رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2693

تنتشر في الأحياء الشعبية وهدفها مواجهة أزمات الإنفاق

أعراس وهمية لجمع المال في مصر

15 مايو 2017 , 06:19م
alsharq
القاهرة - زينب عيسى

لم يكن من قبيل الصدفة أن يقدم فيلم مصري يحمل اسم "الفرح" أفكارا تلجأ إليها الاوساط الشعبية البسيطة لحل الأزمات المالية فيقيمون عرسا كبيرا يحضره كبار التجار وكل أبناء الحي بما فيهم الأغنياء والفقراء، وكما حدث بالفيلم يقام حفل زفاف (فرح) لا ينقصه شيئا حتى المأذون، يأخذ الجميع واجبهم وتمتد موائد الأكل والمشروبات وتنصب الكوشة التي تضم العروسين لينتهي حفل الزفاف ثم يغادر المدعوون ولكن بعد أن يساهموا بمبلغ ما دعما لصاحب العُرس.

فكرة تلك الحفلات تقوم على المساهمة بمبالغ معينة تسمى بـ"النقوط"، نسبة إلى نقط المياه المتساقطة من المطر، في إيحاء بمدى الخير الذي يعم على صاحب العُرس من جراء دعمه بالمال من قبل المدعوين، وتكون "النقوط" بمثابة مبالغ مالية محددة ومعروفة وهو ما يتم الاتفاق عليه ضمنيا بين صاحب الحفل والمدعوين، فهي دائرة تدور على الجميع في صورة تمويل اجتماعي مستتر من خلال عرس وهمي في حال تعذر تنظيم حفل حقيقي للزفاف، وهي بالتأكيد ليست وسيلة للنصب، إذ أنها تتم بمعرفة كل الأطراف وموافقتهم لكنها طريقة للتحايل على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تضرب كثيرا من بيوت البسطاء فباتت "أفراح النقوط" ظاهرة لكنها مضمونة وشائعة في الأحياء الشعبية المصرية، خاصة بعدما دفعت الأزمة الاقتصادية المصريين للبحث عن بدائل لتوفير أي دخل إضافي.

نقوط الفرح

في مشهد لايفوت كاتب سيناريو واسع الخيال يقف مقدم العرس وهو "الوسيط" الذي يجمع أشخاصاً لا يعرفون بعضهم البعض يدفعون مبالغ مالية أو "النقوط" في أفراح يشاركون بها، حاملا الميكرفون بين يديه معلنا عن كل صاحب نقوط بالاسم والوظيفة والمبلغ المدفوع يصاحب ذلك كثير من "الافيهات" والتوصيفات المصاحبة لمهنة كل شخص دفع "المعلوم" مثل سلطان سوق العبور وامبراطور وكالة البلح وأمير المدابغ وغيرها، ويفعل ذلك أيضا في مناسبات عدة كأعياد الميلاد والحفلات، كل مشارك يدفع مبلغاً معيناً في أكثر من حفل حتى يأتي دوره ويقيم حفله فيجمع كل ما دفع مرة واحدة. هكذا تدور الجمعية.

الدعوة عامة

على مشارف المكان المخصص لإقامة الفرح سواء كان في المدينة أو القرية تعلق لافتة كبيرة: "ادعوكم لحضور مناسبة سعيدة"، ويتم تحديد الموعد بخط عريض في أسفل اللافتة. وتنطلق الميكرفونات على عربات صغيرة واحيانا "توك توك" لإذاعة الخبر والحاضر يعلن الغائب لتنطلق بعدها تجهيزات الفرح التي لاتختلف اطلاقا عن التجهيزات التي يقوم بها أي والد لابنته او عائلة لولدها في ليلة زفافه من فرش صوان كبير يمتد من أول الشارع لآخره، تذبح الذبائح وتعلق الـ"الكهارب" يبدأ الطهاة في مهمتهم وتستعد النساء بتجهيز لوازم الفرح وتجهيز الحلوى استعدادا لتقديم واجبات الضيافة للمدعوين الذين قد يتجاوز عددهم في الافراح الكبيرة 2000 مدعو، أما الجمعيات الصغيرة يتراوح عدد أفرادها بين 500 إلى 700 شخص.

وسيلة تكافلية

جمعيات الافراح او النقوط لا يشترط ان يعرف فيها بعضهم البعض أو يكونوا جميعهم على معرفة ببعضهم لكنهم جاءوا ليدفعوا النقوط وقد يستمرون في دفعه لمدة سنة حتى يقيم أحدهم حفله ويحصل على فلوسه بنفس الطريقة، وقد يتكلف الحفل الواحد 50 ألف جنيه، لكن صاحب الحفل قد يجني أموالاً تصل أحياناً إلى 200 ألف جنيه، ويستثمر أصحاب الأفراح أموالهم المحصلة من العرس في شراء عربات نقل لتحسين دخلهم ويساعد كثيرا موضوع الجمعية في بلوغ ذلك الهدف، وهناك من يدخل تلك الجمعية التي تقام بعرس غير حقيقي ليقيم بها فرح أحد أبنائه او أشقائه، لكن تلك المرة يقام زفاف بعروسين حقيقيين قد تضطرهم الظروف فيما بعد لإقامة جمعية فرح.

مساحة إعلانية