رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

5428

هشام الكروج في حوار حصري: ما تفعله قطر عين الصواب

14 ديسمبر 2013 , 12:00ص
alsharq
حوار - جيهان دينار

هو مفخرة العرب قبل المغاربة، استطاع أن يتوج بذهبيتين في أولمبياد 2004، وحتى الساعة لم يستطع أحد كسر رقمه التاريخي في سباق 1500 متر.. إنه العداء العالمي هشام الكروج، الذي بات يتحسر الآن على إنجازات العرب في ألعاب القوى، حيث رأى خلال حديثه الذي خص به الشرق أن تراجع ألعاب القوى العربية مرض يحتاج إلى تجسيد من خلال نقاشات ومؤتمرات تجمع بين جميع مكونات هذه الرياضة.

من جهة ثانية، أشاد البطل المغربي بإنجازات قطر في المجال الرياضي وبرؤيتها الحكيمة بالاستثمار في الرياضة والجيل الجديد. كما لم يخف الكروج تشاؤمه من المشاركة العربية في أولمبياد 2016، مشددا من ناحية ثانية على أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي ولا ينوي دخول هذا المجال في الوقت الراهن.

- ما هو انطباعك عن منتدى الدوحة جولز؟

- - أولا، يجب أن أشير إلى أن أول زيارة لي لقطر كانت سنة 1995، أما الثانية فكانت سنة 2005.. صدقيني أنني ذهلت لوقع التغيير السريع الذي رصدته في البلد، سواء من ناحية العمران والطرق والمنشآت والبنية التحتية، وما إلى ذلك. بكل صراحة، عندما قمت بزيارة أسباير سنة 2005، قلت في نفسي إن هؤلاء الناس مبذرون، لكنني أيقنت اليوم أن ذلك لم يكن تبذيرا، بل إنه استثمار في جيل قطري جديد وفي مستقبل قطر بصفة عامة.

القطريون أدركوا أن الرياضة أضحت تلعب دورا مهما في المجتمع، بمن في ذلك أطفالنا وأمهاتنا وأهلنا، بالتالي فهم يفكرون بجدية في تطوير الرياضة القطرية، بالإضافة إلى مساعدة الرياضة العالمية انطلاقا من أراضيهم، وهذا شرف لي كعربي، وأيضا هو شرف لأي مواطن عربي آخر.

أما منتدى الدوحة جولز فهو يشكل منصة للجمع بين مختلف الشخصيات التي لها دراية بالقطاع الرياضي، سواء كانوا رياضيين أو مدربين أو خبراء أو رؤساء الاتحادات الدولية واللجان الأولمبية، يجتمعون كلهم لمناقشة مواضيع محددة، ومن ثم تقديم الاقتراحات والحلول. بكل صراحة، هذا المنتدى أصبح ماركة مسجلة لقطر، ومعروفا في الساحة الرياضية العالمية، ولا أحد تكلمه عن الدوحة جولز إلا وكانت لديه فكرة عنه.

- كيف وقفت على تطور الرياضة القطرية على مرِّ هذه السنين؟

- - الرياضة القطرية ليست وليدة اللحظة، حيث اعتلت منصة التتويج لأول مرة في الألعاب الأولمبية برشلونة 1992، حيث حازت على أول ميدالية برونزية مع العداء محمد سليمان، واليوم انفتحت قطر أكثر على الرياضة، وأصبحت تزخر بالمواهب الشابة في جميع الرياضات. يوم أمس قمت بزيارة لمضمار ألعاب القوى، صدقيني أنني ذهلت لما رأته عيني، وأستطيع أن أجزم بأن المنشآت هنا تتفوق بكثير على ما نتوفر عليه في المغرب، كما زرت أحد ملاعب كرة القدم هنا في أسباير، ولاحظت العدد الهائل من الأطفال الذين كانوا متواجدين والشغوفين بكرة القدم.

من وجهة نظري هذا هو الاستثمار، بمعنى أن التطوير لا يتعلق فقط بالمنشآت والبنية التحتية، بل أيضا بما يمكن أن تقدمه للإنسان من فكر وعلم ورياضة. وهذا ما يجعلني أقول إن القطريين استوعبوا أن الرياضة جزء من حياتهم اليومية، بالتالي حققوا هذه الطفرة النوعية من خلال قيادة تمتلك رؤية.

- كيف تقيم لنا، من وجهة نظرك، مشوار البطل معتز برشم، وكيف تنظر لمستقبله؟

- - معتز برشم سطع في أولمبياد لندن، حيث حصل على الميدالية البرونزية، بعد ذلك توج مساره هذا العام بالميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى، وبالتالي فهو مفخرة، ليس فقط لقطر، بل لنا جميعا كعرب، على اعتبار أنه أول بطل عربي يحقق هذا الإنجاز في هذه المسابقة، فالعرب لم يعرفوا قط بطلا في هذا النوع من المسابقات، برشم أصبح الآن سفيرا لبلده وللرياضة العربية عموما.

- بالحديث عن العرب، كيف تفسر تراجع ألعاب القوى العربية؟

- - هذه مشكلة كبيرة يجب أن تناقش من خلال مؤتمر أو منتدى بنفس مستوى الدوحة جولز، نتحدث ونناقش من خلاله ألعاب القوى العربية فقط، لأن هذا، برأيي، أصبح مرضا ينهش في جسد العرب، من المغرب إلى الشرق الأوسط، صحيح أن لدينا حالات متفردة تخرج من المغرب أو الجزائر، مثل برشم الذي تحدثنا عنه، لكن ليس هذا ما نطمح إليه، هذه ليست ألعاب القوى العربية التي عهدناها، ما نريده الآن هو ضمان الاستمرارية لهذه الرياضة، بمعنى استمرار تحقيق الألقاب، دون الاعتماد على الصدفة.

بصراحة أنا تعبت من كثرة الحديث بمفردي، فكلما تحدثت عن هذا الموضوع، أجد سهام النقد موجهة صوبي، ويتهمونني بإثارة المشاكل، بالتالي تجب مناقشة هذه المعضلة بمستوى علمي وأكاديمي، بمشاركة جميع المختصين في أم الألعاب، لتحديد منبع الداء، هل هو من الرياضيين أو المدربين أو المسؤولين؟

- هشام الكروج حطم الرقم القياسي في سباق 1500م بزمن 3.26.00 دقيقة، برأيك لماذا لم يتم حتى الساعة كسر هذا الرقم؟

- - (يضحك).. بصراحة، أنا أيضا لا أدري، ما أعرفه أن سباق 1500م هو من بين أصعب الأرقام التي يمكن تحطيمها حتى الساعة، لكن هذا لا يعني أن الرقم سيظل مسجلا باسمي إلى الأبد. الأرقام صنعت لتحطم في أي وقت، لأن الله سبحانه وتعالى الذي خلق هشام الكروج قادر على أن يخلق شخصا آخر أكثر ذكاء وقوة بدنية منه. مؤخرا، أجرى الاتحاد الدولي لألعاب القوى دراسة حول قدرة التحمل لدى الناس، وخلص إلى أنه حاليا لا يوجد سوى واحد من أصل 10 آلاف شخص لديه قدرة التحمل، بالتالي الكروج خرج من بين هؤلاء الـ10 آلاف شخص، إنها حالات استثنائية لا يمكن العثور عليها بسهولة ويجب التنقيب عنها طويلا.

- كيف تتوقع المشاركة العربية في أولمبياد ريو 2016؟

- - بكل صدق، من خلال النتائج التي يحققها العرب في ألعاب القوى والرياضات الأخرى، أستطيع أن أقول إننا سنشارك في الألعاب الأولمبية، وكل آمالنا معلقة على العناية الإلهية التي يمكن أن تهبنا شيئا. بصراحة، هذا هو ما يعتمد عليه العرب في الرياضة وفي أمور أخرى، لقد تحدثنا في هذا الصدد سنة 2004، عندما حصلت على ميداليتين ذهبيتين، بعدها في 2008، لم نحقق شيئا، والشيء نفسه في 2012، لكن لا أملك إلا أن أكون متفائلا معك.

- بعد اعتزالك الساحة الرياضية، توجهت إلى المجال السياسي، حيث انضممت إلى حزب الاستقلال المغربي..

- - دعيني أوضح الأمور، أولا، أنا أقدر السياسيين كثيرا، لكن مؤخرا وقع سوء تفاهم، صحيح أن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط صديقي وأكن له مودة خاصة، لكن ما حدث بالضبط أنه دعاني لزيارة مكتبه، وهناك قدموا لي بطاقة العضوية في حزب الاستقلال، بالتالي أنا لا أستطيع أن أكون في ضيافتهم وأرفض هذه البطاقة، سيكون الأمر كأنني دخلت إلى أحد البيوت ورفضت أن أتناول الطعام وهذا عيب. الكروج رمز من رموز البلاد وثروة قومية ملك لكل المغاربة، ولكنني لست (ملكا) لأي حزب مغربي.

- هل هذا يعني أنه إذا مدتك أحزاب أخرى بعضويتها، فلن ترفضها؟

- - بكل تأكيد، والدليل أنني ذهبت إلى ريال مدريد وأعطوني قميص الفريق، ثم ذهبت إلى برشلونة وحصلت على القميص أيضا.

- لكن حزب الاستقلال سوق لنفسه من خلالك، وأعلن عن انضمامك إليه؟

- - هذا تصرف خاطئ من قبلهم، ويتحملون مسؤوليته، لكن أعود وأكرر أن الكروج شخص وطني %100 وينتمي إلى بلده الغالي الذي له قيمه ومكانته وملكه الذي يقودنا جميعا.

- هذا يعني أنك لا تملك أي طموحات سياسية؟

- - حتى الساعة لا أنوي دخول المجال السياسي.

مساحة إعلانية