رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

242

أوباما.. خيارات محدودة بالعراق وشكوك حول ضربات جوية

14 يونيو 2014 , 10:32م
alsharq
واشنطن - وكالات

بعد عامين ونصف العام من إنهاء الرئيس، باراك أوباما، حربا أمريكية طويلة في العراق تبدو خياراته لمساعدة الحكومة العراقية في دحر هجوم للمتشددين ضئيلة وسط تزايد الشكوك أيضا حول مدى فاعلية الضربات الجوية حال اللجوء إليها.

ضربات جوية أمريكية

وسيكشف أوباما خلال الأيام القادمة، عن المدى الذي يمكن من خلاله التعامل مع الأزمة في العراق حيث يزحف متشددون جنوبا صوب العاصمة بغداد في حملة تهدف إلى إعادة إحياء خلافة إسلامية على مساحة من الأراضي تمتد عبر العراق وسوريا.

واستبعد أوباما، إرسال قوات لكن مسؤولين أمريكيين يقولون، إن الخيارات المطروحة تشمل توجيه ضربات جوية ضد مسلحين يهددون الحكومة التي يقودها المالكي، والإسراع بإرسال أسلحة وتوسيع نطاق تدريب قوات الأمن العراقية.

وقال مسؤولون، إن الولايات المتحدة كثفت بالفعل جمع المعلومات المخابراتية بإرسال طائرات بلا طيار للتحليق فوق العراق.

وتتزايد الشكوك داخل الإدارة الأمريكية وخارجها، حول ما إذا كانت واشنطن لديها الإرادة ناهيك عن القوات لمنع انزلاق العراق إلى آتون حرب أهلية قد تؤدي إلى تفتته.

ويقول مسؤولون، إن انهيار الجيش الذي دربته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في الشمال، عزز المخاوف من أن الوتيرة السريعة للأحداث تتجاوز قدرة الولايات المتحدة على السيطرة عليها.

وقال مسؤول أمريكي كبير "أنها فوضى عارمة".

وقال مصدر مطلع على خطط البيت الأبيض، إن الإدارة التي تأمل في تخفيف إخطار رد فعل أمريكي فاشل، قد تلجأ إلى اتباع نهج مرحلي، يتمثل أولا في محاولة دعم القوات العراقية وربما اللجوء إلى عمل عسكري مباشر إذا زاد تدهور الوضع.

ضربات نشطة

وتتركز القضايا الأكبر حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلجأ لضربات جوية إما بطائرات حربية أو بطائرات بلا طيار ضد متشددي الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين تحركوا سريعا للسيطرة على مدينتي الموصل وتكريت الشماليتين الأسبوع الماضي وباتوا يهددون حاليا بغداد.

ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية خيار اللجوء إلى مثل هذه الضربات الجوية بأنها "ضربات نشطة".

وقد يتم شنها من حاملات طائرات أو من القاعدة الجوية الأمريكية في أنجرليك بتركيا.

وقال البنتاجون، أمس الجمعة، إن حاملة الطائرات يو إس إس جورج إتش دبليو بوش، ومجموعتها البحرية الضاربة موجودة بالفعل "في المنطقة".

وقد يبعث أي هجوم جوي أمريكي برسالة قوية لقوات الدولة الإسلامية في العراق والشام حول التزام واشنطن بحماية الحكومة العراقية، لكن مسؤولي الأمن الوطني عبروا عن قلقهم بشأن قدرة الولايات المتحدة على استهداف مجموعات متنقلة من المسلحين وإلحاق أضرار جسيمة بقدراتها القتالية.

وقال مصدران بالأمن القومي الأمريكي، إن الضربات الجوية قد تفاقم الأزمة إذا ألحقت أضرارا بالمدن أو بمنشآت عراقية.

وتتمثل بواعث القلق الكبيرة أيضا في الخطر الذي قد يتعرض له أشخاص لا صلة لهم بالأمر.

نهج حذر

وقال أوباما أمس، إن أي إجراء عسكري قد يكون "محددا" و"دقيقا" في تصريح يعكس فيما يبدو الرغبة في اتخاذ نهج حذر يحول دون سقوط قتلى أو مصابين في صفوف المدنيين ويمنع انزلاق الأمريكيين الذين أنهكتهم الحرب إلى المستنقع الطائفي في العراق.

وقال مسؤول أمريكي سابق مطلع على الموقف، إن البيت الأبيض يسعى خلال مناقشاته مع الإدارة للحد من نطاق التدخل العسكري الأمريكي في العراق مما يلقي بشكوك حول ما إذا كان البيت الأبيض سيمضي قدما في خطة مقترحة للبنتاجون تشمل تقديم عتاد عسكري وتدريب واحتمال شن ضربات جوية.

وقال المسؤول السابق الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن أوباما وكبار مساعديه يركزون على زيادة المبيعات العسكرية لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ويشعرون بالقلق من اقتراحات استخدام طائرات بلا طيار ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، وتواجه فكرة التعجيل بإرسال أسلحة أمريكية للقوات العراقية عوائق أيضا.

ففي حين أن من الممكن تسليم شحنات أسلحة صغيرة ومعدات لمكافحة الإرهاب في المستقبل القريب فإن إرسال المعدات العسكرية الكبيرة مثل مقاتلات إف-16 وطائرات الأباتشي الهجومية يحتاج المزيد من الوقت.

ولكن يمكن الإسراع بنقل المزيد من صواريخ هيلفاير جو-ارض التي يطالب بها العراق.

وقالت شركة لوكهيد مارتن، التي تنتج هذه الصواريخ إنها ستعمل مع الحكومة الأمريكية للتسريع بإرسال هذه الشحنات إذا طلب منها ذلك.

مشاورات الكونجرس

لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من التحرك بسرعة كبيرة في هذا الأمر خاصة بعد ان رأوا المعدات التي قدمتها أمريكا مثل عربات همفي والمدفعية تسقط في ايدي المتشددين خلال تقدمهم الخاطف الأسبوع الماضي.

ويطالب البنتاجون، منذ أشهر وأحيانا في ظل مقاومة من صانعي القرار بالبيت الأبيض بمنح العراق حزمة من المساعدات العسكرية المتطورة لمحاربة التمرد.

لكن بعض المحللين يقولون، إن المقترحات المطروحة ليست كافية لمساعدة القوات العراقية في تحويل دفة الحرب ضد المتشددين الذين يواصلون التقدم.

وقال كين بولاك وهو مسؤول سابق بالمخابرات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض ويعمل حاليا في معهد بروكينجز للأبحاث، "يجب عليها (الإدارة) أن تفعل شيئا".

لكنه قال، إن المقترحات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بحزمة مكافحة الإرهاب، "لن يكون لها أي تأثير على الوضع".

وأشار إلى، إن هذه المقترحات قد تزيد الأمر تعقيدا عن طريق تعزيز مفهوم أن الولايات المتحدة تقف بشكل مباشر في صف حكومة العراق التي أثارت استياء قطاعات كبيرة من الأقلية بالبلاد.

وتشبه مداولات أوباما بشأن احتمال استخدام القوة العسكرية في العراق ما حدث في مناقشات العام الماضي حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد استخدام الأسلحة الكيماوية.

ووعد الرئيس مجددا "بالتشاور مع الكونجرس" لكنه لم يصل إلى حد القول بأنه سيطرح الأمر للتصويت في المجلس.

مساحة إعلانية