رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3302

الغليان الشعبي يتصاعد في البحرين

12 يناير 2018 , 02:30ص
alsharq
 الدوحة - الشرق

بعد رفع الدعم عن البنزين وارتفاع أسعار السلع والخدمات

 تعليق جلسات مجلس النواب بعد فشله في وقف القرار

نواب البرلمان يصفون القرار بالباطل وغير القانوني

اتحاد نقابات العمال: القرار ضربة قاسية للفئات ذات الدخل المحدود

بحرينيون يتهكمون: الحكومة سترتفع سعر كل شيء ما عدا الرواتب

 بدأ الغضب والغليان الشعبي في التصاعد داخل مملكة البحرين، بعد رفع الدعم عن البنزين وارتفاع أسعار السلع والخدمات، وهو ما أضاف عبئا جديدا على كاهل المواطنين. ولم يستطع مجلس النواب البحريني غض الطرف عن هذا الغضب، حيث طالب الحكومة بإلغاء قرار رفع الدعم عن البنزين، وبعد مناوشات داخله بين المؤيدين والمعارضين للقرار تم تعليق الجلسات.

ووصف نواب البرلمان هذا القرار بغير القانوني والباطل، لأنه أحادى الاتجاه من قبل الحكومة فقط. كما طالبت جمعيات أهلية وحقوقية بتعويض المواطنين بدلا من إضافة أعباء جديدة إليهم، مشيرة إلى أن القرار يضر باقتصاد البحرين، حيث سيرتفع التضخم وتزيد المعاناة الاقتصادية والاجتماعية.

وقال النواب إن القرار جاء منفردا من الجانب الحكومي وسيكون تأثيره بالغا بزيادة الأعباء على المواطنين في جميع النواحي المعيشية من تضخم مباشر وغير مباشر في السلع والخدمات، وخاصة بالنسبة إلى ذوي الدخل المحدود، وكذلك الإضرار بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأكد النواب أن قرار رفع سعر البنزين مخالف للقانون رقم 52 لسنة 2006 بشأن نشر اللوائح الإدارية؛ إذ لم يتم نشره في الجريدة الرسمية؛ وبالتالي ليس له سند قانوني، ومن حق أي مواطن الطعن عليه.

طلب عاجل

من جهة أخرى، أحال المجلس إلى الحكومة طلبا عاجلا وافق عليه المجلس بالإجماع لإلغاء قرار تعديل أسعار البنزين. وقال علي العرادي نائب رئيس مجلس النواب البحريني: إن قرار رفع الأسعار كان مفاجئاً، مضيفًا أن المجلس توافق مع الحكومة على تخفيض الدعم عن كثير من السلع والخدمات ومن بينها البنزين بشكل تدريجي. وتابع: "تم التوافق بين النواب على الطلب من الحكومة إلغاء قرار زيادة أسعار البنزين وإيجاد طريقة لدعم المواطن البحريني خاصة ذوي الدخل المحدود لكي يصل الدعم إلى مستحقيه". وناشد النائب بومجيد، ملك البحرين التدخل لوقف القرار، لانه قرار احادي من دون استشارة السلطة التشريعية. واستفسر النائب العمادي: هل هذه الزيادة ستذهب إلى شركة النفط والغاز أم إلى ميزانية الدولة ولتغطية العجز في الميزانية، مشيرًا إلى انه لا توجد في البحرين شبكة مواصلات أو قطارات تعوض الناس عن استخدام السيارات، وكلٌ ارتفع إلا راتب المواطن.

اتحاد العمال يرفض

وفي هذا السياق، أصدر أمس الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بيانا أعرب فيه عن أسفه لرفع أسعار البنزين بنسبة 25 %، واعتبر أن القرار يمثل ضربة قاسية للفئات ذات الدخل المحدود والمتوسط ومساسا بالطبقة العاملة وحقوقها. وقال الاتحاد إنه في ضوء ما يتعرض له العمال في البحرين من تراجع على مستوى الحقوق والمكتسبات، فقد استقبل الاتحاد العام العديد من حالات التسريح من العمل قامت بها مؤسسات في قطاع المصارف والانشاءات وتأخير دفع الأجور للعديد من العمال وتضاعف العاطلين عن العمل في ظل تزايد الاعباء الاقتصادية على العمال بسبب رفع الدعم واستحداث الضريبة الانتقائية وضريبة القيمة المضافة. وبين الاتحاد العام أنه استقبل منذ العام الماضي عددا من قضايا تأخير الأجور والتسريح وتقليص الحقوق والامتيازات، وعدم احترام الشراكة العمالية والحوار الاجتماعي، وفقا لقانون النقابات وقانون العمل ومعايير العمل الدولية.

ويرى مراقبون أن المشكلة في قرار رفع أسعار البنزين أنه شمل الجميع، إضافة إلى تأثيراته غير المباشرة على المواطنين، عبر ارتفاع الحياة المعيشية بشكل عام، حيث سترتفع المواد الغدائية مثلا بسبب ارتفاع كلفة نقلها الى البحرين وتوزيعها على المحلات التجارية بعد رفع سعر البنزين، وبالتالي سترتفع جميع السلع التي يستخدمها المواطن.

غضب شعبي

شعبيا، سيطرت حالة من الغضب على الحكومة البحرينية بعد قرار رفع أسعار البنزين، وتندر البحرينيون وتبادلوا النكات والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فور انتشار خبر رفع سعر البنزين بشكل مفاجئ، إلا أن أيًا منها لم يكن مضحكا بالفعل بقدر ما كان القرار مبكيًا.

وتصدر وسم "رفع سعر البترول" موقع تويتر، وقالت التغريدات الساخرة: «لا تقولوا مساء (الفل).. لا تذكرونا بـ (سعر فل البنزين)»، فيما غرد البعض بصورة للمسلسل الكارتوني الشهير «بومبو» قائلين:«عرفنا قيمتها، كانت تتنفس الورد وتتحرك». وغردوا: «تم تمديد سن المراهقة حتى إشعار آخر»، وعلقوا: « الحكومة سترفع سعر كل شيء ما عدا الرواتب».

ويبدو أن رفع سعر البترول لن يؤثر سلبا على ميزانيات المواطنين فحسب، بل إن التغيير سيطول العلاقات الاجتماعية، وقال مغرد:«تزوج ابنة جيرانكم، لا تتزوج فتاة تسكن بعيدًا عنك، حتى لا تضطر لقطع مسافات طويلة تحتاج الى كمية كبيرة من البترول».

وقارن أهل البحرين أنفسهم ببعض شعوب المنطقة، حيث تم تعويضهم بصرف مبالغ مالية، وقالوا ساخرين:"قد نحصل كبحرينيين على بيانات إضافية على هواتفنا المحمولة". كما قارنوا بين استخدام السيارة والدراجة، إذ تحرق الأولى المال وتزيد الدهون، فيما تحرق الدراجة الدهون وتزيد المال، وعلق أحد المغردين ساخرا «سأجري جراحة تكميم لخزان وقود سيارتي». وتحت عنوان معلومات مهمة عن رفع سعر البنزين، أشاروا إلى أنه من كان يعبئ خزان سيارته بدينار واحد، سيحتاج إلى دينار و600 فلس، ومن كان يعبئها بدينارين سيحتاج إلى 3.300 دينار، ومن كان يعبئها بـ500 فلس سيضطر لأن «يشم رائحة الوقود فقط».

مساحة إعلانية