محليات

166

50 مشاركاً فى ورشة إعداد قادة المؤسسات الشبابية

انطلقت اليوم، الأربعاء، ورشة العمل التدريبية حول "إعداد قادة المؤسسات الشبابية" التي تنظمها جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" على مدار خمسة أيام بمشاركة 50 متدربا، يحاضر فيها السيد محمد الجفيري المسؤول الاعلامي بالجمعية والحاصل على ماجستير في التخطيط الاستراتيجي.. أكد السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي لـ "وياك" أن الهدف من الورشة هو التأكيد على مفهوم تطوير الذات من الناحية النفسية، لاسيما وأن هذا المفهوم طرح في مواضع شتى، ولكن لم يطرح من الناحية النفسية، مشيراً للعلاقة التبادلية بين الصحة النفسية وتطوير الذات، وأنه لا يمكن لأي إنسان أن يطور من مهاراته وقدراته الا من خلال تمتعه بالصحة النفسية. وأكد البنعلي تكرار هذه الورشة خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن الحالية لم تستطع استيعاب كافة الاعداد المتقدمة لحضورها، حيث تقدم ما يجاوز الـ 100 متدرب وتم اختيار خمسين منهم، على أن يتم استيعاب العدد الباقي خلال الورشة المقبلة، مشيرا للإقبال الكبير على هذه الدورات في هذا المجال، تحديداً الذي يسعى الشباب دوما الى الحصول على دورات فيه لما له من أهمية كبيرة تعود بالنفع عليهم، وعلى كل من حولهم. وقال المدير النفيذي لـ "وياك": إن أغلبية المشاركين بالورشة هم من جيل الشباب الأمر الذي ينم عن الوعي الكبير لدى هذه الفئة على أهمية تطوير الذات وتمتعهم بصحة نفسية أكبر.

خطط مستقبلية

وعن الخطط المستقبلية لجمعية أصدقاء الصحة النفسية صرح البنعلي بأن الاسبوع المقبل سيشهد تدشين خدمة الاستشارات النفسية، عبر الهاتف وبالمجان، وأنه تمت الاستعانة بعدد من المتخصصين والخبراء في مجال الصحة النفسية، الذين هم على أعلى مستوى في هذا المجال، موضحا أنه تم تحديد أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل اسبوع لاستقبال الاستشارات النفسية ـ أون لاين؛ من الساعة الخامسة وحتى التاسعة مساء، مشيراً الى أن هذه الفترة قابلة للتمديد حسب الظروف والحاجة، معرباً عن طموحاتهم في تمديد هذه الخدمة لتصبح طوال أيام الاسبوع، وأنه في حالة وجود الدعم من المؤسسات المعنية فالجمعية تطمح إلى تطبيق هذه الخدمة على مدار 24 ساعة. وقال البنعلي: إن كل ما يهمهم في كافة الخدمات التي يقدمونها هو التركيز والتأكيد على عنصر الجودة، مشيرا إلى أن أمس قد شهد تركيب خط الهاتف وبالفعل قاموا بعمل تجارب عليه تمهيداً لتفعيله الاسبوع المقبل.

وقال البنعلي: إن لديهم خطة استراتيجية مدتها ثلاث سنوات، 60 % منها خطط وبرامج ثابتة، و40 % برامج متغيرة حسب الظروف والحاجة والاحداث الطارئة والمناسبات.

جيل جديد

وقال السيد محمد الجفيري: إن الورشة تهدف الى إعداد جيل من الشباب يكون على وعي ودراية بسبل الادارة وكيفية التخطيط السليم لأي مشروع يخوضه، وأن يكون هذا الجيل نواة لرجال أعمال ومستثمرين وصناع قرار لاسيما وأن قطر تزخر بالعديد من الافكار المبدعة. وأضاف: إن الورشة تهدف ايضا الى إعداد جيل من الشباب قادر على خوض غمار المشروعات في كافة المجالات، لاسيما وأن قطر تزخر بالعديد من المشروعات والأفكار المبدعة الى جانب الدعم والتمويل القوي، ولكن كل الذي يمنع هذه المشروعات لتواصل مسيرتها نحو النمو الاقتصادي هو غياب التدريب والتأهيل لأصحاب تلك المشاريع، وعدم إعدادهم بالشكل الكافي، ليتمكنوا من أن يصبحوا ضمن قائمة رجال الأعمال..

وأضاف: "هناك جيل من الشباب يعشق التجارة والاستثمار ولكن خوفهم من الفشل، والمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها تدفعهم الى التراجع عن تطبيق هذه الفكرة، لاسيما أنه حالة خوض أحد الشباب لتجارب تجارية أو اقتصادية وتعرضها للفشل، فإنه لا يجد سوى العمل الحكومي ليكون الملاذ الآمن له لسداد ديونه وخسارته المالية، ومن هنا يبقى العمل الحكومي هو الوسيلة الآمنة والأفضل بالنسبة للكثيرين، مضيفاً: "ومن أهم الأهداف التي سعت الورشة لتحقيقها هو توعية الشباب بضرورة أحداث توازن بين العمل الحكومي والمشروعات الخاصة.

دعم الشباب

وقال الجفيري: إن هناك العديد من جهات الدولة تدعم الشباب القطري بشتى الطرق من خلال اعطائهم تسهيلات للحصول على قروض، يستطيعون من خلالها بدء مشروعاتهم، ولكن سرعان ما ينصدم هؤلاء الشباب بفشل مشروعاتهم بسبب سوء الادارة، وعدم فهمهم لطبيعة العمل، وكيفية الادارة والتخطيط الاستراتيجي السليم، الى جانب عدم إلمامهم بطرق إيجاد الافكار المبدعة والخلاقة، التي تعود بالنفع عليه وعلى وطنه. وقال الجفيري: إن الورشة ستستمر على مدار خمسة أيام وتتناول ثلاثة محاور، حيث ستتطرق الورشة في أول يومين الى القيادة، واليومين التاليين ستتناول عملية التخطيط الاستراتيجي، أما اليوم الخامس والأخير فيشرح عملية الإبداع وكيفية إعداد مشروع قائم على الحداثة والأفكار الجادة والمبدعة في الوقت ذاته، مشيراً الى أن الورشة هي بمثابة تشجيع قوي للشباب على خوض غمار هذا العمل التجاري، والاستثماري، لاسيما أنه تم تنظيم الورشة بأسعار رمزية للمشاركين. ولفت الجفيري إلى ضرورة دعم الشباب بشتى الطرق مادياً ومعنوياً، ومواصلة هذا الدعم بشكل دوري ليشقوا طريقهم متسلحين بالعلم والمعرفة والرؤى الصحيحة، في مشاريعهم المختلفة، فضلاً عن ضرورة الاستفادة من تجارب ورؤى المستثمرين السابقين، ومحاولة إحداث دمج بين الخبرات والتجارب.

وتوقع الجفيري أن يكون المتدربون نواة متميزة لرجال الأعمال الجادين، الراغبين في إثراء وتعزيز القطاع الاقتصادي في ظل التوجهات السامية، الرامية إلى إعطاء قطاع الأعمال دوراً مهماً في عملية التنمية المباركة، التي تعيشها قطر حالياً، وحث الشباب دوما على الجد والإخلاص في العمل، وتطبيق كافة الاهداف التي ترمي اليها رؤية قطر الوطنية 20030.. وتطرقت الورشة إلى الطرق والأساليب الملائمة لإنشاء المشروعات وسبل التمويل المختلفة، والتدريب على إدارة الشباب للعمل التجاري، ابتداء من تنظيم نفسه وإنشاء فريق العمل والقيم اللازمة للقيام بالأعمال، وكيف تؤثر القيم والأخلاق الشخصية على القيام بالأعمال، والتعرف على نقاط القوة والضعف المتعلقة بإدارة العمل، وكيفية تعزيز نقاط القوة وتفادي سبل الضعف، والفرص المتاحة والمخاطر والتحديات المتوقعة.

مشروعات متنوعة

وخلال الورشة استعرض الشباب بعض أفكار المشروعات التى يمكن القيام بها، ومقترحاتهم حول إنشاء وتنمية وتطوير هذه المشروعات والفريق الإداري المناسب للمشروع، وطرق التسويق المناسبة للمنتج. والتدريب على الأنشطة المتعلقة بمجال التدريب، والتأهيل لسوق العمل، وخلق فرصة عمل للشباب، ودعم فكر ريادة الأعمال لديهم.

كما أعرب المشاركون عن سعادتهم البالغة، لحضور هذه الورشة التدريبية، التي تستهدف في المقام الأول تنمية مهاراتهم وقدراتهم، والعمل على إيجاد أفكار مبدعة وخلاقة تسهم في إحداث تغيير قوي لهم ولوطنهم، معربين عن أملهم في تكرار مثل هذه الدورات من قبل جمعية اصدقاء الصحة النفسية "وياك" والتي تسعى دوماً نحو الارتقاء بكافة شرائح المجتمع، ومحاولة الدمج بين الصحة النفسية السليمة، وكافة الخطوات التي يقوم بها الإنسان.