رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1159

الاحتجاجات الأمريكية ضد العنصرية تتخطى عنف الشرطة وتستهدف تاريخ العنصرية والاستعباد الأوروبي

14 يونيو 2020 , 05:16م
alsharq
خلال إزالة تمثال ميليغاني
الدوحة - الشرق:

منذ انطلاق موجة التظاهرات التي عمّت أنحاء عدة من العالم بسبب مقتل جورج فلويد وهو رجل أسود غير مسلح في 25 مايو خنقا على يد شرطي أبيض ضغط بركبته على عنقه في مينيابوليس خلال توقيفه، اتبع المحتجون طرق جديدة للاحتجاج والتعبير عن رفضهم للعنصرية.

وتعدت القضية حدود أمريكا لتشعل جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إزالة التماثيل الخاصة بتجار الرقيق والشخصيات الجدلية التاريخية، إذ تساءل مغردون عن دلالة استئصال هذه النصب الرمزية، وإن كانت تعد طريقة فعالة لمحاربة العنصرية.

ووجه المحتجون غضبهم صوب التماثيل الرمزية لعدد من البلدات، والتي تمثل نوع من التقديس للعبودية والعنصرية، فقد تعرضت عدت تماثيل لشخصيات مثيرة للجدل في أنحاء العالم لتخريب سواء بكتابة عبارات مناهضة للعنصرية على هذه التماثيل أو بإزالتها من مواقعها.

تعرض تمثال الصحافي الإيطالي الشهير "إندرو مونتانيلي" للتخريب وطلي بطلاء أحمر مساء السبت على يد مجهولين في حديقة تحمل اسمه أيضا في ميلانو، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إيطالية عبارات "عنصري، مغتصب" مكتوبة بطلاء أسود على قاعدة التمثال.

وفي الأيام الأخيرة، طلبت جمعية إي سنتينيلي "المناهضة للفاشية" من رئيس بلدية ميلانو إزالة تمثال الصحافي الذي اتهمته بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال الفترة الاستعمارية الإيطالية في إفريقيا، إلا أن رئيس البلدية بيبي سالا رفض هذا الطلب وأيده في ذلك وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، حسب ما نقلته وكالة (فرنس برس).

وإندرو مونتانيلي (1909-2001) مؤسس صحيفة "إل جورنالي" هو صحافي وكاتب مقالات إيطالي شهير، وقدّم نفسه على أنه "مناهض للشيوعية" و"وطني فوضوي" ما جعل اليسار الإيطالي يصفه ب"الفاشي" خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، غير أنه وفي العام 1935 تطوع للمشاركة في الحرب في إريتريا بقيادة موسوليني.

وطالت مظاهرات " حياة السود مهمة" تمثال المستكشف الاسباني كريستوفر كولومبس بالولايات المتحدة، وتداول مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل واسع مقطع فيديو يظهر إزالة تمثال كولومبس في ولاية فيرجينا الأمريكية، حيث رفع متظاهرون لافتات تحمل عبارة "كولومبوس يمثل الإبادة الجماعية"، كما تداولوا صورة لتمثال آخر لكولومبوس في مدينة بوسطن، ولاية ماساتشوستس، تظهر المستكشف مقطوع الرأس في حديقة تحمل اسمه، ويبدو العلم الأمريكي يلوح خلفه.

يعد كريستوفر كولومبوس أحد أشهر المستكشفين الأوروبيين والذي اكتشف أراض جديدة تسمى الأمريكيتين في عام 1492، كما تحتفل الولايات المتحدة بيوم كولومبوس في 12 أكتوبر من كل عام، وهو يوم عطلة وطنية، وتحتفل بهذا اليوم أيضا العديد من دول أمريكا اللاتينية.

في وقت سابق، نقلت وسائل الاعلام العالمية، تعرض تمثال ثان للملك البلجيكي ليوبولد الثاني، في بروكسل، للتخريب من قبل المحتجين، وكتب المحتجون على التمثال الواقع قرب القصر الملكي في بروكسل، عبارات مثل "مجرم"، و"نعتذر"، و"هذا الرجل قتل 15 مليون شخص"، و"حياة السود قيمة"، وأزالت السلطات البلجيكية تمثال من منطقة "أكاران" ونقلته إلى مستودع أحد المتاحف عقب تخريبه من قبل المحتجين.

وكان محتجون قد دهنوا التمثال بالصبغ الأحمر، وكتبوا عليه "لا أستطيع التنفس"، في إشارة إلى العبارة الشهيرة التي قالها فلويد قبل وفاته خنقاً على يد الشرطة الأمريكية.

وتشهد بلجيكا هذه الأيام حملة لإزالة تماثيل ليوبولد الثاني، صاحب السياسات الاستعمارية في الكونغو التي كانت مستعمرة بلجيكية خلال القرن الـ 19.

بريطانيا هي الأخرى لم تسلم من غضب المحتجين من تاريخها الاستعماري، ونشر محتجون اشرطة مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، إزال المتظاهريين المناهضين للعنصرية يوم الأحد الماضي تمثالا لتاجر العبيد السابق إدوارد كولستون من إحدى ساحات مدينة بريستول.

كما أزيل تمثال روبرت ميليغان من موقعه أمام متحف لندن دوكلاندز بواسطة رافعة آلية وسط التصفيق الحاد من الحاضرين، وقالت إدارة المتحف إن تمثال ميليغان الذي كان يمتلك مصنعين للسكر في جامايكا وأكثر من 526 عبدا "انتصب بشكل مزعج لفترة طويلة خارج المبنى" حسب ما نقله موقع (بي بي سي).

وكان عمدة لندن صديق خان، قد أعلن لوسائل الاعلام البريطانية إجراء مراجعة لكل التماثيل الموجودة في المدينة وأسماء جميع شوارعها، وقال إنه يجب أن "يزال" أي تمثال أو اسم شارع لها علاقة بالعبودية، وأضاف خان قائلا "لندن يجب عليها أن تواجه حقيقة مزعجة من التاريخ المرتبط بالعبودية".

يبدو أن الاحتجاجات الامريكية المناهضة للعنصرية قد اعادت للواجهة احداثا تاريخية دامية للدول الاستعمارية الأوروبية، كما سلطت الضوء على تبجيل وتكريم شخصيات عرفت عبر التاريخ بالتعصب والعنصرية، كما يمكن اعتبار موجة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية قادرة على ادانة تاريخ أوروبا الاستعمارية.

مساحة إعلانية