رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

6469

أسماء البلتاجي .. قبر بلا اسم وأم تنتظر القصاص

15 أغسطس 2014 , 02:11م
alsharq
القاهرة - وكالات

تقف أمام مقبرة شرقي القاهرة، لا تحمل اسما، تتذكر بأمومة حزينة أنها هنا منذ عام بعد فض اعتصام رابعة العدوية "شرقي العاصمة" ودعت ابنتها الوحيدة "أسماء" "بخلاف 4 أبناء من الذكور"، تحبس دموعها مرارا وهي ترفع يدها بالدعاء لكنها تنساب.

الأمّ سناء عبد الجواد تسترجع هذا المشهد الخاطف قبل أن تتحدث، قائلة "آتي إلي قبر بنتي كلما اشتقت إليها.. أرجوها أن تسامحني أنني لم أستطع أن أحصل علي حقها رغم مرور عام".

وقبر أسماء الذي وارت فيه الثرى يوم 16 أغسطس 2013، بعد يومين من مقتلها في رابعة، "ترفض السلطات المصرية" أن يكتب اسمها عليه، بحسب سناء عبد الجواد زوجة محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المحبوس علي ذمة عدة اتهامات في قضايا جنائية، يعتبرها هو "قضايا سياسية".

استكثروا الاسم

وتحدثت عن وقائع اتهامها السلطات المصرية الحالية لمحو اسم نجلتها أسماء البلتاجي من لوحة القبر قائلة :استكثروا وضع رخامة صغيرة علي قبر الشهيدة نكتب فيها هنا قبر الشهيدة أسماء البلتاجي وبعد ساعات قليلة شالوها "نزعوها"، وعندما ذهبت زميلاتها للكتابة علي قبرها عبارة "في الجنة يا أسماء هنا قبر الشهيدة" فلم يتحملوا ودهنوا "قاموا بطلاء" المكان بالكامل ليزيلوا أي معالم أن هنا قبر الشهيدة أسماء".

وتتذكر عبد الجواد في حديثها شريط ذكريات عام مضي ودعت فيه ابنتها أسماء "17 عاما يوم مقتلها" يوم فض اعتصام رابعة العدوية "شرقي القاهرة" يوم 14 أغسطس 2013 وهي تفاجئ بها في المستشفي الميداني برابعة مصابة برصاص حي وتلفظ نجلتها أسماء أنفاسها الأخيرة وهي تردد قبلها "يارب يا الله".

والعام المنصرم بالنسبة لأم أسماء هو عام الحزن، مضيفة "عام حزن لي سرق العسكر فيه البلاد وقتلت ابنتي الوحيدة الشهيدة أسماء واعتقلوا زوجي محمد البلتاجي ولفقت له 31 قضية واعتقلوا ابني الأكبر عمار، ثم أخلوا سبيله ثم بعد ملاحقات أمنية اضطر للسفر خارج مصر واعتقلوا أبني الأصغر أنس وهو الآن رهن الاعتقال في سجون الانقلاب ولفقوا لي قضية جديدة حتى لا أتكلم ولكن لن تنفع التهديدات".

ذهبت إلى الجنة

ولذكرياتها مع نجلتها أسماء تتحدث سناء عبد الجواد قائلة "تكتب دائما في دفترها يا إما نحول أمتنا إلى جنة أو نذهب نحن إلي الجنة فلما أسماء لم تستطع أن تحول الدنيا والأمة لجنة ذهبت هي وتركتنا نحن نتجرع المرار بعد فقدها لكننا نحن علي العهد وننتصر".

وتعود عبد الجواد للحديث عن لذكري فض رابعة وفقد ابنتها أسماء مرة أخري قائلة " في ذكري مجزرة فض رابعة بدلا من أسعد ببنتي أسماء بجواري بشبابها وبجمالها وأخلاقها وعلمها حرمني منها العسكر وقتلوها".

وبعبارة "لا جديد" تحدثت، عبد الجواد للمرة الأولي عن زيارتها في إبريل الماضي للجنة تقصي الحقائق في أحداث ما بعد 30 يونيو 2013 والتي شكلها الرئيس السابق عدلي منصور والمعنية برصد الانتهاكات ورفعها للرئاسة المصرية.

وتقول "أنا لا أقبل أن أخذ عن ابنتي الدية ولن أتنازل عن حقها وحق آلاف الشهداء، أنا واحدة من أمهات كثيرات قتل أبناءهن وأخواتهن وأزواجهن ولن نتنازل جميعا عن حقوقهم وسنظل ثابتين ومصرين علي الطريق".

وتذهب والدة أسماء البلتاجي إلي ما هو أبعد من رفضها للتعويض "المادي" للمطالبة بإسقاط السلطة الحالية التي تراها انقلبت علي الديمقراطية موضحة أن "الانقلاب لابد ينكسر يوما ما .. ونحن جميعا مستمرون في الشوارع نحتج علي هذا الانقلاب ونتوحد سترجع الديمقراطية مرة أخرى".

وحول شعورها بمدى تفهم المصريين لمطالبها قالت سناء عبد الجواد "مازال هناك وقت وبعض الإعلام يحاول أن يشق صف المصريين ويزيف الحقائق لكن هناك قطاعات كبيرة من الشعب بدأت تنتبه لما يحدث وهناك حراك ثوري مستمر".

وختمت حديثها بالقول "قريبا انتظر أن يتحقق القصاص ولا يرضيني إلا محاكمة عادلة تضع المسؤولين عن مجزرة رابعة وغيرها من المجازر منذ ثورة يناير علي أعواد المشانق".

وشاركت أسماء البلتاجي في ثورة 25 يناير 2011 ، كما شاركت أيضاً في أحداث شارع محمد محمود "اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن" التي اندلعت 19 نوفمبر 2011، رغم أن جماعة الإخوان رفضت المشاركة في تلك الأحداث ووصفت من شاركوا فيها بـ"البلطجية".

مساحة إعلانية