رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

346

عيد الخيرية: "الإنارة الآمنة".. بديل نوعي يضيء عتمة بيوت غزة

14 ديسمبر 2015 , 07:02م
alsharq
الدوحة - الشرق

بعد أن نفذت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية مشروعها النوعي "الإنارة الآمنة" لألفي أسرة في محافظات غزة الخمس، بتكلفة 650 ألف ريال، بالتعاون مع شركائها المحليين في جمعية دار الكتاب والسنة، أصبح بإمكان الفلسطيني ياسر أبو عمرة، الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر في جماعة، بعدما كان يصعب عليه ترك شقيقاته اليتيمات لوحدهن في المنزل حال انقطاع التيار الكهربائي.

أبو عمرة - أحد المستفيدين من مشروع الإنارة الآمنة هو المعيل الوحيد لثلاث شقيقات وأخ رابع بعدما فارق والديه الحياة تباعاً، ليكتب عليه تحمل المسؤولية مبكراً.

وخلال تركيب شبكة الكهرباء البديلة بمنزله، يتحدث مبتسماً "الحمد لله الآن يصبح بإمكاني الذهاب لأداء صلاتي الفجر والعشاء في المسجد حال انقطاع التيار الكهربائي، لأن خوف شقيقاتي من العتمة، كان يحتم علي الصلاة في البيت لأشكل لهن مبعث أمان من عتمة الليل".

ويتابع أبو عمرة: "بفضل الله ثم كرم أهلنا في قطر ودعمهم لنا عبر مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، الآن بإمكاني أن أنير كل غرف ومرافق البيت بشبكة الإنارة البديلة، التي تعيننا في قضاء حاجياتنا المنزلية الأساسية، خلال انقطاع الكهرباء، لأن وضعنا الاقتصادي والمعيشي صعب للغاية، ولا يوجد أي مصدر دخل للأسرة بعد وفاة والدي".

ويدعو الشاب أهل قطر إلى التوسع في هذا المشروع، نظراً لملامسته حاجات الناس ومعالجته لأزمة انقطاع الكهرباء المستفحلة منذ سنوات، معتبراً أن إنارة البيوت تمثل دعماً نوعياً لأهالي غزة، يعينهم في التعامل مع انقطاع الكهرباء بشكل آمن.

وتزداد أهمية المشروع كثيراً بالنسبة لعائلة رياض يوسف الذي يقطن في منزل صغير جداً، ومعدوم الإنارة والتهوية حتى في النهار، إذ لا يستطيع الاستغناء عن الكهرباء والإنارة على مدار اليوم، بسبب عدم دخول نور الشمس للمنزل نهاراً فكيف يكون الحال ليلاً؟

ويعاني يوسف من عتمة منزله المتهالك، والمكون من غرفتين ومطبخ وحمام، ولا تتجاوز مساحته 70 متراً مربعاً، الأمر الذي يدفع أبنائه لقضاء معظم أوقاتهم ودراستهم في الشارع وتفضيل البيت وقت النوم فقط.

ويشكل مشروع الإنارة الآمنة حاجة أساسية لأسرة الحاج يوسف، لاسيما وأنه يصف عتمة بيته كعتمة القبر، لكنه الآن أكثر اطمئناناً لإمكانية متابعة أبنائه الدراسة داخل منزلهم خصوصاً في فصل الشتاء، كما يمكن للأسرة قضاء حوائجها مع هذه الإنارة.

وبلغة بسيطة يتحدث عن أزمة انقطاع الكهرباء كبقية سكان غزة، قائلاً: "الواحد ما يشوف أصابعه من العتمة، لدرجة أنني أتردد من القيام للوضوء ليلاً أو فجراً، خشية أن أصاب بأذى أو كسر، يزيد ألمه ومرضه مرضاً".

ويعيل يوسف ثمانية أشخاص، ويعاني من غضروف شديد في فقرات الظهر، يحتم عليه الجلوس في البيت دون عمل، ما يجعله غير قادر على توفير الإنارة البديلة، الأمر الذي زاد من أهمية المشروع له بصورة كبيرة.

ويقول أبو نادر (56عاماً) أن لسانه يعجز عن تقديم رسائل الشكر لأهل الخير في دولة قطر، خصوصاً مؤسسة الشيخ عيد الخيرية التي تقف بجانب الفقراء والمحتاجين وتدعم توفير حاجاتهم الأساسية، داعيا الله أن يُنير قلوب أهل قطر.

وأكد علي بن خالد الهاجري المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخارجية بعيد الخيرية، أن المشروع يمثل محاولة جادة لدعم صمود أهل غزة، الذي يعاني من ويلات الحصار والدمار وانعدام مقومات الحياة منذ ما يزيد عن ثمانية سنوات، وذلك من خلال مساعدتهم في معالجة جزئية لأزمة انقطاع الكهرباء، معتبراً أن تشغيل الإنارة التي تعتمد على كهرباء البطارية وموفر الطاقة وملحقاتها، يعد بديلاً عملياً وآمناً أكثر من البدائل الأخرى كالشموع واللمبات التي احترق العشرات جراء استخدامها.

وشدد الهاجري على أن المؤسسة استجابت بشكل سريع لفكرة المشروع، تعزيزاً لدورها الكبير في مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب الفئات الأكثر فقراً، وحرصاً على تنفيذ المشاريع الخيرية الأكثر نفعاً وحاجة للمستفيدين، موضحاً أن لعيد الخيرية سلسلة مشاريع كبيرة وممتدة منذ سنوات في الجوانب العلمية والدعوية والإغاثية والإنشائية والصحية وغيرها.

من جانبه يؤكد المهندس علاء زعرب مدير المشاريع بجمعية دار الكتاب والسنة، أن مواصفات المشروع وضعت بعد دراسة متأنية لكافة التجارب السابقة، حيث تم تحديد المواصفات الأكثر أمناً وقدرة على الإنارة دون إحداث أضرار، مع ضمان استمراريتها لأطول فترة ممكنة.

وأوضح زعرب أن المشروع يشمل توفير وتركيب كافة التمديدات الكهربائية للعائلات المستفيدة، علاوة على احتياجات توفير الكهرباء البديلة من بطارية وموفر ولدات مضيئة وأزرار تشغيل وتحمل نفقات التركيب والتجهيز، لافتاً إلى أن العائلة المستفيدة تحدد أماكن الإنارة المطلوبة وفق احتياجاتها وتتكفل الطواقم المتخصصة بالجمعية بالتركيب وفق المواصفات والشروط الآمنة

مساحة إعلانية