رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1403

لوحات القطناني ممزوجة بِالهَمِّ الفلسطيني

14 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
غزة- حنان مطير

فنان فلسطيني تغلغل موطنُه في وجدانه وهو الذي لم تطأهُ قدماه، حيث لجأت عائلته من قرية يازور قضاء مدينة يافا المحتلة عام 1948 نازحةً إلى مخيم "خان الشيح" بسوريا، فعاش وترعرع فيه "25 عامًا" قبل أن ينتقل للأردن.رائد القطناني تخرج من قسم التصميم الإعلاني-الاتصالات البصرية- بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1995، ليخوض غمار رحلته الفنية والمهنية في ميادين العمل متعددة الصنائع.

يقول القطناني "للشرق":" كلما أمسكتُ بالقلم رَنَتْ عيناي لفلسطين ورفرفت روحي حولَها، فأنا أحاول أن أكون دومًا قريبًا منها بروحي وفكري وقلمي ما دمت غير قادرٍ عن دخولها بجسدي". ويضيف:" لشدة حبي وشوقي لفلسطين وتعلقي الروحي بها كانت فكرتي حول مشروع تخرجي الجامعي هي توثيق تاريخ فلسطين باللوحات، القرار الذي اعتبره مشرفي على البحث قرارًا مجنونًا". ويتبع:" لقد أخبرني أن توثيق تاريخ فلسطين مشروع عمر وليس عاما، فاكتفيتُ بمشروع خاص بالتراث والأزياء".

ويشير إلى أنه اكتشف "أن لكل قريةٍ ثوبَها الخاص وأهازيجها الخاصة وربما حتى دبكتها الشعبية الخاصة وأن هناك رموزًا خاصة بكل ثوب يصل عمر بعضها إلى 8000 سنة، ليشتمل بحثي على 10 رموز، من بينها رمز الفارس أو الفرس، وهو رمز كنعاني كان له مكانة عظيمة في ثورة عام 1936 أيام الانتداب البريطاني حيث لم يكن هذا الرمز يُطرّز إلا على ثوب زوجة المناضل الفدائي المقاتل ضد البريطاني المحتلّ ولا يحق لأحدٍ غيرها أن ترتديه".يعبر:" منذ عام 1995 انقطعتُ عن الرسم وكنت مكتفيًا به كتدريس وطلبات، وعام 2015 عدتُ إليه، فوجدت نفسي كمن كان قد أضاع ابنَه ثم عثر عليه بعد سنين".

*تراب الوطن

تجلّت في لوحات القطناني مواقف عديدة من جماليات تلك المهنة الفلسطينية العريقة، أي حرفة "التطريز" الفلسطيني المتناقلة عبر الأجيال من الجدات إلى البنات والحفيدات، التي هي أشبه بقاطرة متواصلة من العطاء الشعبي. يعلق:" وكأنني بذلك كنت أحدد رغباتي وانحيازي لخياري الوطني وانتمائي لذاتي الفلسطينية الممجدة لتراب الوطن الفلسطيني وناسه الطيبين، وجموع الشعب الفلسطيني المنتشرين داخل حدود الوطن وخارجه في أماكن اللجوء". ويكمل:" لوحاتي مسكونة بالهم الفلسطيني وحركة نضاله المستمرة من خلال توظيف رمزية المقاومة المتجسدة بالحصان، أو بتشكيلات الفدائيين الفلسطينيين الذين يحملون بنادقهم المشرعة نحو جيوش الاحتلال الصهيوني، ودمائهم على راحتهم الممسكة بالسلاح".

*رموز وطنية

لقد زاوج القطناني بوضوح ما بين رموز مستعارة من واحة التاريخ العربي ودلالات الشخوص والمكونات الفلسطينية المتكاملة للريف والمدينة والبداوة، وإشارات المطرزات للأماكن المتداخلة في بنية تشكيلاته الفنية ككتل متجانسة وموزعة بحرفية ومهنية عالية، يشير:" إنها جامعة لرموز الماضي الفلسطيني السحيق مع الحاضر المقاوم المحمول بالتفاؤل وحلم العودة". فيما رموز التاريخ في مكوناته الحضارية والتراثية والنضالية بدت وكأن لسان حاله البصري يقول: إن فلسطين بكامل هيبتها ووقارها وتاريخها هي أرض عربية منذ فجر التاريخ حتى يومنا وإلى أبد الآبدين، لا مكان فيها للغرباء والدخلاء الصهاينة والعابرين. ومن جديد أراد القطناني أن يقدّم شيئًا من الشكر للفلسطينيين المؤثرين، في بلادِه عبر رسوماته الجميلة، فرسم المقدسية المرابطة هنادي الحلواني التي لطالما اعتقلت وأبعِدت عن القدس بتهمة رباطِها، رسم الشاعر العظيم سميح القاسم، وتوفيق زياد والفنانة ميساء الخطيب، والفنان التشكيلي الكبير سليمان منصور الذي أبدع برسم اللوحة الشهيرة "جمل المحامل" وكذلك الكاتبة لفلسطين وللطفل الفلسطيني روضة الفرخ الهدهد الذي وصفها بالمرأة المثمرة كبرتقال يافا، وغيرهم الكثيرين ليؤكد قول مشرفه الجامعي أن "فلسطين مشروع العمر".

مساحة إعلانية