رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

559

عضو سابق بالحزب الديمقراطي لـ الشرق: حسابات أمريكية إيرانية تحتم العودة للاتفاق النووي

13 سبتمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

 

استعرض ديفيد تشارلز هوس، زميل مجلس شيكاغو للعلاقات الدولية والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بالمركز الأمريكي لدراسة السياسات والإستراتيجيات، والعضو السابق بالحزب الديمقراطي الأمريكي، أبرز التوجهات السياسية بالداخل الأمريكي والإيراني والأسباب التي تعزز الدفع المشترك من أجل استعادة الاتفاق النووي الإيراني، معتبراً أن هناك مكاسب عديدة للغاية لكل من إيران وأمريكا بالعودة إلى الاتفاق الذي سيعود بالكثير من المكاسب المهمة للبلدين على أكثر من صعيد، معتبراً أن إضافة كبرى ستحققها العودة للاتفاق لكل من الرئيسين الأمريكي جو بايدن والايراني إبراهيم رئيسي في ضوء التحديات الداخلية في البلدين، كما أوضح أيضاً في تصريحاته لـ الشرق الطبيعة السياسية الداخلية والأسباب والعوامل التي تجعل من العودة للاتفاق النووي الإيراني في هذا التوقيت إيجابية للغاية، داعياً إلى عدم إضاعة الفرصة التي كانت اقتربت للغاية عبر المفاوضات الأوروبية، مؤكداً في الوقت ذاته أن هناك تحولات مهمة في المنطقة تنطلق من توجهات إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أجل تعزيز العلاقات مع دول الجوار ووجود علاقات مهمة تجمع بين إيران وعدة دول خليجية وامتلاك تلك الدول علاقات مهمة أيضاً مع أمريكا وضرورة وجود مبادرات إيجابية في تحول سياسي خاص من أجل تدعيم تلك الجهود لاستعادة الاتفاق النووي ونحو علاقات تبادلية أكثر تأثيراً براغماتياً لمصلحة الشعوب وحماية المصالح الإستراتيجية الحيوية وتدعيم الاستقرار الإقليمي وفي أسواق الطاقة وعلى أكثر من صعيد إيجابي.

◄ البعد الإستراتيجي

يقول ديفيد تشارلز هوس، زميل مجلس شيكاغو للعلاقات الدولية والباحث المتخصص بالشرق الأوسط بالمركز الأمريكي لدراسة السياسات والإستراتيجيات، والعضو السابق بالحزب الديمقراطي الأمريكي: إن الملاحظ على النهج الإيراني في ظل القيادة الحالية هو التوجه نحو تدعيم العلاقات مع دول الجوار بصورة إيجابية وكان هذا لافتاً في الزيارة التي عقدها الرئيس إبراهيم رئيسي إلى قطر منذ أكثر من عقد وكون قطر من الدول التي تحرص إيران على وساطتها وتطوير العلاقات معها، كما أن المنطقة في خضم التغيرات العديدة الأخيرة شهدت أكثر من توجه دبلوماسي يمكن أن يمنح فرصة لصيغ من الحوار بشأن ملفات معقدة، فإدراك البعد الإستراتيجي لضرورة بناء كثير من حلفاء أمريكا التقليديين لعلاقات أكثر براغماتية لأهدافهم ومصالحهم، كما لاحظنا أيضاً أنه بات هناك توجهات تربط المطامح الإقليمية بالتأثير السياسي في المشهد الأمريكي، كل تلك المعادلات التي تغيرت منبعها بكل تأكيد حالة الشك وعدم اليقين في جدية الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة ومشاهد الانسحاب من أفغانستان أيضاً زادت النظرة السياسية لحسابات كثير من الدول في بناء جسر علاقات يحمي حدودها ويحفظ مصالحها ويحقق توازناً في مناخ اقتصادي محتدم وتحديات داخلية عديدة وتطلعات دولية كبرى، هذا النهج لقى صداه أيضاً في أروقة الإدارة الإيرانية التي وإن اتسمت بالمحافظة إلا أن عداءها الرئيسي كان مع أمريكا وليس مع الجوار، وإيران في محاولات بسط النفوذ الإقليمية كانت بالأساس تتحرك عبر حروب الوكالة لما خلفته أمريكا من فشل كبير عسكرياً وسياسياً في حروبها وتدخلاتها العسكرية في المنطقة، كما أنه مما لا شك فيه أن وجود رؤية من الجوار تكون إيجابية في سياقها الخاص بتدعيم المميزات التي يمكن تحقيقها والفرص والمكاسب المستقبلية من أجل تحفيز إيران مرة أخرى للعودة الجادة في مباحثات استعادة النووي والاقتناع أخيراً بالامتثال من أجل رفع العقوبات فيما يتعلق ببرنامجها وأنشطتها النووية، كما أن قطر وعمان ليس وحدهما اللتان تجمعهما علاقات خليجية مع إيران فحتى الإمارات لديها علاقات رسمية مفتوحة الآن ومئات الملايين من الدولارات في التبادل التجاري والاستثمارات، كل هذا عموماً يقول إن وجود هذا التوجه شيء مهم يجب تعزيزه من أجل توجيه الحوارات والمقترحات والجهد الدبلوماسي والامتيازات الخاصة الاقتصادية والجيوسياسية من أجل استعادة الاتفاق النووي من أجل تدعيم الاستقرار الإيجابي بالمنطقة.

◄ الموقف الإيراني

وتابع ديفيد تشارلز هوس، العضو السابق بالحزب الديمقراطي الأمريكي، في تصريحاته لـ الشرق: لا شك في أن هناك حسابات واعتبارات سياسية رئيسية في الداخل الأمريكي وأيضاً الإيراني فيما يتعلق بالرؤية التي يتم بها تقديم تلك المفاوضات الصعبة داخلياً سواء في إيران أو في داخل أمريكا وأمام العالم، لا أحد يريد أن يتورط عموماً في التعجل نحو اتفاق غير مكتمل يكون ما يترتب عليه يحمل ضرراً مباشراً على أي من المصالح المشتركة، وأيضاً هناك إدراك بالداخل الإيراني أن انتقادات عديدة وجهت لخطوة عقد الاتفاق النووي من الأساس وتحميل اللوم والمسؤولية لتبعات الانسحاب الأمريكي المنفرد في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فكان هذا مصدر إحراج داخلي كبير بكل تأكيد في نظرة داخلية ترى أمريكا في الصورة السلبية ذاتها كعدو لإيران بغض النظر عن الإدارات الرئاسية ومدى الضرر الذي ألحقته بعض الإدارت الامريكية بالمنطقة على أكثر من صعيد، فلا شك أن فقدان الثقة والحذر الشديد من أمريكا أمر شبه متوارث في الجينات السياسية في الداخل الإيراني بأقطابه المتشابكة، ولا شك أيضاً أن انتقادات عديدة طالت إدارة الرئيس روحاني السابقة في ايران منذ الإعلان عن انخراطه في تلك المفاوضات لعقد الاتفاق النووي، وأيضاً في خطوة الانسحاب من الاتفاق في عهد إدارة ترامب، وأيضاً هناك اعتبارات مهمة تتعلق بالصورة التي تقدم بها الإدارة الرئاسية الإيرانية إلى الداخل في ظل تحديات عديدة أهمها الوضع الاقتصادي بالقطع وتؤمن الإدارة الإيرانية بأهمية العودة إلى الاتفاق النووي وحتمية ذلك حتى، ولكن بتحقيق مكاسب رئيسية وحيوية يمكنها حل التعقيد الاقتصادي وأيضاً الحفاظ على صورة الإدارة كونها نجحت في الظهور بصورة قوية في المفاوضات مع أمريكا والغرب لما في ذلك من أهمية محورية في توطيد مكانتها الداخلية.

◄ الموقف الأمريكي

واستكمل ديفيد تشارلز هوس، تصريحاته موضحاً: وفي المقابل تجد أن إدارة الرئيس بايدن قد واجهت هي أيضاً من البداية تحديات عديدة في أكثر من ملف داخلي فكانت البداية مع جائحة كورونا والاقتصاد وملفات الهجرة والعنصرية والانقسام الداخلي واستعادة العلاقات مع الحلفاء وما واجهته أيضاً من تحديات الانسحاب من أفغانستان ثم التصعيد الروسي في أوكرانيا والذي خلف أثاراً هائلة سياسياً واقتصادياً وعلى جميع الأصعدة، وفي الفترة القريبة واجهت إدارة بايدن أيضاً تحديات مرتبطة بالشعبية وانتخابات التجديد النصفي وارتفاع أسعار الطاقة ووفرتها والتبعات الاقتصادية، وأيضاً ترغب إدارة بايدن بكل تأكيد من استعادة الاتفاق النووي كمكسب مهم لها ولكن أيضاً دون أن تظهر بكونها في موقف ضعيف أو أنها هي التي تنازلت لإيران، بل ترويج العودة للاتفاق بكون سياسات العقوبات والمفاوضات الحاسمة التي انخرطت فيها الإدارة هي التي دفعت بإيران للعودة مرة أخرى للاتفاق النووي، وفي خلال كل تلك التصورات بين الجانبين تجد أن ضرورة العودة للاتفاق تحمل العديد من المكاسب الاقتصادية للجانبين سواء على صعيد الطاقة وعلى صعيد الدور السياسي، وكذلك الكثير من المكاسب المهمة لكل من الإدارتين الرئاسيتين، وسيساعد هذا التحسن الناتج عن العودة للاتفاق النووي، إلى حل أزمات داخلية عديدة يمكنها رفع الأرصدة الشعبية وتوطيد المكانة السياسية، فضلاً عن أهمية الاتفاق الحيوية والرئيسية بالأساس في وضع حد لحرب تسليح نووية إقليمية وتخفيف التوترات وحروب الوكالة وتأمين خطوط شحن وتوريد الطاقة وحركة الملاحة وتوفير موارد إضافية للطاقة في سوق أوروبية متعطشة وتدعيم سبل السلام الإقليمي وفتح المجال لإصلاح العلاقات مع الجوار وتحقيق مكتسبات دبلوماسية وسياسية، كما ستستفيد أوروبا بكل تأكيد من مباشرة الاستثمارات وتوفير موارد للطاقة ومكسب للاتحاد الأوروبي بوكالاته العاملة في ترويج الاستثمارات في السوق الإيرانية وأيضاً كمكسب سياسي في التوسط الناجح للعودة لاتفاقية العمل المشتركة الشاملة 2015 والعديد من المميزات الإضافية التي تجعل من الجهود الأوروبية الحثيثة والمبادرات القطرية الإقليمية الإيجابية أمراً حيوياً من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد صيغة مهمة من شأنها العودة للاتفاق بمراعاة الاعتبارات السياسية الخاصة، وتحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية الداعمة للمشهد الدولي في الوقت ذاته.

مساحة إعلانية