رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1241

خبراء أمريكيون لـ الشرق: مفاوضات الدوحة حجر أساس لسلام أفغانستان

13 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
د.أنتوني ريفيز
واشنطن- زينب إبراهيم

أوضح مسؤولون سابقون بالخارجية الأمريكية والأمم المتحدة في أفغانستان، أهمية تحقيق السلام في ضوء ما تم إنجازه في الشهور الماضية في الدوحة، معتبرين اتفاق الدوحة 29 فبراير التاريخي حجر أساس جهود تحقيق السلام في المشهد الأفغاني، مؤكدين في تصريحاتهم لـ الشرق أن مؤتمر إسطنبول يعزز الجهود الدولية والأمريكية التي تحركت في الفترة الماضية من أجل تنشيط المفاوضات وتسريع وتيرة التفاوض، ذلك مع قرب الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية الذي تم تحديده في اتفاق الدوحة، مؤكدين أن الجهد الدولي لتحقيق سلام أفغانستان ونقل مائدة التفاوض إلى موسكو وأنقرة ينضم إلى جهود الدوحة ويستكملها في عدد من الملفات المهمة الخاصة بالأطروحات الخاصة بمستقبل السلام الأفغاني، كما أشاروا إلى خريطة الطريق الجديدة التي يستعد لتقديمها أشرف غني رئيس الجمهورية الأفغانية الإسلامية بمؤتمر إسطنبول، وأيضاً أهمية وضع حد للعنف من أجل تحقيق تطلعات الشعب الأفغاني في الاستقرار والتنمية.

◄ الأكثر جدية

تقول لورا إي ميلر، الممثل الأمريكي الخاص بالإنابة لأفغانستان وباكستان بوزارة الخارجية الأمريكية سابقاً، والتي شغلت منصب كبير مستشاري مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، وكبير مستشاري المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة البلقان، ونائب السفير الأمريكي لقضايا جرائم الحرب، والتي شغلت أيضاً منصب مدير شؤون العلاقات الدولية الغربية بمجلس الأمن القومي الأمريكي، وتشغل حالياً مدير برنامج آسيا بمجموعة الأزمات الدولية، وخبير أول بمعهد أمريكا للسلام وأستاذا مساعدا في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورجتاون وأستاذا مساعدا للقانون: إن ما جرى في الأعوام الأخيرة بالدوحة تحقق فيه الكثير مما كان مستبعداً في السابق، من خلال كونها أكثر المفاوضات جدية في تاريخ أمريكا بشأن الموقف من السلام الأفغاني، وأيضاً بوجود طالبان بشكل رئيسي على مائدة التفاوض الجاد، ووجود فرصة إيجابية من أجل تكملة الاتفاقات والوصول إلى اتفاقات توافقية جديدة، فكانت الدوحة حجر أساس المفاوضات الخاصة بتحقيق السلام بأفغانستان وما نتج عنها من اتفاقات سابقة أو وضع مسودة وخريطة طريق وأطروحات جديدة سواء من الحكومة الأفغانية أو الإدارة الأمريكية في هذا الصدد، وأريد توضيح أن مسار التفاوض في الدوحة إن كان يمر بنسق به بعض الوقت أو بوتيرة أبطأ من التوقعات والآمال المنتظرة ولكن ذلك يرجع لأن طبيعة عمليات السلام عموماً أن تسير بواقع بطيء وبتحسن إيجابي مع الوقت، وذلك لأن القضايا التي يتم طرحها ومناقشتها هي بطبيعتها معقدة وحساسة بل وحاسمة للغاية أيضاً لدى الأطراف المنخرطة، وبكل تأكيد في المقابل تجد أهمية السلام العاجلة تدفع لمشاركة الجهود الدولية للقوى المنخرطة في تنشيط وتحريك دفة التفاوض لسرعة الوصول إلى نتائج منتظره، وتبقى الأسباب الخاصة بتعدد الجولات والأطروحات في ضوء ذلك مفهومه ولكن أهمية السلام العاجلة تظل موجودة أيضاً للوصول للأهداف المنتظرة.

◄ التزام بالتعهدات

وتابعت لورا ميلر تصريحاتها موضحة: إن الموقف الأمريكي الخاص بانسحاب القوات يخضع لمرحلة تقييم إستراتيجية، فمضمون ما تم الاتفاق عليه من موعد موضح باتفاق الدوحة أول مايو كان من الصعب في ظل إدارة جديدة وجدت هذا الملف على طاولتها ألا تقوم بفترة مراجعة لمضامينه، خاصة أن البنتاغون حذر فيما يتعلق بالمسائل الإستراتيجية، وأيضاً حركة طالبان عليها ضرورة إبداء مرونة في تقبلها فكرة تأجيل الموعد النهائي الخاص بانسحاب القوات الأمريكية ورهن ذلك بالمفاوضات، وأتوقع من ضوء مؤشرات وتصريحات الموقف الأمريكي بأن واشنطن ستواصل التزاماتها وتعهداتها الخاصة بعملية السلام والدفع من أجل تحقيقها والعمل المشترك على تنشيطها عبر الأدوار الدبلوماسية لزلماي خليل زاد المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، والأطروحات الخاصة بتشكيل حكومة ائتلافية بممثلين من أعضاء طالبان.

◄ وقف العنف

ويقول د. أنتوني ريفيز، عضو فريق الخبراء بالأمم المتحدة سابقاً بأفغانستان وأستاذ العلوم السياسية بجامعة إلينوي وعضو مجلس شيكاغو للشؤون الخارجية والسياسة الدولية: إن هناك اختلافات عامة ومواضيع ذات صلة لها بعد مهم في عملية التفاوض، أولها ما يتعلق بالحد من أعمال العنف، وهو الهدف المشترك والرئيسي بكل تأكيد، ولكن ذلك يأتي عبر توضيح مضمون الاتفاقات السابقة، فما تم في الهدنة السابقة قبل توقيع اتفاق 29 فبراير والتمثيل الدبلوماسي والعسكري الأمريكي النشط من أجل صياغة بنود استراتيجية عسكرية في الاتفاق تتبعها إجراءات خاصة بالإفراج عن جميع معتقلي طالبان بالسجون الأفغانية ورفع عقوبات الأمم المتحدة على الحركة، مقابل خفض أعمال العنف وقطع العلاقات التي تجمع بين طالبان وتنظيم القاعدة، وفي المفاوضات الخاصة بالطرح الأمريكي هناك بنود تشمل البعد العسكري واستهداف الوحدات الأمنية وعددا من المحددات التي وضعتها واشنطن ترى طالبان أنها بمثابة وقف كامل لأعمال العنف، وأيضاً هناك حذر فيما يتعلق بالتمثيل الائتلافي بحكومة انتقالية جديدة، ولكن عامل الوقت والموقف الأمريكي الخاص بانسحاب القوات أيضاً يدفع واشنطن لتسريع وتيرة الأطروحات الخاصة بالتفاوض وهو ما يتم الاعتزام لطرحه في مؤتمر إسطنبول، فلدينا الآن طرح من الرئيس الأفغاني أشرف غني يشمل عددا من بنود خفض العنف والانتخابات الرئاسية وغيرها من الأجندة الشاملة للسلام حسبما أكد في مباحثاته الخاصة مع زلماي خليل زاد والتي جرت في الأيام الأخيرة وذلك من أجل طرحه في مؤتمر إسطنبول المهم.

◄ أدوار دبلوماسية

ويختتم ريفيز تصريحاته لـ الشرق موضحاً أن أسباب مؤتمر موسكو ومؤتمر إسطنبول لا تنفصل عموماً عن مضامين مفاوضات الدوحة أو بديلاً عنها خاصة مع الدور التاريخي لتلك المفاوضات للوصول إلى نتائج مهمة، ولكن الأمر يتعلق بالتوقيت الحاسم الذي نتجه إليه مع قرب الموعد النهائي الخاص بانسحاب القوات الأمريكية، والمخاوف من رفع مستويات العنف أو وجود هجمات على القوات الأمريكية، وهو ما دفع واشنطن لأن تكثف الجهد الدبلوماسي عموماً وتحاول ضم جهود دولية عديدة لتسريع وتيرة التفاوض، وتأتي فكرة تحقيق وقف للعنف حسبما ترغب أمريكا يستمر لمدة ثلاثة أشهر وأيضاً ضمان وضعية إيجابية للسلام المستدام يكون خفض العنف المحدد الرئيسي لتنفيذها، من أجل الوصول إلى اتفاق دولي وداخلي تكون له طبيعة طويلة الأمد يحقق الاستقرار والتنمية المنشودة.

مساحة إعلانية