رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2146

فوضى الدراجات النارية ظاهرة تجاوزت القوانين والضوابط

17 مايو 2015 , 09:40م
alsharq
محمد زهران

ظاهرة مزعجة أصبحت منتشرة في شوراع الدوحة وخاصة الخارجية فكثيراً ما تجد شباب يقودون دراجات نارية لا تحمل لوحات مرورية يقومون بحركات بهلوانية في غاية الخطورة وبسرعة جنونية تتجاوز 200 كيلو متر في الساعة، لا تعترف برادار ولا تقف عند ثبوت، مهددة بذلك حياة المواطنين والمارة. تحقيقات الشرق تناقش هذه الظاهرة وآثارها وكيفية القضاء عليها وماهو رأى المواطنين والمسؤولين ووجهة نظر أولئك الشباب في هذه الظاهرة. تربوين اكدوا اهمية احتواء الشباب وتوجيههم لفرص حقيقية يعبرون فيها عن إبداعهم ويفجرون فيها مواهبهم، بجانب التأكيد على أهمية تنشئة آباء صالحين من أجل تنشئة أبناء أصلح، ولعل هذا الاهتمام يخرج لنا من بين أصلاب المخالفين بطلاً يرفع راية الوطن.

البداية كانت مع أحد الشباب من الذين يقودون دراجة بدون لوحات معدنية حيث علل انه لم يقم بترخيص هذه المركبة لأن الاجراءات القانونية للترخيص تأخذ وقتاً طويلاً جداً للصدور بالاضافة إلى ان إجراءات استخراج اللوحات المرورية المعقدة والطويلة خاصة أن إدارة المرور تخصص يوما واحدا فقط في الأسبوع للدراجات، ويقول أنا وكثير من زملائي محترفين في قيادة الدراجات ولدينا خبرة طويلة في هذا المجال، إلا ان إجراءات الرخصة تحول بيننا وبين السير بشكل قانوني، هذا بجانب صعوبة الاختبارات النظرية للحصول على رخصة قيادة، فإذا أخطأت في إشارة مرورية واحدة لا يعطيك موظف المرور فرصة أخرى ولا يتيح محاولة تالية في وقت قريب.

ويضيف أنه مغرم بعالم السباقات والسرعة ومهتم جداً بكل ما يتعلق بالدراجات النارية، معبراً عن ذلك بأنها رياضة مثل أي رياضة أخرى، وحول لماذا لايمارس تلك الرياضة في الأماكن المخصصة لها حتى لا يتعرض للمخاطر وازعاج الاخرين؟ اجاب هل اذا أراد شخص لعب كرة القدم فهل يجب عليه أن يتوجه لاستاد خليفة؟، فمن منا لم يلعب الكرة في الشوارع، والوضع يتشابه مع ركوب الدراجات، واستطرد قائلا: إذا نظرت للأمور بنظرتكم تلك حينها أستطيع أن أقول لك إن لعب كرة القدم قد يتسبب لك بإصابة تدوم معك طوال حياتك أو تجعلك في عداد الموتى فكثير من اللاعبين توفوا في أحضان الملاعب، فكل حركة تشكل خطرا على حياة الإنسان.

ويواصل: إن الله تعالى يقول في كتابه الكريم "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروجٍ مشيدة" فالموت سوف يأتيك ولو كنت على فراشك، وأنا أثق في قدراتي ولا أشكل خطراً على أحد.

ويتابع أن الخوذة تخفي هويتي والرادار يصور دراجة بلا رقم وبثقة كبيرة فكيف سيأتون بشخص مبهم الملامح يركب بلا لوحة ويسير بسرعة 200 كيلو متر في الساعة فلا مجال أمامهم للتعرف على هويتي إلا إذا تعمدوا إسقاطي من فوق الدراجة وهذا بالطبع مستحيل.

وقال الشاب إنه تخرج من الثانوية العامة منذ عامين وتقدم بطلبات توظيف كثيرة في عدة جهات حكومية جميعها لم يتلقى منها ردا ولا حتى يتم إبلاغه بالرفض ويضيف أنا معلق بدون وظيفة أنتظر السراب منذ عامين ولا أعلم إلى من ولا إلى أين أذهب، وبسبب عدم عملي استيقظ كل يوم السابعة ليلاً بدون هدف واضح ليومي لأجد دراجتي أمامي ونقوم أنا وأصدقائي بالتناوب على قيادة الدراجة ونتحدى بعضنا في بلوغ السرعة القصوى، وهذا ما يملأ فراغ ساعات الليل الممتدة بجانب لعب الورق حتى تشرق شمس اليوم التالي.

ويقول يوسف ابراهيم إنني أحد المنزعجين من تلك الظاهرة (التهور) الذي يقوم به الشباب الذي ربما جاء نتيجة حالة الفراغ التي يعيشها وهي أحد أبرز الأسباب التي تدفعهم إلى مثل تلك الأفعال مطالبا بضرورة ان تعمل المؤسسات على استقطاب الشباب خاصة من حديثي التخرج فوراً وإقامة دورات تدريبية لهم فور تخرجهم من الثانوية العامة لتنمية قدراتهم، وذلك لأن كثيرا من الشباب يقضون فترة بلا عمل ولا أي نشاط أثناء رحلة البحث عن وظيفة أو جامعة لاستكمال الدراسة.

ويفسر الخبير بالطب النفسي والاستشاري بمؤسسة حمد الطبية الدكتور طاهر شلتوت بأن تلك التصرفات تشابه بعض الأمراض النفسية التي تدفع الشخص للقيام بتصرفات متهورة تعرض حياته للخطر ولا تضع أي حساب لأرواح الآخرين، تعود الأفراد منذ الصغر على سهولة حصولهم على ما يريدون وما يتمنون يجعل أحلامهم تكبر وغاياتهم تزداد وتتخطى جميع الخطوط الحمراء ويرجع سبب ذلك لأنه منذ نعومة أظافره لم يتعود على سماع كلمة "لا".

ويضيف أن الخادمات اقتحمن البيوت في العقود الأخيرة، وتضخم دورهن من مساعدات في الأمور المنزلية إلى أن أصبحن مربيات للأطفال يشكلن شخصياتهم ويضعن القواعد والنظام لهم.

وكما هو معلوم الخادمة تعمل مقابل المال ولا تسعى من اجل تشكيل شخصية قوية أو صقل موهبة فذة ولذلك لا تستطيع أن تقف صامدة أمام إصرار طفل صغير لحصوله على ما يريد، وهذا ما أنشأ أجيالا تستبيح أي تصرف حتى ولو كان متهورا أو خارج عن الإطار الأخلاقي.

ويشير استشاري الطب النفسي إلى الحل بقوله إن تنشئة الأجيال القادمة على أن ليس كل ما تريده مباح لك بسهولة، بل الجهد والعمل هو سبيلك الوحيد للحصول على مبتغاك. وبخصوص الشباب الحالي الذي يرتكب أعمالا متهورة فعلاجه لا يكون في تغليظ العقوبات والقبض عليهم وملاحقتهم بل توعيتهم وإتاحة فرصة آمنة لهم من اجل التنفيس عن طاقاتهم، ويجب من كل الجهات المسؤولة سماع صوت المخالفين ومعرفة مطالبهم.

يقول عبدالله أحمد السادة أحد سكان منطقة الدحيل إن الشوارع أصبحت خطيرة جداً بسبب تلك الدراجات المجنونة ودائماً ما ينتابنا القلق من أن يصيب أحد مكروه حينها سوف يفر الجاني بسبب اختباء هويته خلف خوذته أو أنه سوف ينقل مباشرة إلى مدافن أبو هامور، ويضيف أن تلك الدراجات شبح يخطف الأرواح بسبب تهور سائق لا يعرف أنه قد يحول حياة شخص إلى جحيم.

وعلى نفس الخط يضيف عبدالرحمن مبارك البوعينين أن الدولة يجب أن تقف أمام تلك التجاوزات وتضع حداً لأولئك المتمردين على القانون، على حد وصفه، مضيفاً أن الأمر يتعلق بأرواح بشر لذلك وجب الاسراع للتدخل والحد من تلك الظاهرة الكارثية، ويشير إلى أن الشباب دائماً ما يتطلعون لإبراز كل مواهبهم إلا ان غياب التوجيه وغياب المؤسسات التي من شأنها أن تكون حاضنة لهم، يدفع الشباب للتعبير عن مهاراتهم بصورة خاطئة.

ويؤكد عبدالرحمن ابراهيم أن الشوارع ليلاً تمتلئ بالدراجات وليتها تتبع القانون بل إنها تقوم بحركات استعراضية في طرق تبلغ سرعتها 100 كيلو متر في الساعة، ويشير إلى خطورة الموقف بقوله ماذا إنْ سقط أحدهم لا قدر الله؟ فحتماً سيكون مصيره الدهس تحت الإطارات المندفعة على طول الطريق.

وحول رأى اتحاد السيارات وماهو دوره في التثقيف والتوعية من أجل محاربة ظاهرة التهور في الشوارع والقيادة بلا ضوابط تحترم قوانين القيادة، يقول السيد ناصر بن خليفة العطية رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية ونائب رئيس الاتحاد الدولي: إن أهم اولويات الاتحاد القطري هو جذب الشباب وبدلاً من أن يتسابقوا في الشوارع ويتسببوا في اختطاف الأرواح فتحنا لهم حلبة لوسيل وأقمنا لهم السباقات وفصلنا لهم برامج لا أول لها ولا آخر وأقمنا بطولة قطر الوطنية بالإضافة إلى مسابقة أيام المضمار التي يشارك فيها الشغوفين بالدراجات وفوق هذا وذاك أقمنا أكاديمية للموهوبين لتستقبل النشء وتهدف إلى تدريبهم على أصول القيادة وهدف هذه المنظومة منع الحوادث والتنفيس عن طاقات الشباب الموهوب حقيقة.

ويوضح العطية: جهودنا والحمدلله نجحت فمن بين الذين كانوا يتسابقون في الشوارع أصبح عندنا أبطال يشاركون في بطولات عالمية للدراجات النارية ويحصدون الذهب كما حدث في بطولة العالم في لومان بفرنسا وللحقيقة نحن نفتح قلوبنا وأبوابنا لكل هيئات الدولة للتعاون معنا لمكافحة غول كبير اسمه حوادث الطرق لأننا حسب الإحصاءات الأخيرة من أكثر الدول ارتفاعاً في ضحايا حوادث الطرق.

ويؤكد العطية رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية ونائب رئيس الاتحاد الدولي أن الاتحاد يفتح ذراعيه أمام مواهب الشباب القطري المفعم حقيقة بالطاقات الجبارة.

ويضيف العطية أن ركوب الدراجات ليس أمراً سلبياً أو منافياً للآداب بل هو رياضة حالها كحال الرياضات الأخرى ولكن اللوم كل اللوم على من يمارس تلك الرياضة في أماكن غير مؤهلة لتحمل السرعة العالية. مشيرا إلى أن الاتحاد ينتظر أي شاب يمتلك موهبة ليصنع منه بطلاً حقيقياً.

اقرأ المزيد

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

266

| 15 أكتوبر 2025

alsharq لولوة الخاطر تروي قصة فسيلة شجر الزيتون التي غرستها في 2021 وصمود أهل غزة وفلسطين

قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن اليوم يشرقفجر جديد... اقرأ المزيد

812

| 14 أكتوبر 2025

alsharq منظمة الصحة العالمية: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترونية

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ما يقرب من واحد من كل خمسة بالغين في أنحاء العالم لا... اقرأ المزيد

168

| 07 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية