رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2235

فلسطينيات مشرقات رغم عتمة السجن

17 فبراير 2021 , 11:25م
alsharq
حنان مطير

مَدّت الأسيرةُ شروق -18عامًا- يديها، وتحسّست بأصابعها الجدارَ الزجاجيَ طويلًا، قبّلته مرارًا، ورطّبته بسيول دموعها، ومن الجانب المقابل فعلتْ والدتُها وأُختاها نفس الشيء.

لم تكن أمامهن طريقة للعناق والتعبير عن الشوق غير تلك، فالجدار الإسرائيلي الفاصل بينهن في السجن حالَ دون أن ترتمي الابنة بحضن أمها وتشكو لها قهرها وألمها في سجن المحتل الصهيوني الذي اعتقلها وحكم عليها بالسجن 16 عامًا بعد الحادثة.

فما تهمة شروق بنظر محكمة الاحتلال لتنال أعلى حكم بين الأسيرات؟ تروي والدة الأسيرة شروق "للشرق" الحكاية قائلة: "انطلقت إلى جامعة بيت لحم، وكانت تنوي الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى وتناول وجبة خفيفة من الفلافل والكعك المقدسي الذي تحبه".

* شوق للأقصى

وتقول: "انتهت محاضراتها والشوق يسبقها لأسوار المسجد وأبوابه، وباحاته وأشجاره وحمائمه، حتى إذا ما اقتربت وفاضت عيناها حُبًّا اعترضتها مجموعة من المستوطنين الصهاينة المسلحين وشد أحدهم حجابها بغية استفزازها، فصفعته بحقيبتها".

لم ينتظر المستوطنون ردا آخر، وأطلقوا الرصاص عليها من نقطة صفر، لتسقط شروق أرضًا ويركلوها بأحذيتهم وتروي بدمائها الغزيرة البلدة القديمة لنصف ساعة بلا إسعاف - وفق وصف والدتها-. لقد أصاب الرصاصُ صدرها، ثم سرعان ما ألصقوا بها تهمة طعن مستوطن كعادتهم، وذاع خبر استشهادها. وتضيف:" قيد الاحتلال شروق ونقلها معتقلة إلى مستشفى "هداسا" الصهيوني في القدس، وسَوَّرها بحراسةٍ مشددة، ومُنِع أحدٌ من زيارتِها".

تحكي: "كنت أقف أمام باب المشفى من التاسعة صباحًا حتى العاشرة مساءً منتظرةً خبرًا يطمئنني على ابنتِي حتى تمكنتُ من الدخول بطريقة ما ولمحتها وهم ينقلونها بسريرها من مكان لآخر".

*شتائم وتهديد

وتكمل: "بالكاد كانت شروق في وعيها، لكنها لم تكن بحجابها وسط الجيش فصرخت من بعيد "يرضى عليك يا بنتي، المهم أنك حيّة".

انهارت باكية مناجية الله لُطفًا وشفاءً، ورَجَت إحدى الطبيبات العربيات أن تغطي رأس ابنتها، فلبت الطبيبةُ طلبَها، تعلق: "لهذا السبب فُصِلَت الطبيبة من المستشفى الصهيوني مدة أسبوع".

أجرى الاحتلال عمليةً جراحية لشروق، وبعد أربعة أيام فقط قادوها إلى التحقيق حافية القدمين، تسقط أرضًا فيسحبونها ويهزؤون بها، وخلال التحقيق هدَّدها المحققون بنقلها الى مكان مجهول، ووجه إليها الشتائم القذرة والمهينة، وهددها بهدم منزلها.

شروق التي حال السجن دون تحقيق أول أحلامها بدراسة الجامعة تنقلت بين سجن هاشارون ومحكمة الاحتلال في القدس عامًا كاملًا حتى صدر القرار بالحكم عليها بالسجن مدة 16 عامًا وهو أعلى حكم بين الأسيرات، وغرامة مالية قيمتها 80 ألف شيقل.

*أجواء ودية بين الأسيرات

لكنها لا تترك لظلم الاحتلال وسجونه مجالا أن تنفث سوادها في قلبها أو عقلها بل تسعى كما كل الأسيرات بألا يضيع عمرها في السجن هباء.

توضح والدتها: "تحاول شروق أن تستفيد من يومها فتملؤه بالقراءة والكتابة وحفظ القرآن، وتسعى لأن تحافظ على إشراق قلبها كما اسمها من خلال خلق أجواء ودية جميلة بين الأسيرات".

واليوم أطفأت شروق شمعة عيد ميلادها الثالث والعشرين خلف سجون الاحتلال، بعد قضائها خمس سنوات من فترة حكمها، فيما تدعو والدتها دوما أن تستمر ابنتها في صبرها وتقول: "كم أتمنى أن يدق جرسي الباب فأجد شروق أمامي قد تحررت فلا تقضي شبابها في السجون".

أما الشابة شاتيلا أبو عيادة -25 عاما- من كفر قاسم في الداخل الفلسطيني المحتل والمحكوم عليها (16 عامًا) هي الأخرى بزعم محاولة تنفيذها عملية طعن، فقد تحدت المحتل وتفوقت في الثانوية العامة التي درستها داخل زنازينه.

*نعتوها بالمخربة

أما الأسيرة المقدسية مرح بكير فكانت بعمر (16) حين أفرغ الجندي الإسرائيلي بجسدها 12 رصاصة هشمت عظام ذراعها حتى الكتف، والتف حولها عشرات من الجيش الإسرائيلي المدججين بالسلاح، لتسقط أرضًا مضرجة بالدماء مفجوعة لما يجري.

كانت مرح ترتدي حقيبتها وتغادر مدرستها، لكن رصاص الاحتلال كان أسرع إليها بعد أن صرخ أحد المستوطنين الصهاينة بالقرب منها بأنها "مُخربة" وتحمل سكينًا، فيما لم تنقذها توسلاتها بأنها لم تفعل شيئًا.

تروي والدتها للشرق: "بعد مشاهدتها لتجبر المحتل وقتل الفلسطينيين بدم بارد، ثارت الوطنية في قلب مرح وكانت تفكر كثيرا بحب الوطن ومقت الاحتلال والرغبة في الانتقام من قتلة الفلسطينيين، لكنها ببراءتها كانت تفكر بصوت عال".

وتقول: "في تلك الأثناء كنت قد جهزت الطعام الذي تحبه مرح لكن اتصالا من إحدى زميلاتها قلب كياني فهرعت أركض للمدرسة".

رأتها من بعيد فتأكدت من صدق الخبر، قبل أن ينقلها المحتل إلى المستشفى الإسرائيلي هداسا –العيسوية-، فتلحقها ويخبرها الضابط الإسرائيلي أن "مرح صارت لنا، وليست لكِ". وتضيف: "ظلت مرح تعاني الألم حتى الثامنة مساءً قبل أن يتم إجراء عملية جراحية لها وتنتهي الحادية عشرة".

*السجن 8 سنوات

وتتابع: "بعد 15 يومًا، تم تركيب البلاتين لذراعها، وحوكِمت بالسجن ثماني سنوات ونصف، وغرامة قدرها عشرة آلاف شيكل، ولم يُسمح لعائلتها بزيارتها إلا بعد شهر من السجن لمدة 45 دقيقة من وراء الزجاج كانت مليئة بالدموع والحسرة".

كبرت مرح في السجن وباتت ممثلة الأسيرات هناك، حيث أصبحت اليوم بعمر 21، لكنها ما تزال حاضرة في كل زاوية من زوايا بيتها.

تحكي والدتها: "في السجن تعلمت مرح التطريز وصنعت الهدايا لكل فرد من عائلتنا مستخدمة دفاتر تشتريها من كنتين السجن باهظ الثمن وأغلفة كراتين الخُضرة التي تغلفها بقطعة قماش وتطرز عليها ما تعلمته بخيوط الحرير والخرز، لكن الاحتلال منع من إدخال أدوات التطريز منذ 3 سنوات، فقد علم أنه وسيلة تسلية وتعلم للأسيرات وهذا ما لا يريده".

واليوم يسمح لشخصين من العائلة زيارة مرح كل شهرين مرة واحدة وفي كل زيارة ترسل لها كتابين، تقرؤهما بلهفة وشوق، حيث قرأت 170 كتابًا خلال فترة سجنها، بعد أن حُرِمت من جامعتها.

اقرأ المزيد

alsharq المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يصادق على الاتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

صادق مجلس الأمن الايراني اليوم على الاتفاقية الموقعة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تم التوصل إليها الاسبوع... اقرأ المزيد

138

| 14 سبتمبر 2025

alsharq استشهاد 52 فلسطينيا بنيران الاحتلال في قطاع غزة منذ فجر اليوم

استشهد 52 فلسطينيا منذ فجر اليوم بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق متفرقة من قطاع غزة. ونقلت وكالة... اقرأ المزيد

76

| 14 سبتمبر 2025

alsharq رئيس مرصد الشرق الأوسط البريطاني لـ "الشرق": إسرائيل غير مهتمة بتسوية سياسية للصراع

- عدم محاسبة إسرائيل سيؤدي إلى إشعال المنطقة أكد الدكتور داود عبدالله رئيس مرصد الشرق الأوسط «MEMO» البريطاني... اقرأ المزيد

252

| 14 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية