وجود مؤسسات للدولة تستطيع أن تلبي احتياجات المواطن.

وكشف الهاشمي في حواره لـ"بوابة الشرق" عن حجم التأثر الذي لحق بالعراق جراء تهاوي أسعار النفط إلى أدنى مستوياته وخاصة أنه المورد الوحيد الآن بعد أن كانت العراق من أغنى بلدان العالم من حيث الزراعة والصناعة والتي تراجعت أيضا وأصبح العراق يستورد كل شيء، بعدما كان مصدِّرًا.

وعن مقتل عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قال الهاشمي إن الولايات المتحدة إلى الآن لم تعلن صحة الخبر كما هي عادتها في حالات كثيرة كذلك فإن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أدان الحكومة وقال إنكم سربتم خبرا غير صحيح، وهذا ما يؤكد أن الدوري لم يقتل وأن الخبر غير صحيح.

وإلى نص الحوار..

◄ منذ أيام حلت الذكرى السنوية الثانية عشرة لاحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة .. برأيك ما حال العراق الآن؟

► فى الحقيقة العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 لم تقم فيه، ولم نستطع نحن أيضا، أن نبني دولة المؤسسات التي كنا نحلم بها، فبعد أن تخلصنا من نظام شمولي كنا نرجو أن يتحول العراق من نظام شمولي إلى ديمقراطي لكن للأسف تحول إلى فوضى، فإلى الآن لم نشاهد حالة من الاستقرار السياسي داخل البلاد ، بل بالعكس تبرز المشاكل المتعددة مع كل دورة انتخابية ، وكذلك صعود المد الطائفي والقومي والإثني مما حدا بأصوات كثيرة الآن أن تنادي بتقسيم العراق.

أضف إلى ذلك أن العراق الآن حبلى بالتدخلات الخارجية فالكل يريد أن ينفذ أجندته الخارجية على الأرض العراقية من دول مجاورة عربية كانت أو إقليمية أو عالمية؛ مما أحدث إرباكاً وخلق مشاكل في دولة هي الأغنى بين دول العالم.

فموارد الدولة تأثرت كثيرا جدا بما يجري في المنطقة من أحداث، وأنت تجد أنه بعدما هوت أسعار النفط صار العراق أكثر المتأثرين بهذا النزول.

أيضا على مستوى الزارعة فبعد عام 2003 لم تكن هناك زراعة أيضا فيما يسمى بأرض السواد، فلدينا نهران عظيمان، لكن للأسف وصل بنا الحال أن نستورد كل شيء، بعد أن كانت العراق تكتفي ذاتيا بكل المحاصيل الزراعية وتصدر بعضها.

كذلك توقفت المصانع عن العمل وتصدرت البطالة على الساحة وأصبح المواطن العراقي لا يجد عملاً كما شهدنا تراجعا كبيرا في مستوى دخل الفرد.

◄ الاحتلال أم الطائفية ؟

◄ وهل الاحتلال الأمريكي للعراق هو من أوصل العراق لهذه الحال أو الطائفية التي جعلت الشعب يقتتل فيما بينه؟

► الطائفية العراقية الموجودة في البلاد هي ولادة طبيعية للاحتلال الأمريكي فالاحتلال هو من ولد وأنتج الطائفية في البلاد وغيرها أيضا من المشاكل الإثنية كانت أو العرقية فالعراق قبل 2003 لم يكن يعرف الطائفية وكان يعيش شعبا متآخيا وهناك إحصائية تقول إن 28% من العراقيين قبل الاحتلال الأمريكي إن الخال إما سني أو العم شيعي وهذا دلالة على العيش المجتمعي الموجود. أيضا قبل 2003 لم تكن هناك أمية وإحصائية الأمم المتحدة أعلنت أن الأمية صفر أما الآن فقد بلغت 30% والفقر نفس النسبة أيضا، وربما أيضا أن هذه المشاكل نتجت نظرا لأن الحكومات المتعاقبة لم تضع استراتيجية واضحة لمواجهة هذه المشاكل وانشغلت فقط بالصراعات فيما بينها.

◄ لكن من خلال متابعتنا للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية كانت هناك وعود من قبل المرشحين بتحسين المعيشة .. فلماذا لم تنفذ؟

► الاحتلال أفقدنا هويتنا الوطنية بأجندة واضحة وبالمحاصصة الطائفية البغيضة.

هذه وعود وأحلام وردية قبل الانتخابات أما بعدها فلا تتحقق بعد، ولقد نفذ الاحتلال أجندة واضحة بأن أفقدنا نحن الشعب العراقي هويتنا الوطنية من خلال المحاصصة الطائفية البغيضة التي إلى الآن نعاني منها.

◄ ولماذا لا يحرص السياسيون العراقيون على الابتعاد عن المحاصصة الطائفية ؟

► السياسي العراقي إلى الآن لم يتأقلم على وضعه الحقيقي فهو من قبل كان في وضع المعارضة والآن هو في موضع المسؤولية والسلطة؛ مما جعل هناك نوعا من التضارب ولم يستطع أن يكون رجل دولة.

ومن المفارقات العراقية أن الكل يشارك في حكومة شراكة وطنية لكن من يشارك في هذه السلطة يعارض في نفس الوقت.

◄ التشاركية أم الغالبية ؟

◄ وهل لو كانت الحكومات العراقية غير تشاركية لاستطاعت إنجاز شيء للشعب العراقي؟

► بالطبع فلو كانت هناك حكومة ذات أغلبية مطلقة في البرلمان وهناك معارضة في البرلمان تشكل حكومة الظل لاستطعنا تجاوز الكثير من المشاكل والأخطاء فلا يمكن لبلد أن تحكمه مجموعات هي التي تشرع وهي التي تحكم وهي التي تراقب وتتظاهر في نفس الوقت فهذا باعتقادي مشكلة كبيرة فالشارع العراقي يواجه مشاكل كبيرة مثل فقدان الكهرباء والماء والأكثر قسوة فقدان الأمن.

◄ توافر الأمن

◄ لكن المسؤولين في الحكومة العراقية يقولون إن الأمن متوافر وكل احتياجات الشعب العراقي؟

► المسؤول العراقي يتحدث ويصرح كيفما يشاء وأنا أتكلم عن وقائع وبأرقام وأبرز التحديات التي لم يواجهها كما قلت المسؤولون هو الأمن والمفخخات الموجودة في الشوارع.

◄ وهل العالم الغربي لا يساعد العراق في وضعه الحالي؟

► العالم كله تخلى عن العراق فهناك اتفاق استراتيجي وقعه المسؤولون العراقيون يمنع تسليح الجيش العراقي وهذا ما يجعل العراق لا تمتلك قوة بعد أن كان الجيش العراقي رابع جيش في العالم. الآن هو يحتاج إلى تسليح وإلى تدريب وهذا نتاج بالطبع قرار بريمر بحل الجيش العراقي.

أيضا العراق يواجه تآمرا من دول مجاورة تمرر الانتحاريين والأهم من كل هذا أننا لم نستطع أن نبني دولة المؤسسات فلو بنيت دولة المؤسسات لكان العراق في وضع أفضل.

◄ ما العدو الأكبر الذي يواجه العراق الآن الإرهاب أم الطائفية؟

► هناك ثلاثة أمور هي الأخطر على العراق أولها هو الإرهاب والثاني هو الطائفية والثالث هو الفساد الذي ينتشر بشكل غريب وواسع في مؤسسات الدولة العراقية فلا توجد إجراءات رادعة تواجهه وتستأصله من جذوره.

◄ ولماذا الفساد مستشرٍ بهذا الشكل في العراق وخاصة في قطاع البترول والجيش؟

► لأنه لا توجد سلطة قوية تواجه هذا الفساد فالآن العراق يتبوأ مركزا متقدما في مؤشر الفساد على مستوى العالم .

◄ لكن الكل يقول إن الطائفية هي الخطر الأكبر الذي يواجه العراق؟

► المجتمع العراقي ليست به طائفية وإنما هي موجودة نظرا لتوجهات بعض السياسيين المنتفعين والذين يحاولون تحريض الشارع العراقي ومثال ذلك الحشد الشعبي الذي يأتي إليه المواطن من الجنوب ليدافع عن بغداد التي لم يرها من قبل ويذهب إلى الرمادي والأنبار تحت راية الدفاع عن الوطن وكذا أهل صلاح الدين الذين ذهبوا للعمارة والكوت عندما حدثت عمليات الغرق لإنقاذ إخوانهم من الشيعة بالمواد الغذائية والمؤن؛ إذاً لا توجد بين مكونات الشعب العراقي طائفية بقدر ما هي تحريض من قبل السياسيين العراقيين وخاصة في وقت الانتخابات.

◄ وماذا عن الاستعانة بمليشيات الحشد الشعبي واعتبارهم جزءا من الجيش بينما يتم تجاهل المكونات السنية الأخرى مثل الصحوات والعشائر؟

► بصراحة واضحة بغداد كانت مهددة بالاحتلال من «داعش» بعد أحداث الموصل والانكسار الذي تعرض له الجيش العراقي الأمر الذي جعل داعش تتقدم نحو بغداد والجنوب لكن بعد أن خرجت فتوى من مرجعية النجف السيد علي السيستاني واستجاب له أبناء العراق من المكون الشيعي ومُنعت «داعش»من الوصول لبغداد.

◄ الصحوات والحشد

◄ لكن لماذا لم يستعن الجيش أيضا بالمكونات السنية؟

► الجيش يستعين بالجميع فاليوم الصحوات موجودة والعشائر والصحوات السنية موجودة أيضا.

◄ لكنها لا تشارك في القتال ضد «داعش» أو أي عمليات أخرى بصفتها جزءا من الجيش العراقي كما هو حال الحشد الشعبي؟

► أنا أقول لك إن وجود الحشد الشعبي في الجيش العراقي وجود مؤقت وهذا ما قاله السيد العبادي بالنص في زيارته لواشنطن الأخيرة «إنه بعد انتهاء المعارك سيعود الحشد الشعبي للمدنية».

◄ وهل الولايات المتحدة راضية عن وجود الحشد الشعبي داخل الجيش العراقي؟

► لا. فالولايات المتحدة غير راضية أبداً عن وجوده داخل الجيش لكن العبادي عندما يقول إنها ضمن مؤسسات الدولة وتتبع القائد العام للقوات المسلحة فهو يحاول أن يسحب البساط من تحت الولايات المتحدة حتى لا تنتقده وتطالب بفصلهم عن الجيش.

◄ وماذا عن إيران هل راضية عن الحشد وعن وجوده في الجيش؟

► بكل تأكيد هي راضية وتطالب بدعمه وتوفير المظلة القانونية له وهذا ما يضع العبادي في إشكالية كبيرة بين إرضاء إيران وإغضاب الولايات المتحدة.

◄ برأيك هل اختلفت حكومة العبادي عن سابقتها حكومة المالكي؟

► وجوه الاختلاف بينهما ليست كبيرة فالحكومتان شراكة وطنية والحكومتان لم تعتمد على التكنوقراط وكانتا عبارة عن محاصصة طائفية وكل كتلة سياسية فرضت من تريد في الحكومة فلا العبادي ولا المالكي من اختاروا الوزراء بل فرضوا عليهم، أيضا الفساد لايزال مستشريا في حكومة العبادي كما كان في حكومة المالكي.

◄ يقال إن أداء المالكي كان أفضل من أداء العبادي ..لماذا؟

► باعتقادي لأن المالكي كان أقل تقييداً من العبادي فالأخيرعندما جاء إلى الحكومة أخذت عليه تعهدات كثيرة وهو الآن يعاني منها ولا يستطيع أن يختار مسؤولا معينا في دائرة معينة مثال ذلك عندما اختار شخصا لأمانة بغداد رفض المجلس الأعلى الإسلامي باعتبار أن بغداد حصته كذلك موضوع الاجتثاث يشكل له عائقاً أيضا فهناك من يرضى بمسؤول بعثي وهناك من يرفض تواجد أي مسؤول وهكذا .

◄ هل تتفق مع الادعاءات التي تقول إن «داعش» نتاح سياسات المالكي الطائفية؟

► «داعش» عدو عالمي والأسلحة التي تمتلكها الآن تفوق قدرة الجيش العراقي، هناك أخطاء نعم في حكومة المالكي لكن هذه الأخطاء لا توصل تنظيم بهذه الخطورة إلى هذه المكانة .

◄ لكن السنة في العراق يقولون إن سياسة المالكي هى من أوجدت «داعش»؟

► نعم بكل تأكيد سياسته هي التي فرخت هذا التنظيم لكن هو لا يدعمه ولا يوجد من بداخل الدولة العراقية من يدعم التنظيم.

◄ لكن هل تتفق معي أن المكون السني مهمش في العراق؟

► لا أستطيع أن أقول إنه مهمش لأن المكون الشيعي أيضا يدعي بذلك وهذا التحالف الموجود الآن في الحكومة سينهار قريبا لأنه تحالف هش؛ فكل بيت في العراق سواء سنيا أو شيعيا لديه خلاف حوله.

◄ بصراحة هل نفوذ إيران في العراق أقوى من نفوذ الولايات المتحدة؟

► الولايات المتحدة وإيران هما من يتحكمان في الوضع العراقي، وأنا أقول دائما هذا الكلام فرئيس الوزراء العراقي يجب أن يحظى بطرفي المعادلة أمريكا وإيران فالذي يفقد طرفيها لا يستطيع أن يكون رئيسا لوزراء العراق كما حدث مع المالكي، والذي فاز بأصوات الناخبين إياد علاوي وافقت عليه أمريكا لكن إيران لم توافق عليه كي يحكم العراق.

◄ مقتل الدوري

◄ أخيرا هل قتل عزة الدوري؟

► وفق المعلومات الموجودة لم يصدر بيان رسمي من الحكومة العراقية فوزارة الصحة قالت إنها سحبت الحامض النووي»DNA» «لكن إلى الآن لا توجد مطابقة حتى الآن ولا يوجد إعلان رسمي للنتيجة والجانب الأمريكي لم يؤكد الأمر كما حدث مع حالات كثيرة مثل أبوبكر البغدادي والزرقاوي فعندما تؤكد الولايات المتحدة يكون الخبر صحيحا، الأمر الآخر هناك انتقاد من قبل مقتدى الصدر لشركائه في الحكومة حيث قال لهم إنكم سربتم خبرا خاطئاً، وهذا ما يجعلنا نعتقد أنه لم يقتل.

◄ هل أنت شخصيا تعتقد أنه قتل؟

► أنا لا أمتلك معلومة بهذا الأمر لكن بالتحليل وبهذا التأخر في الإعلان .. لم يقتل.

اقرأ أيضاً

للمسافرين العرب إلى الصين.. 4 تحديات يجب الانتباه لها و6 تطبيقات عليك تحميلها

 اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب.. نداء جماعي من أجل السلام والاستدامة

"المشروع المعجزة" بالسعودية.. 4 ساعات من الرياض لجدة براً وتحول مرتقب في الربط مع دول الخليج

أخبار ذات صلة

هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي