رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2341

الشرق ترافق فريقاً للإنقاذ أثناء أداء مهامه

15 يناير 2023 , 07:00ص
alsharq
محمد العقيدي

يعمل فريق قطر للإنقاذ المكون من 40 عضوا خلال هذه الفترة بشكل مضاعف ومختلف عن أي موسم آخر طوال العام، حيث كثرة التردد إلى الصحراء القطرية «البر» خلال فصل الشتاء، حيث الأجواء الجميلة وهطول الأمطار، ويخرج المواطنون والمقيمون سواء مع الأصدقاء أو العائلات لقضاء أوقات ممتعة في البر، وخلال تجولهم أو اتجاههم إلى أماكن هطول الأمطار يتعرضون لعقبات مفاجئة تتمثل في نشوب سياراتهم في الرمل أو الصبخة وهو ما يسمى «غراز السيارات»، مما يستدعي التدخل بسيارات مجهزة بالكامل وسائقين من أصحاب الخبرة لاستخراج تلك السيارات التي تطمس عجلاتها، وهو ما يتوافر لدى أعضاء فريق قطر للإنقاذ الذين يعملون جاهدين وعلى مدار اليوم وطوال السنة في إخراج السيارات من الرمال والصبخة بكل وقت، وتزداد مثل تلك العمليات خلال الوقت الراهن مع كثرة الإقبال على البر.

وفي جولة لـ الشرق رافقت خلالها قائد فريق قطر للإنقاذ في عدد من مناطق الدولة، وقفت على عمليات إخراج تلك السيارات والطرق والوسائل المستخدمة في تلك العمليات التي تستمر حتى أوقات متأخرة من الليل، وبعض المرات تستمر على مدى 24 ساعة، إذ يقوم قائد الفريق بتوجيه الأعضاء عبر جروب الواتساب المخصص للفريق أو الاتصال المباشر إلى مناطق البلاغات التي تردهم وبدورهم يتجهون فورا كل بحسب المنطقة والمكان المخصص له للتدخل وإنقاذ من تنشب سياراتهم في الرمال والصبخة.

 

6 سنوات عمل في الإنقاذ

وقال السيد محمد المنصوري قائد فريق قطر للإنقاذ خلال حديثه لـ الشرق: تم تأسيس الفريق في عام 2016 لغرض مساعدة الآخرين من مختلف الجنسيات، الذين تتعرض سياراتهم للنشوب في البر والصبخة بسبب عدم معرفتهم للأراضي التي يمرون بها في الصحراء، وبالتالي تقف سياراتهم وتتعطل عن الحركة بشكل كلي، وتردنا اتصالات من البعض حول وجود حالات تتطلب المساعدة وإخراج السيارات من وسط الرمال والصبخة، لافتا إلى أنهم يقومون باستقبال البلاغات طوال اليوم وبدوره كقائد للفريق يعطي الأوامر للأعضاء بالاتجاه إلى مواقع تواجد السيارات.

وأضاف المنصوري: بعد التواصل مع الأعضاء والتأكد من توجههم كل بحسب موقع تواجده أو المنطقة القريبة منه يتدخلون على الفور بطرق ووسائل وإمكانيات مختلفة منها «القلص» وهو حبل قوي يتم ربط طرفه الأول بالسيارة المتعطلة وسط الرمال وطرفه الآخر بسيارة أعضاء فريق قطر للإنقاذ والتي تكون على بعد مسافة مناسبة من السيارة الأولى وتتم عملية سحبها وفق خطة محكمة وطرق مناسبة حتى يتم إخراجها بنجاح من الرمال دون إلحاق الضرر بها، خاصة أن مثل هذه العمليات إن كانت من دون خبرة ربما تؤدي إلى انقلاب السيارات المعطة والتي عادة ما تكون ذات دفع رباعي «فورويل».

 

 

خبرات تعمل بالفريق

ولفت المنصوري إلى أن أعضاء الفريق لديهم الخبرة والقدرة على تقديم المساعدات للمحتاجين في أي موقع ومنطقة كانوا يتواجدون فيها، وذلك بحكم كثرة تعاملهم مع الآخرين، علاوة على أن معظم الأعضاء لديهم دورات في الإسعافات الأولية من الهلال الأحمر القطري، ومنهم من لديه دورة السباحة وفي الغطس.

وأوضح أن الفريق يحرص على اختيار الأعضاء بعناية وعملية الموافقة على الانضمام للفريق تتطلب توافر اشتراطات على رأسها الخبرة في التعامل مع الآخرين وسط الصحراء وفي الصبخة وعلى الطرق أيضا، وكذلك أن يكون العضو ملما أو لديه دورات في الإسعافات الأولية وتقديم المساعدات الفورية لمن يحتاجونها، وبعد التأكد من ذلك تتم الموافقة على انضمام الأعضاء إلى الفريق.

وأكد على أن الجهات المعنية تتواصل باستمرار مع الفريق لطلب المساندة منهم أو لإبلاغهم عن وجود حالات تحتاج إلى المساعدة، منوها إلى أنهم قاموا منذ أيام قليلة بإخراج سيارات تابعة لجهات مختلفة بالدولة من الرمال، وهو ما يعني الثقة التي اكتسبها الفريق من تلك الجهات ومن المجتمع القطري لطلب المساعدة منهم فور تعرض سياراتهم للغراز.

الشتاء موسم عمل الفريق

وتابع المنصوري أن موسم التخييم الشتوي يعتبر أكثر المواسم التي يعمل بها أعضاء الفريق بكل وقت وذلك لزيادة الإقبال على البر واستمرار التوافد على منطقة سيلين والعديد ومناطق التخييم الأخرى، ومع هطول الأمطار خلال هذه الفترة تزداد عمليات الغراز وتزداد معها الطلبات التي ينفذها أعضاء الفريق دون كلل أو ملل تطوعا منهم وبدون أي مقابل. وطالب المنصوري بتوفير الدعم المناسب للفريق من قبل الجهات المعنية للاستمرار في العمل على مساعدة الآخرين في مختلف مناطق الدولة وبأي وقت، موضحا أن الفريق لديه إمكانيات عالية وخبرة طويلة في إخراج السيارات من الرمل والصبخة، حيث إنهم عملوا خلال الفترة الماضية في إخراج عشرات السيارات بشكل مستمر، وهم بحاجة للدعم والمساعدة من قبل الجهات المعنية، آملا أن تتبنى إحدى الوزارات المعنية بالشباب الفريق وتقدم لهم الدعم اللازم للاستمرار في تقديم المساعدات للآخرين، حيث إن عملية التوجه لمناطق الدولة المختلفة والوصول إلى الحالات تكلف مبالغ كبيرة على العضو الواحد المتطوع، آملا تنفيذ مطالبهم كفريق يعمل على مدار اليوم في مساعدة الآخرين.

آلية التواصل مع الفريق

وحول آلية التواصل مع أعضاء الفريق وتوجيههم إلى مواقع الحالات التي تتطلب مساعدات، أوضح قائد الفريق، أن طرق التواصل مع أعضاء الفريق تكون عبر جروب الواتساب أو الاتصال المباشر معهم لتكليفهم بالمهام واستلام البلاغات، ويكون التوجه للمكان بحسب موقع تواجد كل عضو، فعلى سبيل المثال بعض الأعضاء يكونون على مقربة من موقع الحالات التي تحتاج إلى مساعدة، ويتوجهون على الفور إلى الموقع لكونه قريبا منهم، وكذلك بالنسبة للأعضاء الآخرين أيضا، وفي حال عدم وجود أي عضو بالقرب من الموقع يتم توجيه العضو الذي ليست لديه بلاغات للذهاب إلى موقع الحالة وإن كان في أي منطقة بالدولة يتطلب منه الوصول إلى الحالة وتقديم المساعدة اللازمة لها.

 

 

نايف المنصوري:  شعور جميل عندما نقدم المساعدة للمحتاجين

قال نايف المنصوري أصغر متطوع بفريق قطر للإنقاذ: تعلمت مساعدة الآخرين بدون مقابل من والدي الذي كنت وما زلت أخرج معه لتقديم العون والمساعدة لمن يطلبها وفي أي مكان بالدولة، وهو ما يشعرني دائما بالفخر والاعتزاز لما نقدمه من أعمال متعددة تتمثل في إخراج السيارات من الرمال والصبخة.

وأضاف أنه يشعر بالمتعة أثناء القيام بتقديم المساعدة، إذ إنه يحرص في المستقبل على أن يكون مؤسسا لفريق تطوعي يساعد الناس، أو يستلم إدارة هذا الفريق من والده أيضا، خاصة بعد أن استفاد العديد من الأمور منها حب تقديم المساعدة والخدمة للمحتاجين بدون أي مقابل، بالإضافة إلى اكتسابه المعرفة بالأساسيات والمطالب التي تعتمد عليها عملية إخراج السيارات من الرمال والصبخة.

مساحة إعلانية