رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

972

السوريون أسرى الاكتئاب والقلق بعد 4 سنوات من الحرب

13 مارس 2015 , 02:21م
alsharq
دمشق، القاهرة – بوابة الشرق، وكالات

يعاني العديد من السوريين، المرهقين جراء العنف والمنهكين بفعل الأزمة الاقتصادية، من حالات اكتئاب واضطرابات نفسية بعد 4 سنوات من حرب مدمرة.

وكشفت وزارة الصحة السورية نهاية شهر فبراير الماضي للمرة الأولى عن حجم الضرر، حيث قالت: ازدادت الاضطرابات النفسية بنسبة 25% عما كانت عليه قبل بدء النزاع، وارتفعت محاولات الانتحار بشكل لافت فيما يحتاج 40% من السوريين إلى دعم نفسي واجتماعي.

حالة إنسانية

ويروي أخصائي في القلب أن سيدة سورية في الـ 55 قصدته في عيادته بوسط دمشق لتشكو معاناتها من آلام في الصدر ودقات قلب سريعة، لكن الطبيب أصر على أن هذه العوارض ليست مرتبطة بخلل جسدي.

يداهم تنظيم "داعش" عدد من القرى الآشورية في سوريا ويطارد قاطنيها

ويتابع الأخصائي أنها غالبت دموعها فجأة قبل أن تقول: "قتل 2 من أبنائي في المعارك، ابني الثالث في السجن ولا أعرف شيئا عنه".

ويشير الطبيب إلى أن 4 من كل 10 مرضى يقصدون عيادته يعانون من الإجهاد والاضطرابات النفسية، وهم في الغالب من النازحين الذين تدنى مستوى معيشتهم بسبب الحرب، ويقول: "يعانون الاكتئاب والقلق نتيجة النزاع، ويظهر ذلك أحيانا من خلال عوارض جسدية".

ويقدر طبيب نفسي يستقبل المرضى في عيادته الصغيرة الواقعة في حي تجاري في دمشق أن "عدد حالات الاكتئاب والتناظر ما بعد المرض النفسي ارتفعت بنسبة 30%" منذ بدء النزاع عام 2011، ويلفت إلى أن من عوارض هذه الحالات التوتر والقلق والكوابيس.

ويؤكد الطبيب المتخصص في فرنسا أن السوريين باتوا يعانون من "وهن" نفسي وجسدي، ويقول: "يخاف الناس من العنف ويعتريهم القلق حيال مستقبلهم".

نتائج الحرب

تسببت الحرب خلال 4 سنوات بمقتل أكثر من 210 آلاف شخص ونزوح نحو 11.4 مليون سوري من منازلهم داخل سوريا وخارجها، دون أن تظهر في الأفق أي حلول بعد، ويتفاقم الوضع كل يوم مع الفظاعات التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقد دمرت الحرب البنى التحتية في سوريا ومحت مناطق واسعة من الوجود وعطلت الاقتصاد الذي تراجع 3 عقود إلى الوراء، وفقدت العملة السورية 80% من قيمتها وبات نصف السكان عاطلين عن العمل.

في موازاة ذلك، تولي راهبات مركز الراعي الصالح الذي كان يستقبل قبل بدء الحرب ضحايا العنف الأسري، الأولوية اليوم لتقديم الدعم النفسي إلى النازحين.

وتوضح منسقة برامج الدعم النفسي رشا طيري أن الاتصالات بالمركز لمساعدة الناس المنكوبين، تضاعفت منذ عام 2011.

ويقول أبو سامر، مالك متجر كبير لبيع الأثاث فرغ من زبائنه: "نحن يائسون عمليات القتل مستمرة، لا مازوت للتدفئة، لا كهرباء، أسعار غاز الطهو ليست بمتناولنا"، ويضيف: "لا أعلم ما سيكون عليه مستقبلي".

النازحون السوريون الي لبنان

الاضطرابات النفسية

ولم تستثن الاضطرابات النفسية، وفق طبيب نفسي، البالغين والأطفال، وتروي صباح، أربعينية، كيف أن طفلتها البالغة من العمر عامين أصيبت في إحدى المرات بما يعرف بـ"الوسواس القهري" الذي من عوارضه الشعور باستمرار بحاجة ملحة لدى المريض لنتف شعره.

وتعترف صباح بأنها استعانت من جهتها بالمهدئات، وتضيف: "كنا نقيم في منطقة ركن الدين "شمال دمشق".. كنا نسمع أصوات القصف القوي ومداهمات الجنود، اختفت الاضطرابات عندما غيرنا مكان إقامتنا".

وتلاحق الكوابيس طوال الليل كلا من الشقيقين علي "5 أعوام" وكاوا "7 أعوام"، وتقيم عائلتهما في جرمانا، ضاحية دمشق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والتي تشهد غالبا سقوط قذائف مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، كما شهدت في الماضي تفجيرات عدة.

ويوضح طبيب نفسي أن تداعيات النزاع ستكون جسيمة على المدى الطويل، ويقول: "تظهر الإعاقات الجسدية والعقلية أكثر عند انتهاء الحرب لأن الناس منهمكون اليوم بتوفير حاجاتهم الأساسية من تدفئة وغذاء وسواهما".

مساحة إعلانية