رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

355

المالك: لجان إدارية تسابق الزمن لترتيب المركز الشبابي للفنون

12 سبتمبر 2015 , 07:51م
alsharq
أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

ثوب جديد ارتداه المركز الشبابي للفنون، بعد دمج مركزي الفنون المسرحية والموسيقية إليه،عقب تغيير مسماه من المركز الشبابي للإبداع الفني، الأمر الذي يثير معه العديد من الأسئلة حول الحلة الجديدة للمركز ، وطريقة عمله، وانعكاسات هذا الدمج على الفنون المقدمة لفئة الشباب في قطر.

هذه الأسئلة وغيرها طرحتها "الشرق" على الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز، والذي كشف عن تشكيل لجان إدارية حالية لترتيب البيت من الداخل ، بغية تحقيق انطلاقة قوية للمركز تعمل على النهوض بالفنون المقدمة إلى الشباب، وهو ما يستهدفه المركز بالدرجة الأولى.

واستبعد المالك ما يقال عن العصف بعددٍ من موظفي المركزين السابقين. مؤكداً أنه لن يتم العصف بأحدٍ من العاملين، غير أنه قال إنه لن يتم الإبقاء إلا على الأكفاء ، "فلسنا مؤسسة للشؤون الإجتماعية، كما أننا لسنا في المقابل من قاطعي الأرزاق". وتناول الحديث جوانب أخرى ذات الصلة بالحلة الجديدة التي صار عليها المركز ، جاءت جميعها ضمن الحوار التالي:

*برأيكم، ما الهدف من وراء دمج المراكز الشبابية الثلاثة في المركز الشبابي للفنون؟

**بداية، أثمن قرار سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الشباب والرياضة، بدمج مركزي الشباب للفنون المسرحية والفنون الموسيقية تحت مظلة المركز الشبابي للإبداع الفني، بعد تغيير مسماه إلى المركز الشبابي للفنون، ليكون مركزا شبابياً جامعاً للفنون، وأن تكون كل هذه المؤسسات تحت مظلة واحدة، بعيداً عن تشتيت الجهود، وتبعثر الأداء، وبالتالي تصبح هذه الأنشطة الفنية تحت مظلة مركز واحد، ليضخ منتجاً شبابياً فنياً ذات جودة عالية.

ومن هذا المنطلق ارتأت وزارة الشباب والرياضة أن تكون هذه المراكز الثلاثة تحت مظلة واحدة، ونحاول بقدر المستطاع تنفيذ استراتيجية الوزارة بتفعيل دور المسرح والموسيقى والفنون البصرية، بما يصب في صالح الشباب، لأن المراكز في السابق كادت أن تصل في عملها إلى عمل احترافي، ما يجعلها تفوق عملها الشبابي، وخاصة في مجال المسرح.

وفي هذا الإطار، فإنه لا ينبغي النظر إلى أدوار العمل المسرحي الشبابي، على أساس احترافي، فهذا العمل وسيط بين مسرحي الكبار والصغار. على الرغم من أن كليهما له مقوماته وخصاصائه التي تختلف عن مسرح الشباب.ولذلك فإننا في المركز الحالي نتحدث عن المسرح الوسيط ، والذي هو متمم لمسرح الطفل، ورافد لمسرح الكبار في الوقت نفسه.

كما أن الموسيقى في السابق كانت تتجه إلى الجانب الأكاديمي البحت، ما جعل مركزها طارداً لأصحاب المواهب الشبابية، وبالتالي حدث عزوف عن أنشطة المركز الشابية، بعدما صار قاصراً على فئة النخبة ، وهو ما يبعده ابتعاداً كلياً عن وزارة الشباب والرياضة ، وما تستهدف من استراتيجيات لجذب الشباب في هذا المجال.

ومن خلال كل ما سبق، فإننا نرحب بالإستراتجية الجديدة للوزارة بشأن المركز الشبابي للفنون، وأتوقع أن يكون في المستقبل القريب عملا دؤوبا ، انطلاقا من هذه الاستراتيجية، بعدما وضعنا أيدينا على الطريق الصحيح، وعرفنا ماذا نريد.

كما أن الفنون البصرية، كانت بحاجة إلى إعادة تقويم، وإن كانت شهادتي بشأنها مجروحة، على اعتبار أنني كنت رئيسا لمجلس إدارة المركز الشبابي للابداع الفني، غير أن أي تجربة لاتخلو من بعض الهنات والنواقص، وتستدعي التقويم، لأننا نبحث دائما عن الأفضل. وهذا لن يتحقق إلا بتضافر الجهود بما يصب في صالح الشاب.

إجراءات إدارية

*وماذا عن الإجراءات الإدارية، بما يدعم الخطوة التنفيذية لدمج المراكز، وتحقق في الوقت نفسه استراتيجية الوزارة؟

**هناك لجان تعمل على قدم وساق، وأعددنا لجاناً لجرد الأصول، والنواحي المالية ، وغيرها من الأمور الفنية والادراية، وهى لجان مشتركة من قبل المؤسسات والوزارة. ولدينا خطة عمل كبيرة، وخارطة طريق واضحة، لما سنقوم به، إذ تستهدف هذه اللجان ترتيب البيت من الداخل، قبل القيام بأي أعمال فنية كبيرة.

ولذلك، نحن في سباق مع الزمن، نعمل بروح المثابرة، كما يعمل بها الشباب، بعدما أصبحت أمامنا الأمور واضحة. ولكننا بحاجة إلى وقت طويل، إذ يجرى البحث عن مقر جديد يشمل جميع المؤسسات، بعدما أصبحت جمعيها تحت مظلة واحدة، كما أننا لا نود العمل في جزر منعزلة أو متباعدة عن بعضها البعض. وعلى أية حال، فإن التجربة لا تزال في مهدها ، وهى بحاجة إلى النظر في الاخفاقات وتلافيها، وتعظيم الايجابيات، ونحن مدركين لكل هذا، لأننا نعرف ما نريده من خطط طويلة للنهوض بالشباب عبر الفنون، والانفتاح على كافة المؤسسات والجهات في داخل الدولة، وكذلك على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوطن العربي، بغرض إعطاء الشباب فرصة الإحتكاك بأقرانهم في الخارج.

ولذلك، فإنه وقت أن تتلاقح الأفكار وتتلاقى، فإنه حتما ستكون لدينا مخرجات تدعم الشباب، خاصة وأن الدولة تنطلق إلى دعم ورعاية الشباب. والفنون هى المنتج الذي يميل اليه الشباب، ويعمل على تفجير طاقاته عبرها.

من هنا، فإننا أمام تحدٍ كبير، ومجلس الادارة الحالي يضع الشباب على سلم أولوياته ليكونوا على أول الطريق، وتهيئة الظروف المناسبة لهم لمواصلة المسير، فلا نستطيع الجري عنهم، ولكننا نرسم لهم الخطة وهم في الميدان يتسابقون، ونتمنى أن نوفق في هذا المجال، وإن كانت الأمور بحاجة إلى وقت لتحقيق كل ما نطمح إليه.

تكامل فني

*وما هو الدور الذي سيقوم به المركز في ثوبه الجديد لإستقطاب الجمهور إلى فعالياته؟

**ليس من دورنا إقامة فعاليات تستقطب الجمهور على شرائحهم المتنوعة، فنحن نستهدف الشباب بالدرجة الأولى، وتحقيق إرادتهم بوضعهم على طريق مجالات الفنون المختلفة، بتوفير المكونات الأساسية لهم في المسرح والموسيقى والفنون البصرية بشكل عام، حتى إذا شاهدوا أعمالاً فنية أو استمعموا إليها كانوا على دراية بها.

وبالتالي، فنحن نستهدف إعداد الشباب، وتأهيلهم للقيادة في مختلف المجالات الفنية، وتزويدهم بتراكم فني ، حتى اذا تخصصوا كانت لديهم هذه المرجعيات.والمواهب حتما سيأتي عليها يوما لتتفجر وتعرف طريقها. ومن حق الشباب التعرف على مكونات عناصر العمل الفني من موسيقى ومسرح بأنواعهم.

وسنعمل على تحقيق كل هذا عبر تنظيم الورش والدورات. وأؤكد أن الإنتساب للمركز ليس هدفه تخريج مطربين أو فنانين أو تشكيليين، ولكن إعداد الشباب بتنمية مهاراتهم حال خوضهم لأي من جوانب العمل الفني.

*هل هذا يعني أننا لن نسمع عن إنتاج المركز لعمل فني أو تشكيلي كبير؟

** إطلاقا .. ستكون لنا الأعمال الفنية الكبيرة التي تناسب فئة الشباب. ولذلك فلدينا خطة لاعاد تشكيل فرقة منهم، ليكونوا من الوجوه الجديدة، وليس من الوجوه القائمة حاليا، مع الاحترام للجميع ، ولكننا نحاول تقديم كل ما هو جديد وفق القيم العربية والاسلامية والتربوية عبر أعمال مسرحية وموسيقية هادفة، بعيدا عن الأعمال التجارية، وتقديمها بالصورة التي تعكس مواهب الشباب، وتجذبهم إلى الفنون، بعيدا أيضا عن التلقين، إذ أننا ندرك أن الشباب سيكونون قادة فنانين في يوم ما، سواء باعتلاء خشبة المسرح، أو قيادة عمل موسيقي، ما يجعل خططنا الحالية تسهم في كسر حاجز الخجل لديهم.

وللأسف، خلال الفترة الأخيرة، ارتدى الفن مجموعة من السوقة وأبناء الشوارع في بعض الدول العربية، ممن جاءوا من بيئات عربية سيئة ، فأساءوا الى الفن ، وقدموا عنه صورة مغلوطة، باعتبار أن من يتقدم للفنون هم حثالة الموهوبين، وهو ما جعل أولياء الأمور يعزفون عن تقديم دورات لأبنائهم، بعدما صارت لديهم صورة مغلوطة عن الفن وأصحابه.

من هنا فنحن نشكل لبنة في جدار، ولدينا طاقة كبيرة، يمكن أن يدخل منها النور لتحقيق ما نصبو إليه من مناشط مختلفة للارتقاء بمواهب الشباب الفنية.

المثلث الذهبي

*ولكن ، هل ستظل تطارد المركز بثوبه الجديدة تلك التقسيمة التي كانت في الماضي من حيث الفنون المسرحية والأخرى الموسيقية، علاوةً على الإبداع الفني؟

**حقيقة، أنا أسميه المثلث الذهبي، وهذا المثلث مثل الأواني المستطرقة، جميعها تصب فوق بعضها البعض، وفي النهاية لا يصح الا الصحيح بأن الفنون هى وسيلة لإشباع النفوس، وهذه الفنون تتكامل مع بعضها البعض، دون تفضيل للون فني على آخر، فالفنون مثل العربة التي تجرها الجياد، لانستطيع عزلهما عن بعضهما البعض. وأؤكد أن الفنون وعاء شامل ، وقيمة كبيرة.

ومجدداً، أكرر أننا سنحرص على تقديم كل ما هو جيد من خلال إقامة الورش والدورات، عبر استراتيجية وزارة الشباب والرياضة، دون تخبط أو عشوائية، فنحن نعرف – كما ذكرت- ما نريد ، وما هو مراد ، ما يجعلنا في سباق مع الزمن لترتيب البيت من الداخل، إذ لدينا ثلاث جزر، نحاول أن نقيم جسورا فيما بينها، وخلق المثلث الذهبي الذي سبق وتحدثت عنه، غير أنه الترتيب الذي يرتبط بأمور إدارية. وحتما سنصل إلى هدفنا لتحقيق إنطلاقة قوية في العمل الفني الموجة إلى الشباب.

مصير الموظفين

*وما هو مصير الموظفين بالمراكز الثلاثة؟ وهل سيتم الاستغناء عن بعضهم، أو تقليص أعدداهم؟

**هذه المؤسسة ليست مقرا للشؤون الإجتماعية. كما أننا لسنا في الوقت نفسه قاطعي أرزاق، فالبقاء للأصلح، وحسب احتياجات العمل، وليس هذا بجديد علينا، لأنه أمر معمول به في جميع أنحاء العالم . ومن الجرم، ومن باب الأمانة أيضا ، عدم الابقاء على من ليس له عمل، أو مم لا يستحق، فالأمانة والمصداقية يحتمان علينا الإبقاء على الأكفاء.

وهذا هو توجه الدولة عموما، دون أن يكون هناك عصف بمن ليس له عمل، ومن هنا فإنه لن تطلق رصاصات الرحمة على أحد، أو العصف بهم، بل على العكس فإن هناك بعض المواقع التي سنعمل على تسكين موظفين بها.

*وهل يمكن الحديث عن مشروع كبير سيتم تنفيذه وفق الاستراتيجية الموضوعة للمركز في حلته الجديدة؟

**لا شك أن تجربة المركز لاتزال في مهدها، ما يعني أن التجربة ستكون بحاجة الى إعادة تقييم ، وهو أمر متروك لأصحاب الرأي والقرار في الوزارة، فهم أدرى بهذه الأمور التقييمية ، وقد لا نوفق في بعض الأمور، وهذه طبيعة الأشياء، ولكني سأقدم كل ما أعرف، ولكني لن أستطيع تقديم ما لا أعرف. وفي الأخير نتمنى التوفيق والسداد لصالح وطننا.

انفتاح خارجي

*مع إشارتكم سابقا، للتعاون مع بعض الروافد الفنية في دول الخليج، ما ملامح هذا التعاون؟

**أؤكد أن التعاون مع الخارج لن يكون ترفاً، ولكنه سينطلق ضمن الاستراتيجة الموضوعة للوزارة، دون العمل وفق ما ما يفرض علينا، فلسنا جهة تقوم بإطلاق وفود سياحية، ولذلك نحن سنتعامل مع الأنشطة الخارجية من خلال مجلس التعاون أو الجهات المعنية في الدولة، ضمن استراتجية الوزارة ذاتها، وليس خارج الاستراتيجية.

*وما هى طبيعة التعاون مع الجهات المعنية في داخل الدولة، بما يثري المشهد الفني للشباب؟

** لدينا انفتاح كبير مع الجهات ذات الصلة في داخل الدولة بلا تحفظ، فأبوابنا مشرعة للجميع، سواء كانت جهات رسمية أو خاصة، بعيداً عن الربحية. ولدينا بالفعل تعاون مع العديد من الجهات في هذا الاطار، قد لا تكون خارج اختصاصنا، ولكنه تعاون من باب المشاركة المجتمعية.وفي المجمل لن نتردد في التعاون مع أي جهة ما دام العمل معها يصب في مصلحة الشباب.

*وهل هناك تصور لمشاريع فنية سيتم الإبقاء عليها أو الغائها؟

**ستكون هناك مشاركات في اليوم الوطني، وكذلك في الأنشطة الصيفية، وسنعمل على إيجاد صيغة مشتركة، وبالتالي ستختفي المسميات، ليكون النشاط فنيا بالدرجة الأولى، وهناك محطات ثابتة في خارطتنا، وإن كان هذا لا يمنع أن تكون لدينا أنشطة منفردة للموسيقى أو للمسرح.

محطات

*وهل سيعمل الفنان سلمان المالك مع إدارته لمجلس إدارة المركز بروح الفنان التشكيلي، بما لا يطغى لون فني على آخر؟

**أنا أحب الفنون التشكيلية بالطبع، وأميل إليها، ولكنها لن تطغى على أي لون فني آخر، وإن كان التشكيل هو وعاء لكل الفنون، إذ نجده حاضرا في الديكور على المسرح ، ولولاه ما عرفنا حضارات الآخري. وعموماً، اذا أردنا تمييز ثقافة أي المجتمع فلابد من السؤال عن فنونها، ومدى اقبال الشباب عليها، فالفنون تمتص الشر في النفس البشرية، ما يعكس أهمية تأثيرها، بجانب النواحي الروحية والدينية. ولذلك فإنني أراهن على الفنون دائما.

*وهل تعتقد أن العمل الاداري أثر على احترافك الفني؟

**أحرص على تقسيم وقتي، ولدينا فريق يقوم بمهامه، وأقوم بالإشراف عليه، فأنا ضد المركزية في العمل، وهذا الفريق يعمل وفق آليات، سواء كنت موجودا أم غير موجود، وهذا ما تعلمناه بأن الادارة لا تعتمد على شخص واحد، ولدينا كادر يعمل بهمة ودأب.

وعلى أية حال، فإنني وإن كنت موظفا حكوميا، إلا أنني أجد نفسي في الفن التشكيلي، وأحرص على أن أكون وزملائي واجهة للفن التشكيلي في قطر.

*وما هى آخر أعمالك الفنية؟

** سيكون لدي معرض شخصي في السودان، وأرى أن السودان مظلوم إعلاميا. وسأكون أول فنان قطري يقيم معرضاً فنيا له بالسودان ، فهى دولة شقيقية، وتستحق منا الكثير، خاصة وأن الشعب السوداني مهتم بالثقافة، وهناك قمم تشكيلية لها حضورها عربيا ودوليا.

وللأسف العالم العربي والعالمي لم ينفتحا على الثقافة السودانية بالشكل اللازم، لأن الحراك السياسي جاء على حساب الثقافة، فخفت صوت الثقافة. وسيكون معرضي هو لـ"أم الزين" بنسخته الثانية، لنقل البيئة القطرية الى السودان، وسأقوم بالمشاركة في أمسية تلقي الضوء على تجربتي الفنية والتعريف بالفن القطري، وما وصل اليه من حضور وتطور. وسينطلق معرضي هناك يوم 20 أكتوبر المقبل، وحتى 30 من الشهر ذاته.

مساحة إعلانية