رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1131

عبدالله النعمة في جامع الإمام: الابتلاءات تقوي إيمان المسلم وتوسع مداركه

15 ديسمبر 2018 , 01:14ص
alsharq
الدوحة - الشرق

تهيئ الإنسان للمفاجآت الجديدة..

‏قال الداعية عبدالله محمد النعمة إن كثرة الاعتبار في الدنيا، والاتعاظ بأحوالها وما يجري فيها من الحوادث والقصص تقوي إيمان العبد بربه، وتوسع مداركه وفكره، وتدله على آيات خالقه في الكون والمخلوقات، وتكسبه خوفاً من الله ومهابة من عقابه، وتحمله على الاستعداد للمفاجآت المرتقبة، والتي من أهمها وأولاها بالاستعداد: الانتقال من هذه الدار والقدوم على الله عز وجل للحساب.

وأوضح في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن الحياة كلها تجارب وعبر، وأعظم ما يتميز به الأفراد والأمم القدرة على الاستفادة من التجارب وعدمها، فالحادثة تمر أمام جمع من الناس، ويسمع بها جموع آخرون فيستفيد منها جمع، وآخرون تمر بهم الحادثة على عين بلهاء، وفؤاد ميت، ونفس غافلة لاهية، فلا يستفيد منها شيئا حتى يكون هو بنفسه عبرة لألي الأحلام والنهى.

وقال الداعية إن من تفكر في عواقب الدنيا وأحوالها أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر، وربما كانت الأحداث التي تجري من حول الانسان، والمواقف التي تمر به في الحياة سبباً لعلو همته وفلاحه، وصلاح حاله.

وأَضاف " لأجل هذا كثر الحديث في كتاب الله على التدبر والاتعاظ، والنظر والافتكار.. ونقل الخطيب قول ابن أبي الدنيا رحمه الله: (قال بعض الحكماء: أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ، فَانْظُر فيْمَا فَعَلُوا عَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا! فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأََحِبَّةِ، وَحَلُّوا دِيَار َالْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ).

وقال خطيب جامع الإمام إن العاقل الحازم ذا الهمة العالية، والبصيرة النافذة يحرص كل الحرص على الاستفادة من جميع الأمور التي تمر به مهما اختلفت عليه، يقول أبو سليمان الداراني: (إني لأخرج من بيتي، فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة، ولي فيه عبرة).. وإذا أحسن المرء التفكر كان له في كل شيء عبرة وعظة وفائدة.

مساحة إعلانية