رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

527

"اليرموك".. مأساة فلسطينية بنكهة سورية

17 يناير 2014 , 01:58م
alsharq
الدوحة

وكأنه مكتوب على الجباه الفلسطينية أن الموت مكتوب عليكم في أي مكان، فعلى الرغم من أن الأزمة سورية، فإن الضحية فلسطيني، فهنا "مخيم اليرموك" الذي بات شاهد عيان على أسوأ عملية حصار وتجويع، يدفع سكانه من الفلسطينيين في سوريا ثمنها من حياتهم وحياة أطفالهم بعد وفاة 50 محاصرًا تحت وطأة الجوع والمرض، في خضم حرب لا يعلم مداها سوى الله.

أنشئ مخيم اليرموك عام 1957 لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويعد اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا.

حملة عسكرية

في منتصف شهر يناير عام 2012 بدأت حملة عسكرية على المخيم بعد تقدم قوّات المعارضة من الأحياء الجنوبيّة في دمشق، واستمر الوضع هادئًا نسبيا طيلة عامي 2012 وحتى شهر سبتمبر من عام 2013، حيث قامت قوات النظام السوري بمحاصرة 20 ألف لاجئ فلسطيني هم من بقوا داخل المخيم، لكنه الآن محاصر، بشكل كامل، منذ أكثر من 180 يومًا على التوالي.

ووصف المتحدث باسم الأونروا، كريس جونيس، الوضع الحالي داخل المخيم بقوله: "أطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا، يضطرون لتناول علف الحيوانات، بسبب الحصار الخانق".

وذكر "جونيس" أن الأطفال يتناولون خضروات بائتة، ونباتات وتوابل تذوب في الماء، ما يؤدي إلى إصابتهم بفقر الدم، وأمراض العظام، حيث يعيشون في المخيم، الذي انقطعت عنه الكهرباء، منذ نحو عام، لافتا إلى أن الأهالي يشعلون أثاثا منزليا أمام الخيام من أجل التدفئة.

ولفت المتحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن شبكة المياه في المخيم تعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، بمعدل أربع ساعات يوميا.

وعلى صعيد التحركات الدولية، كشف عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في وقت سابق أن القيادة الفلسطينية اقترحت عملية أمنية لإدخال المساعدات لأهالي المخيم، ولكن الرئيس السوري بشار الأسد رفضها، بدعوى "الخوف من ارتكاب الجماعات المسلحة المحاصِرة للمخيم مجزرة بحق سكانه".

كما اعتصم عشرات المقدسيين، مساء أمس الخميس، بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، دعمًا لأبناء الشعب الفلسطيني في "مخيم اليرموك" بسوريا.

شهداء الجوع

ورفع المشاركون من الأطفال والنساء والرجال، صور "شهداء الجوع" في مخيم اليرموك، ولافتات منددة بالحصار على المخيم الذي أدى إلى مقتل العشرات من سكان المخيم، وجرى خلال الاعتصام جمع العديد من المساعدات العينية لإغاثة المخيم.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد طالب في مطلع الشهر الجاري جميع الأطراف بتسهيل دخول المواد التموينية إلى "مخيم اليرموك" لإنقاذ سكانه.

وانطلقت في عدة مدن عربية وأوروبية حملة للضغط على الرأي العام العربي والعالمي من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها من بقي من سكان المخيم، وتتضمن الحملة التي تنظم تحت شعار "أنقذوا مخيم اليرموك" عدة وقفات احتجاجية تشارك فيها عدة حركات وتجمعات أهلية مستقلة.

كانت اليرموك، تأوي أكثر من 160 ألف لاجئ فلسطيني، وفي يناير 2012، وفي الأشهر التي تلت ذلك، تسبب النزاع المسلح بفرار ما لا يقل عن 140 ألف لاجئ، وذلك في الوقت الذي قامت فيه جماعات المعارضة بتأسيس وجود لها في المنطقة، فيما تسيطر القوات الحكومية على محيط المخيم.

مساحة إعلانية