رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1446

مواطنون: السعي لصلاة القيام لا يعطي الحق في ارتكاب مخالفات

16 يونيو 2015 , 07:43م
alsharq
الدوحة - الشرق

مع حلول شهر رمضان المبارك تكتظ المساجد بالمصلين في الصلوات الخمس حيث تشهد إقبالا كبيرا خاصة خلال صلوات الجمعة وليلة القدر والتراويح، الأمر الذي يقابله معاناة حقيقية في البحث عن مواقف للسيارات بالنسبة للمصلين، مما يضطر الكثيرين إلى الوقوف بشكل عشوائي وتعريض أنفسهم للمخالفات المرورية.

وعليه ناشد مواطنون الجهات المختصة بضرورة توفير المواقف اللازمة للمصلين، خاصة بالنسبة للمساجد الواقعة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية، وهذه الإشكالية تتكرر كل عام.

وأشار البعض إلى ضرورة توفير ساحات أيضا للمصلين لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة أو عمل مظلات كافية في الساحات الفضاء الموجودة قرب المساجد والتي تكتظ بالمصلين خلال صلاة الجمعة.

كما تحدث مواطنون عن مكتبات المساجد وأهمية تجديد محتوياتها من المصاحف وكتب الفقه والسيرة باستمرار، وبوجه خاص في رمضان.

وقال مواطنون لـ(الشرق) إنه رغم مناشدة الجهة المختصة بضرورة العمل على توسعة بعض المساجد، خاصة بعد زيادة عدد السكان في المناطق المختلفة بالدولة، وأصبحت المساجد لا تتسع لعدد الأشخاص الذين يصلون فيها إلا أن الأمر باق كما هو دون تغيير، ويرى البعض أنه لابد من وضع خطة استراتيجية للعمل على توسعة المساجد التي أصبحت لا تتسع لعدد المصلين، موضحين أن هناك أخطاء من جانب بعض المصلين أيضا في عملية وقوف السيارات بشكل خاطئ، كما يجب على كل مصلٍ أن يراعي أخاه المصلي الآخر سواء في الجلوس داخل المسجد ومنح المساحة المناسبة للآخرين أو عند ترك السيارات في المواقف، حيث يلاحظ أن الوقوف الخاطئ يتسبب في إرباك عدد من المصلين، كما أن هناك أشخاصاً يضطرون لتوقيف مركباتهم بصورة خاطئة أمام المساجد، وهو مشهد قد يتكرر في صلاة التراويح، وذلك دون قصد ولحرصهم فقط على الصلاة وخوفاً من ضياع أجرها عليهم، ولكن على الجميع أن يدرك أهمية عدم الوقوف الخاطئ في الطرقات وخاصة أمام المساجد تجنباً لتعطيل الآخرين.

وطالب البعض بالعمل على زيادة أعداد برادات المياه للمصلين في صلاة العشاء والتراويح، خاصة مع العدد الكبير بالمساجد واقترحوا توفير خط ساخن بوزارة الأوقاف للتواصل مع المسؤولين أو المختصين في أي مشكلة خاصة بالمساجد خلال الشهر الكريم.

ويرى البعض أن حضور المصلين باكرا إلى المساجد يتيح لهم الفرصة في إيجاد مواقف لسياراتهم دون المساس بحق الطريق أو تشويه المنظر العام أمام المساجد، مشيرين إلى أن التأخر في الحضور إلى المساجد مهما كانت الأسباب لا يعطينا الحق في ارتكاب مخالفات والتسبب في اختناقات مرورية وإحداث فوضى وعشوائية أمام المساجد، مطالبين الجميع بعدم صف سياراتهم خلف سيارات المصلين الذين حضروا مبكرين وقاموا بصف سياراتهم في الأماكن المخصصة لذلك، منوهين إلى ضرورة البحث عن مواقف مناسبة دون عرقلة حركة السير خاصة على الطرق الرئيسية والحيوية، معربين عن تخوفهم من تفاقم الأزمة أمام المساجد وحولها خلال شهر رمضان المبارك.

من جانب آخر قالت خبيرة الإتيكيت نيرمين الأبيض إن هناك سلبيات عديدة يرتكبها بعض المصلين في المساجد وتنم عن ضعف المفاهيم التربوية التي حثنا عليها الهدي النبوي، لافتة إلى انتشار هذه العادات المنافية لقواعد "الاتيكيت"، وهو مصطلح حديث، موضحة أنها آداب إسلامية أرشدنا إليها رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- في سنته.

وتذكر السيدة نيرمين عددا من هذه السلبيات التي يتجاهلها البعض منذ دخولهم المسجد، بداية بترك الأحذية خارج المسجد وعدم الالتزام بوضعها بشكل منظم أو ترتيبها في الأماكن المخصصة لها، مما يشوه مداخل المساجد، ويتنافي مع احترام دور العبادة وقدسيتها في نفوس المصلين، مضيفة أن الحفاظ على النظام في بيت الله يجب أن يكون من أولويات المصلين، منوهة بالعناية أيضا بالممتلكات العامة داخله، من مصاحف و "إسدالات" التي يجب أن يتم إعادتها لأماكنها المخصصة .

وتتابع الأبيض: المصلون عليهم مراعاة عدم التزاحم في الصفوف، وتجنب الروائح غير المستحبة المنفرة للمصلين، لتجنب إيذاء المصلين بالروائح الكريهة، و للحفاظ على النظام تستطرد الأبيض: في حالة جلوس بعض المصلين على الكراسي بسبب عدم قدرتهم على الوقوف يجب مراعاة وضعها بشكل منظم وتخصيص صف لها حتى لا تؤثر على اصطفاف المصلين.

وفيما يتعلق باصطحاب بعض النساء لأطفالهن لحضور صلاة التراويح، وما تثيره من استياء للمصلين بسبب طول فترة الصلاة، ورغبة المصلين في الحصول على أجواء هادئة تحقق لهم الخشوع، ترى خبيرة الاتيكيت أنه لا يمنع اصطحاب الأطفال إلى المساجد، ولكن الأم تتحمل مسؤولية تهيئة أطفالها للذهاب إلى بيوت الله، وذلك عن طريق توعيتهم بآداب هذا المكان، حتى لا تتكرر تلك المشاهد التي نراها في كل رمضان أثناء الصلاة، حيث يمر الأطفال أمام المصلين ومن بين الصفوف، مما يشتتهم، ويثير استياءهم.

ويرى السيد أحمد صقر، الخبير التربوي، بعدا آخر لوجود الأطفال في المساجد، لافتا إلى الدور التربوي الذي يلعبه هذا المكان في حياة الطفل، مؤكدا أن وجود الطفل في المسجد يصقل شخصيته، وينمي مهاراته الاجتماعية، مذكرا بدور المسجد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تضمن الأنشطة الاجتماعية، ولم يقتصر فقط على تعليم الطفل العلوم الدينية، بل يتسع ليفتح آفاقا جديدة وينمي مهاراته، ويعلمه فنون الحوار والآداب العامة، وكل هذه الفوائد مجتمعة تصنع هوية الطفل وترسخ القواعد الهامة التي يحتاجها ليكون شخصا فعالا في المجتمع، وفيما يتعلق بتلك الضجة التي يثيرها الصغار بسبب عدم وعيهم الكامل وعدم قدرتهم على الحفاظ على هدوئهم لفترات طويلة، خاصة أثناء صلاة التراويح لينعم المصلون بأجواء إيمانية خاشعة، يؤكد صقر على أهمية تخصيص أماكن للأطفال داخل المساجد، تحتوي على عناصر الترفيه المفيد للطفل.

وحققت بعض المساجد مبادرات خاصة فردية من خلال متطوعات يقمن على التناوب على أطفال المصليات، لكي تهنأ الأم بصلاة هادئة بعيدا عن استياء المصلين من عبث الأطفال، وذلك من خلال ترك الأطفال في صالة المسجد بعيدا عن أماكن الصلاة، وتقسيم المتطوعات أوقاتهن بالتبادل، بحيث تقوم بالإشراف على هؤلاء الأطفال والعناية بهم وتوفير كتيبات التلوين وأنشطة ترفيهية، ثم تعود للصلاة وتتقدم متطوعة أخرى بتولي المهمة، وهي فكرة تحتاج إلى تعميمها وتوفير الإمكانيات لنجاحها.

من جهته قال فيصل المنصوري إن زيادة أعداد الكتيبات الدينية بالمساجد قبل حلول شهر رمضان المبارك، أمر مهم للغاية مع مراعاة التنوع في محتوى تلك الكتيبات، إذ لا بد من أن تحتوي الكتيبات على الأذكار والأدعية، وكتيبات تفسير القرآن والأحاديث النبوية والقصص الدينية، بالإضافة إلى السير النبوية، وهذا لما لها من دور كبير ومهم في تثقيف المسلمين دينيًا حول ما يجهلونه بشكل عام، مما يجعل لها فوائد عظيمة وأثر إيجابي كبير على من يقوم بقراءتها، وأضاف المنصوري أنه لا بد من التركيز على المساجد التي تقع بوسط الأحياء السكنية في مختلف المدن والمناطق في البلاد، وهذا لما يقع عليها من ضغط كبير من قِبل مرتاديها من سكان تلك الأحياء السكنية، الذين يمضون وقتا طويلا داخل المساجد في شهر رمضان الفضيل، حيث يستمر البعض داخل المساجد من بعد انقضاء صلاة العصر وحتى قبل الإفطار، وبعضهم يمكث في المسجد من بعد انتهاء صلاة الظهر وحتى قبل الإفطار .

من جانبه أقر أحمد الحمر بأهمية ملاحظة المنصوري الخاصة بزيادة أعداد الكتيبات الدينية فضلًا عن المصاحف، لافتا إلى أهمية تنويع محتوى مكتبات المساجد بحيث تستوعب اللغات الأخرى مثل الأردو على سبيل المثال لا الحصر، لتواكب التنوع الكبير من الجنسيات الأجنبية المسلمة من غير العرب المتواجدة داخل البلاد، والتي ستكون الكتيبات الدينية بالنسبة لها بمثابة تثقيف حقيقي، و من الممكن أن توزع على غير المسلمين من تلك الجاليات الأجنبية، مؤكدا أن شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للدعوة إلى الإسلام، حيث تظهر الأخلاق الحقيقية للمسلمين عن بقية شهور السنة، فللصيام فوائد نفسية كبيرة وليست جسدية فقط، فهذه الكتيبات التي تدعو إلى تعاليم الدين الإسلامي البسيطة غير المتعمقة، لها تأثير كبير على غير المسلمين خاصةً أنها تخاطبهم بلغاتهم، أما فيما يخص المصاحف بلغات أخرى غير العربية، فقال الحمر إنه شاهد بعدد من المساجد مصاحف مع الترجمة باللغة الأوردية لمن لا يجيد القراءة بشكل تام باللغة العربية، متمنيًا تواجد نُسخ أخرى من القرآن الكريم بلغات مختلفة، وهذا سوف يكون له أثر واسع على زيادة قراءة القرآن في شهر رمضان الفضيل من المسلمين غير العرب .

بدوره شدد بدر الكلباني على ضرورة وجود الكتيبات الدينية في مختلف المساجد بشهر رمضان الكريم، خاصةً في المساجد المتواجدة بالأحياء السكنية، التي تعج بالعائلات والأُسر، حيث إن العديد من المسلمين، يعمد للمكوث بالمساجد القريبة من منازله في شهر رمضان المباراك لساعات طويلة، بقصد العبادة وقراءة القرآن وحضور الدروس الدينية، خاصةً خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وأضاف الكلباني أنه لابد من تجديد المصاحف واستبدال القديمة بأخرى جديدة، في مختلف المساجد الواقعة بمختلف المدن والمناطق في البلاد، مشيرًا إلى أن هذا أمر في غاية الضرورة والأهمية، ليس فقط قبل دخول شهر رمضان المبارك، وإنما بشكل دوري ودائم في جميع المساجد بلا استثناء، فضلًا عن زيادة أعداد المصاحف بالمساجد، لمواكبة الزيادة في أعداد المصلين بالمساجد في جميع الفروض بشهر رمضان المبارك، وقال الكلباني إن هناك استعدادا ببعض المساجد، سواء التي تُقام فيها صلاة الجمعة أو المساجد الصغيرة التي تقع بوسط الأحياء السكنية، موضحًا أن الاستعدادات تشمل كافة ما تحتاجه المساجد لاستقبال شهر رمضان الفضيل .

مساحة إعلانية