رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

300

الحرب غيرت مجرى حياتنا..

مواطنون غزيون: شكراً قطر ومصر

12 أكتوبر 2025 , 06:51ص
alsharq
❖ غزة - محمـد الرنتيسي

علت صرخات الأطفال على أصوات الانفجارات وحطام الحرب في قطاع غزة، وبانت سجدات الشكر على الغبار وفوق الركام، بعد أن أغلق اتفاق شرم الشيخ في مصر 24 شهراً من العدوان، إذ أفضت الجهود السياسية التي تصدت لها الدوحة والقاهرة وواشنطن، إلى اتفاق لوقف الحرب، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، ما أشعل قناديل الفرح في عموم أرجاء قطاع غزة، فيما بدا وكأنه «مراسم وداع» لأقسى الحروب، وأكثرها فظاعة. 

وعلى وقع آخر الغارات، والتحليق الأخير لطائرات الاحتلال الحربية في سماء قطاع غزة، في سياق ما يصطلح عليه عادة في أي اتفاق لوقف إطلاق النار بـ»سباق الضربة الأخيرة» رد الغزيون برشقات فرح عمّت مراكز اللجوء ومخيمات النزوح، وامتدت إلى قلب غزة، وتخللها إطلاق للنار في الهواء والمفرقعات النارية، بينما جابت المسيرات العفوية شوارع غزة، وأطلقت المركبات أبواقها، احتفالاً بالتوصل إلى اتفاق وقف النار.

لم تكن مشاهد الفرح الممزوجة بالدموع، التناقض الوحيد في أولى لحظات ما بعد الحرب في قطاع غزة، إذ انفجر الشارع الغزي بنوبات هتاف وأهازيج، وهم يكتبون وداعية الحرب التي استمرت على مدار عامين، وشوهد المئات وهم يخرجون من قبضة الخيام والنزوح والتشريد، ورغم الحزن الشديد الذي ران على قلوب الغزيين، وألم الفقد لأعداد هائلة من الشهداء والجرحى والمفقودين، وكل ما يرمز للحياة، إلا أن أجواء من البهجة أطبقت على قطاع غزة.

وتعاكست رياح الدبلوماسية مع دمار كبير لف قطاع غزة، لكن فرحة النازحين بينما كانوا يتأهبون للعودة إلى منازلهم، طغت على المشهد، فما أن انبلج قرار وقف إطلاق النار، حتى دوّت صافرات الفرح بانتهاء الحرب الدامية، وكانت أجواء غزة تشي بأن الحرب الأكثر توحشاً في تاريخ الفلسطينيين، توارت أخيراً خلف أكوام الركام.

«انتظرنا هذا اليوم على أحر من الجمر، وفرحتنا اليوم لا توصف، سنعود إلى منازلنا ونعمرها، ونحمد الله أن كتبت لنا الحياة حتى نعيش فرحة انتهاء الحرب» هكذا عبّر النازح علاء أبو غوش عن سعادته الطاغية، بانتهاء جحيم الحرب، كما وصفه، موضحاً: «لأول مرة منذ عامين، سننام ليلنا الطويل، دون ضجيج الطائرات، وهدير المسيّرات، وأصوات القذائف والانفجارات».

ولفت إلى أنه لم ينم منذ أيام، وهو يتابع مجريات المفاوضات في شرم الشيخ، والتي كانت تؤشر على قرب التوصل إلى الاتفاق، مبيناً أنه ينوي العودة إلى بيته في غزة، ولو استحال رماداً.

بينما قال فادي الزيتاوي: «مرّت علينا أيام قاسية مجحفة، وتعاقبت علينا الغارات بوتيرة تصاعدية، وفقدنا أحبة وأقارب وأصدقاء، ولكن الحمد لله أن الحرب توقفت.. شكراً لقطر التي واصلت جهودها رغم العدوان الإسرائيلي عليها، ولمصر التي ضاعفت جهودها السياسية في اللحظات الأخيرة، من أجل أن يتم الاتفاق».

وتابع: «آن الأوان كي نستريح، الحرب حرقت أعصابنا، وغيرت مجرى حياتنا.. فرحتي ممزوجة بحرقة وغصة على فقدان 4 من أفراد عائلتي، ولكن هذا قدرنا.. المنازل سنعمرها، وسنعيد الحياة إلى غزة قريباً».

الغزيون أخذوا يلاحقون آخر فلول الحرب، لكن حرب العامين، ستظل محفورة في وجدانهم لأجيال وأجيال، وسيظل بؤس الحرب يداهمهم ويحاصرهم، حتى وإن أخمدت كرة النار، إذ ما يزيد على مليون ونصف المليون نازح قصدوا العودة إلى منازلهم، لكنهم لم يجدوا غير الركام.

مساحة إعلانية