رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

466

من يوصل لعبة علا إلى شقيقتها المتوفاة بدرعا؟

17 أبريل 2014 , 05:05م
alsharq
عواد الخلايلة - عمان

عبثاً تحاول الطفلة السورية علا 5 سنوات أن تختبئ وراء أصابعها، فالزي الأمني أمامها يذكّرها بما لا ترغب استحضاره في عقلها الصغير الذي كان من المفترض ألا يتّسع لأكثر من أهلها ولعبتها وعمليات حسابية بسيطة.

كانت علا، ابنة درعا جنوبي سوريا، ترتعد خوفاً باقتراب سيدة من عناصر الأمن الأردني، المسؤولة عنها في المستشفى الذي ترقد فيه، حيث يرافق الجرحى السوريين القادمين عبر الحدود عناصر من الأمن الأردني لغايات التسجيل وإجراءات أمنية.

كان مزعجاً للشرطية الأردنية خوف الطفلة منها، وتراجعت بسرعة خارجة من غرفة الطفلة وهي تبدي تعاطفها وتفهمها لما لدى هذه الطفلة من صور طبعت في الذاكرة عن رجال الأمن والأسلوب غير الإنساني الذي يعاملون به أبناء جلدتهم.

كانت علا تعاني من شظايا وجروح مختلفة في الجهة اليمنى من الوجه، وكانت وحيدة في العناية المركزة في المستشفى الإسلامي، إذ تكفل الصندوق القطري لعلاج الجرحى السوريين بعلاجها.

تقول علا لـ الشرق إن "الهاظ انفجر في بيتنا" في اشارة إلى قذيفة انفجرت في بيتها، "وطلعنا من البلد للأردن".

ويدخل عم الطفلة علا، مفيد 34 عاماً، ليفصّل بالقول: "استهدف بيتنا قبل أكثر من شهرين ولم يصب أحد بأذى".

ويتابع مفيد "عاودت القوات النظامية نصب كمين في البيت الكائن في السيلة بدرعا الحدودية، وكانت الأم والأطفال في البيت عندما قصف فجرا قبل أسبوعين واستهدف أشقائي المنتظمين في صفوف الجيش الحر، وهدم البيت فوق رؤوس ساكنيه وقتل اثنان من أشقائي واثنان من أبناء أخوتي، شقيقي علا، هما راما (سنة ونصف) وعمار (أربع سنوات)، فيما أصيب الآخرون".

نقل المصابون إلى المشفى الميداني الأقرب اليهم في درعا، وبعدها نقلت علا ووالدتها الى الأردن في اليوم ذاته، واستقبلهما الصندوق القطري لعلاج الجرحى السوريين في الأردن وتكفل بعلاجهما.

بقي والد علا في سوريا، إذ منع الجميع من مرافقة علا ووالدتها التي كانت تعاني من جروح خطيرة وإصابة في الدماغ وأمضت في مستشفى اليرموك أياماً عدة قبل نقلها إلى المستشفى الإسلامي، وفق ما روى عم علا.

ويقول رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في الأردن عاطف الدلقموني: "حاولنا في الصندوق القطري لعلاج الجرحى السوريين لم شمل الطفلة ووالدتها ونجحنا بفضل الله في نقل الأم من مستشفى اليرموك إلى الإسلامي لتقر عينها خصوصا انها فقدت اثنين من أبنائها".

علاج 50 جريحا

وأضاف انه بعد تمديد عمل الصندوق الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري لستة أشهر قادمة، "استكملنا علاج 50 جريحا في مارس المنصرم وحده، قدم جلّهم من محافظة درعا، و19 مريضا يعانون قصورا في وظائف الكلى ويعالجون بشكل ثابت شهريا".

وتابع "من بين المعالجين امرأتان وخمسة أطفال لم تتجاوز أعمارهم العاشرة، اثنان منهم لم يجاوزا ربيعهما الثاني".

تقول والدة الطفلة علا، إنها كانت تعلم بأن شرا ما أصاب أبناءها "فقلب الأم لا يخطئ" ومع ذلك كانت تنتظر اجابة تتمنى ألا تسمعها عندما استيقظت من غيبوبتها وسألت من حولها "أين ابنائي؟".

كانت تعلم بأنهما قضيا نحبهما، فراما وعمار قتلا في الانفجار، فلجّت بالسؤال عن علا ليخبروها أنها بخير وأنها بعمّان تنتظر لقاءها.

كان لقاءً حميماً تقشعر له الأبدان، وحتى الأنفس، عندما التقت الأم ابنتها وتعانقتا، بدأت الأم بتقبيل ابنتها واشتمام رائحتها غير مبالية بمن حولها.

حتى اللحظة، لا تدري علا أنها فقدت شقيقيها الصغيرين وتقول لـ"الشرق" إنها ستعطي لعبتها الجديدة لأختها راما عندما تعود أو تلتقي بها "بدي أعطي لعبتي لراما بس نروّح".

مساحة إعلانية