ثقافة وفنون

3651

مشاعل الحجازي لـ الشرق: "بيت أمي لولوة" يعيد تشكيل الماضي بطريقة مصورة

تعيد المصورة الفوتوغرافية مشاعل الحجازي تشكيل الماضي الذي عاشته في طفولتها بطريقة سردية للصور، من خلال ابتكار معرض "بيت أمي لولوة" الذي يأتي ضمن مهرجان قطر للصورة "تصوير" الذي أطلقته متاحف قطر، تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر..

وقد قامت الحجازي، بتطوير أعمالها التصويرية في منطقة مشيرب على مدى السنوات الخمس الماضية، وعرضها في معرضها "بيت أمي لولوة" وهو موجود في بيت النجادة رقم 15، ويعد جزءا من مجموعة بيوت يعود بناؤها لخمسينيات القرن الماضي، وتم ترميمها والحفاظ عليها.

وأوضحت المصورة الفوتوغرافية مشاعل الحجازي في لقاء خاص مع الشرق، أن مشروع "بيت أمي لولوة" يعد جزءا من مشروع "توثيق" الذي يقوم على توثيق الفرجان والأحياء القديمة، وبث الروح فيها، باعتبارها ذاكرة تاريخية للوطن، لافتة إلى أن مهرجان "تصوير" جاء لتسليط الضوء على المصور المحلي، وإتاحة الفرصة أمامه للاطلاع على تجارب المصورين العالميين.

مشروع فني

وتحدثت مشاعل الحجازي بداية عن مشروعها "بيت أمي لولوة" وهو بمثابة معرض فني يحتضن مجموعة من الصور الفوتوغرافية، ببيت قديم تم إحياؤه في منطقة النجادة، قائلة:" مشروع بيت أمي لولوة من المشاريع الفنية المهمة في مشواري الفني، وهو يعد جزءا من مشروع "توثيق" الذي أقوم من خلاله على توثيق الفرجان والأحياء القديمة، وبث الروح فيها، باعتبارها ذاكرة تاريخية للوطن، خاصة منطقة مشيرب والمناطق التي تقع حولها، حيث تربطني بمشيرب علاقة وذكريات كثيرة لذا فقد حرصتُ على توثيق هذه المنطقة حتى تبقى في ذاكرة الأجيال"، موضحة بأن مشروع "بيت أمي لولوة" يأتي ضمن معرض "التراث بعدسة معاصرة" الذي يبث الحياة في مواقع تراثية في إطار مهرجان قطر للصورة "تصوير" الذي أطلقته متاحف قطر.

وأشارت الحجازي إلى أن منطقة النجادة تعد من المناطق القريبة من منطقة مشيرب والتي قامت فيها بالتقاط مجموعة ضخمة من الصور وثقت فيها أبرز التطورات والتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية، وقالت:" لم أكن أعلم بأنه سيأتي يوم وسوف أنفذ مشروعًا فنيًا في أحد البيوت بمنطقة النجادة بعدما يتم ترميمه، ولكن بحمد الله وفضله تم اختياري للمشاركة في مهرجان تصوير بنسخته الأولى، من خلال مشروع بيت أمي لولوة والذي يقع في منطقة النجادة، وسعدتُ جدًا بهذا الاختيار لأنني أملك مجموعة كبيرة من الصور التي التقطتها ووثقتها بكاميرتي لهذا البيت العتيق الذي يقبع خلف جدرانه الكثير من ذكريات وحنين الماضي"، مؤكدة بأن مشروع "بيت أمي لولوة" فكرته قائمة على إعادة إحياء البيت وبث الحياة فيه، وإعادة الناس إليه.

لحظة عفوية

وحول مراحل المشروع أوضحت المصورة الفوتوغرافية مشاعل الحجازي، بأن المشروع بدأ في شهر أغسطس الماضي، وأمتد لأشهر طويل، حتى جاء تدشينه في مارس الماضي ضمن مهرجان قطر للصورة "تصوير"، وقالت:" كنتُ حريصة جدًا ألا أخرج من إطار هذا البيت وما تحمله من ذكريات لدى أصحابه، ولدى جيرانه، لذا فقد اخترتُ الأشخاص الذين تربطهم علاقة وذكريات مع هذه المنطقة، إلى جانب اختيار الأشخاص المقربين مني سواء من أقاربي أو أصدقائي ليكونوا أبطال هذا المشروع، وحرصتُ على اقتناص اللحظة والثواني، والتقاط اللحظة العفوية، بحيث يظهر الشخص على طبيعته وبساطته كبساطة البيت"، مشيرة إلى أن اللقطات العفوية التي يلتقطها المصور دائمًا تصل إلى المتلقي بطريقة أفضل.

كما لفتت الحجازي إلى أنها ركزت على التقاط عدد من البروتريهات للأطفال، وحرصت أيضًا أن تلتقط اللحظات العفوية، وأن تكون الصور أكثر عفوية، موضحة بأنها واجهت العديد من التحديات في تعاملها مع الأطفال إلا أن وجود أولياء الأمور بجانبها ودعمهم لمشروعها جعلها تنجز عملها على أكمل وجه حتى يخرج "بيت أمي لولوة" بهذه الصورة للعالم، منوهة في هذا الإطار بأن المعرض مغلق حاليًا، وذلك تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا، إلا أن يمكن للمهتمين متابعة أخبار المشروع عبر حسابات متاحف قطر في مواقع التواصل الاجتماعي.

دعم المصورين

وفيما يتعلق بأهمية المهرجان ودعمه للمصورين المواطنين. أكدت مشاعل الحجازي أهمية المهرجان، وهو يعد الأول من نوعه في قطر والمنطقة، قائلة:" المهرجان يتيح للمصورين المحليين فرصة لإظهار مواهبهم وقدراتهم في مجال التصوير الفوتوغرافي، في حين يتيح لهم مساحة لترجمة إبداعاتهم وأفكارهم على أرض الواقع، إلى جانب ذلك يوفر لهم فرصة للاطلاع على التجارب العالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي من خلال المعارض الفنية المشتركة"، موضحة أن على الرغم من ظروف كورونا، إلا أن النسخة الأولى من المهرجان شهدت مشاركة واسعة من قبل المصورين المحليين والعالميين، فيما نجحت نجاحًا كبيرًا وقالت:" كان لي الشرف أن يتم اختياري للمشاركة في المهرجان من خلال مشروعي، وأنا سعيدة جدًا وأتمنى أن أقدم كل ما هو مميز في هذا العالم".

ويأتي مشروع "بيت أمي لولوة" ضمن معرض "التراث بعدسة معاصرة" الذي يبث الحياة في مواقع تراثية عبر مجموعة من ثلاثة أعمال تركيبية خاصة، بالتعاون مع المكتب الهندسي الخاص، ومطافئ، وسوق واقف، فيما يأتي العمل الثاني للفنانة هدير عمر وهو متواجد في قلعة الكوت بالقرب من سوق واقف، ويقام بالتعاون مع سونيك جيل وكاتيا كولوفيا وفيه عرض اللحظات التي عاشتها الفنانة في السوق، أما العمل الثالث بعنوان " الانعكاس ما بين الفراغ"، وقد قامت الفنانة شاهة الخليفي بابتكاره خصيصا لقصر الريان، معتمدة في ذلك على خبرتها في البحث حول المساحات المعمارية وتفسيرها من خلال التصوير الفوتوغرافي، فيما سيضم معرض "التراث بعدسة معاصرة" أيضا مشروع مجتمع التصوير الفوتوغرافي طوال فترة المهرجان في بيت الوكرة، الفضاء الابتكاري من مطافئ، في سوق الوكرة، مع نادي أنالوق فيلم.

مهرجان تصوير

وقد انطلقت فعاليات مهرجان قطر للصورة "تصوير" في 24 مارس الماضي، ببرنامج غنى بالفعاليات، اشتمل على المعارض وجوائز الشيخ سعود آل ثاني للصورة الفردية والمشاريع الفوتوغرافية، والأعمال الخاصة، والأعمال المشتركة، وورش العمل التي ترسم معالم التصوير الفوتوغرافي المبتكر على مستوى العالم وتستقطب دوائر المصورين وهواة التصوير في قطر ومنطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا، وتمثل أحد المحاور الرئيسية لمهرجان "تصوير" في نسخته الأولى تقديم جائزتين في ذكرى الشيخ سعود آل ثاني (1966-2014)، أحد أبرز جامعي المقتنيات في قطر والذي ساهم بشكل كبير في تشكيل مجموعة متحف الفن الإسلامي شديدة التميز، وقد قامت "فوتو آرت قطر" باختيار وتقييم أكثر من 200 صورة مشاركة في جائزة الشيخ سعود آل ثاني للصورة الفردية لعام 2021، ليتم تنسيقها وعرضها في معرض افتراضي على tasweer.qa، وعلى شاشات العرض في مرافق مؤسسة حمد الطبية، ويمكن الاطلاع على أعمال المصورين العشرة الفائزين في البهو الرئيسي لبرج الدوحة.

اقرأ أيضاً

الشعراء يصدحون بقصائدهم في كتارا

تعيينات إدارية جديدة بالقطاع الرقمي بشبكة الجزيرة

«صوت هند رجب» يفتتح «الدوحة السينمائي» اليوم

أخبار ذات صلة

انطلاق البرنامج المهني للناشرين العرب ضمن معرض الكويت الدولي للكتاب

متاحف قطر تفتتح معرض "ذي إيديت" للتصميم بعد غد بمشاركة 20 علامة محلية وإقليمية وعالمية