رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

27530

حمد الطبية تنحج في علاج طفل مصاب بمتلازمة "داون"

15 أبريل 2014 , 07:08م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

تسلط قصة شفاء الطفل عبد الله الذي كان قد أدخل إلى وحدة المها للأطفال بمؤسسة حمد الطبية الضوء حول دور الأسرة في إداث التغيير في حياة الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية معقدة،و استفادة

وكان الطفل عبد الله الذي قد أدخل إلى وحدة المها للأطفال بمؤسسة حمد الطبية تحكي لنا كيف يمكن للأسرة التي تمتلك العزيمة والإصرار أن تحدث فرقا في حياة الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية معقدة، وتسلط الضوء على كيفية استفادة الأطفال في قطر من برنامج رعاية الحالات المرضية المعقدة والذي يتم تنفيذه من خلال الشراكة بين مؤسسة حمد الطبية ومستشفى "سيك كيدز" الكندي للأطفال.

منذ ولادته في عام 2007 عانى الطفل عبدالله من متلازمة "داون" ، ومما زاد حالته تعقيداَ تعرضه لمرض خلقي في القلب وإلى مشاكل في الجهاز التنفسي أدّت إلى ضعف شديد في بنيته الجسدية لدرجة أنه لم يكن قادراً على التنفس والأكل بمفرده فكان لا بد له من التنفس الصناعي والتغذية الأنبوبية. ونظراً لتعرض المريض لالتهابات متكررة في الصدر فقد اضطر الأطباء إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية لمعالجة مضاعفات الأمراض التي عانى منها.

لقد أعاق المرض عملية التطور ونمو عبد الله الأمر الذي تطلب إدخاله إلى وحدة العناية المركزة ولفترات طويلة ومن ثم انتهى به المطاف في جناح مرضى الرعاية الدائمة في مستشفى حمد العام ، حيث مكث فيه مدة سنتين.

وحدة المها

ومن جانبها قالت الدكتورة ريم بابكر محمد إستشاري ونائب رئيس مجموعة الرعاية الطويلة الأجل للأطفال في مؤسسة حمد الطبية " على الرغم من حالته المرضية المعقدة فإن عبد الله طفل مرح ومفعم بالحيوية لدرجة يصعب معها التصديق بأنه كان يئن تحت وطأة المرض لفترة من الوقت ، لقد تحدى المرض وقرر التغلب عليه رغم كل ما يواجهه من صعوبات.".

وكان الطفل عبدالله قد تم نقله في العام 2010 إلى وحدة المها للأطفال في مستشفى الرميلة والتي كانت قد تأسست حديثاً آنذاك بشراكة بين كل من مؤسسة حمد الطبية و ومستشفى سيك كيدز الكندي للأطفال و مستشفى بلورفيو الهولندي لتأهيل الأطفال والتي تهدف إلى تحسين المستوى الصحي للأطفال ذوي الحالات المرضية المعقدة الذين يعتمدون على الأجهزة والمعدات الطبية للبقاء على قيد الحياة وذلك من خلال تقديم العناية الطبية الفائقة بالإضافة إلى الخدمات التعليمية والتأهيلية اللازمة بواسطة فريق من الكوادر الطبية متعددة التخصصات.

وتقول الدكتورة ريم بابكر محمد في معرض حديثها عن حالة الطفل عبدالله : " لقد أحدثت عملية نقل المريض إلى وحدة المها للأطفال تغييراً جذرياً في حياة أسرة الطفل، و كنا نرقب بارتياح كبير اجتيازه لمراحل التطور النمائي واحدة تلو الأخرى وتكيفه مع هذه المراحل، وقد شارك أفراد أسرته جميعاً في العملية التأهيلية المنزلية إلى جانب الفريق الطبي، وكان للموقف الإيجابي لأسرة المريض أكبر الأثر في إحراز الكثير من التقدم مما جعلنا متيقنين من نجاحه في التغلب على حالته المرضية".

وتابعت " ينبغي التعامل مع الأطفال ذوي الحالات المرضية المعقدة بأساليب تتناسب مع حالاتهم، وتقدم وحدة المها لهؤلاء الأطفال وأفراد أسرهم كل ما من شأنه أن يساعد في التكيّف مع الحالة المرضية للطفل، وعلى العكس من الحالات المرضية العادية فإن تقبّل أفراد الأسرة للحالة المرضية المعقدة والإلمام بكافة احتياجات هذا الطفل و المقدرة على تقديم هذه الاحتياجات دون مساعدة من أحد تستغرق الكثير من الوقت، لذا فإننا نعمل جنباً الى جنب مع أفراد أسرهم لتمكينهم من العناية بهؤلاء الأطفال في المنازل وذلك إدراكاً منا لأهمية دور أفراد الأسر في العناية بهذا النوع من المرضى.".

الاستقرار بالمنزل

خرج عبدالله العام الماضي من المستشفى ليستقر في منزل والديه، وقد أحدث انتقاله إلى المنزل تغييراَ جذريا في حياة كل فرد من أفراد أسرته، ويقول والد عبدالله : " بالنسبة لعبد الله لم نكن في السابق سوى مجرد زائرين لمريض في المستشفى، أما الآن وقد انتقل للعيش معنا فإنه ومنذ أن يفتح عينيه في الصباح يرى والدته ووالده وإخوته حوله، وهذا بحد ذاته يعد مصدر استقرار وارتياح نفسي له.". ويتابع الأب الفخور بابنه حديثه قائلاً : " يحب عبدالله كرة القدم ، وفي إقباله على هذا النشاط مؤشر على إمكانية التعويض عن السنوات الأربع التي قضاها طريح فراش المرض والتي لم يستطع خلالها حتى على مجرد الحركة في سريره".

وتقول والدة عبدالله: " يمارس عبد الله الآن حياته اليومية بشكل طبيعي، فهو يلعب ويلهو وينام تماما مثل أي طفل، كما يلعب مع إخوته وحتى مع الأطفال خارج المنزل".

ويتابع الفريق الطبي حالة الطفل عبدالله عبر عيادة الحالات المرضية المعقدة، وقد شفي تماماُ من مرض القلب الخلقي الذي ألمّ به، إلا أنه لا يزال بحاجة لجهاز التنفس الصناعي عند النوم، كما يتابع الفريق الطبي المشرف على علاج عبدالله عن كثب المشاكل التنفسية التي يعاني منها مع طبيب أمراض الرئة. ووفقاً لما صرحت به الدكتورة ريم بابكر محمد فإن فريق الرعاية الصحية المنزلية قد أقرّ بأن أسرة المريض عبدالله تقدم له كل عناية يحتاج اليها دون أي مساعدة تذكر من أية جهة.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تم تكريم أسرة المريض عبدالله خلال احتفال مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سيك كيدز الكندي للأطفال بمرور أربع سنوات على الشراكة بين المؤسستين والتي لا تزال تسهم بصورة فاعلة في تحسين الرعاية الصحية للأطفال في دولة قطر.

مساحة إعلانية