رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

272

بلماضي يكسب الرهان بأفضل اختيار

11 أكتوبر 2014 , 02:26م
alsharq
الدوحة - حسين عطا

فاجأ جمال بلماضي مدرب العنابي الجميع في مباراة المنتخب الأخيرة أمام نظيره اللبناني، عندما دفع بتشكيلة مغايرة عن التي خاضت ودية أوزبكستان، حيث توقع الكثيرون ان يلعب العنابي بنفس مجموعة اللاعبين، من اجل الاستقرار على التشكيلة الأساسية، التي ستخوض تحدي خليجي 22 ومن بعد التحدي القاري بأستراليا يناير 2015، لكن مدرب العنابي كانت له وجهة نظره الخاصة، التي تتمثل في ضرورة منح الفرصة لكل اللاعبين من اجل إثبات ذاتهم مع منتخبهم، وهو ما تحقق بالفعل ليكسب بلماضي الرهان بعد أن تألق اللاعبون وقدموا عرضا قويا أمام المنتخب اللبناني، بالإضافة إلى الفوز بخماسية نظيفة.. وكل هذه المعطيات تدفعنا للقول بأن التجربة اللبنانية كانت مفيدة للغاية للعنابي ولاعبيه، ليس بسبب النتيجة التي انتهت عليها، ولكن لحجم المكاسب التي حققها المنتخب من هذه التجربة، فقد نجح مدرب العنابي في إرسال رسالة خاصة تؤكد ان العنابي لا يعتمد على 11 لاعباً فقط، ولكنه يعتمد على كل المجموعة المتواجدة بصفوفه في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يؤكد أن العنابي يضم لاعبين في نفس المستوى، وأصبحت هناك شخصية واضحة للمنتخب مع بلماضي، وهذه الشخصية لا تتغير بتغيير اللاعبين، وهو المكسب الحقيقي الذي حققه العنابي من خماسية لبنان.

كلنا العنابي

ولابد من التأكيد أن إحدى المشاكل التي كان يعاني منها العنابي في فترات سابقة، الاعتماد على مجموعة معينة من اللاعبين دون وجود بدلاء جاهزين على نفس المستوى، وهو الأمر الذي يحرص بلماضي على تحقيقه في الوقت الحالي قبل انطلاق خليجي 22، فلم يعد خافياً على أحد اتضاح ملامح التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها بلماضي وهى التشكيلة التي خاضت وديات المغرب والبيرو وأوزبكستان، وقد تشهد هذه التشكيلة بعض التغييرات البسيطة من مباراة إلى أخرى، لكن ملامحها واضحة تماما لجميع المتابعين.

وبهذه الحسابات توقعنا أن يخوض العنابي ودية لبنان بنفس تشكيلته الأساسية التي شاركت أمام أوزبكستان من اجل زيادة التفاهم والانسجام بين عناصر التشكيلة الأساسية، لكن بلماضي كانت له حساباته الخاصة، التي أراد تحقيقها من خلال هذه المباراة، وهي التأكد من جاهزية جميع اللاعبين، وهذه الفلسفة الخاصة من مدرب العنابي تعكس حقيقة مؤكدة، وهى ان المنتخب الذي يريد المنافسة على البطولات يجب أن يضم مجموعة جيدة من اللاعبين وفي نفس المستوى، حيث يكون اللاعب قادراً على تقديم مستوى جيد عند الدفع به، لذلك فضل بلماضي خيار اللعب بتشكيلة مغايرة عن قائمة تجربة أوزبكستان، من اجل تحقيق المكاسب التي يتطلع إليها بغض النظر عن النتيجة. ونجح لاعبو العنابي في تقديم عرض قوي وتحقيق فوز كبير ليؤكد بلماضي صحة وجهة نظره، فالمهم بالنسبة له هو الاطمئنان على كل مجموعة اللاعبين المتواجدين معه في القائمة الحالية، وهو ما لا يتنافي مع اتضاح ملامح التشكيلة الأساسية التي ستخوض التحديات الصعبة التي تنتظر العنابي في تحديه الخليجي والقاري.

تألق كبير

وبرهنت التشكيلة التي خاضت ودية لبنان الأخيرة على أن العنابي يضم تشكيلتين من أصحاب المستوى المتميز، وكل تشكيلة قادرة على أن تكون الأساسية، وهو أحد المكاسب الكبيرة التي تحققت من خلال خماسية لبنان، فقد ظهر معظم لاعبي المنتخب بحالة جيدة وقدموا مستوى جيداً، وأحرزوا 5 أهداف وكانوا قادرين على زيادة عدد الأهداف، ومن ينظر إلى النتيجة قد يتوقع أن المباراة كانت من جانب واحد، وهو أمر ليس حقيقياً، خاصة ان المنتخب اللبناني كان نداً قوياً للعنابي في اغلب فترات اللقاء، ففي بداية الشوط الأول كان المنتخب اللبناني الأفضل والأخطر، وهدد مرمى سعد الشيب كثيراً، لكن خبرة لاعبي العنابي ساعدتهم على استعادة السيطرة على اللقاء حتى أحرزوا هدفهم الوحيد الذي أنهَوا به الشوط الأول.. كما بدأ المنتخب اللبناني الشوط الثاني بقوة باحثاً عن إحراز هدف التعادل، وفي الوقت الذي سعى فيه اللبنانيون إلى التعادل نجح العنابي في إحراز الهدفين الثاني والثالث في دقيقتين "59، 60 " وهو ما كان نقطة فارقة في اللقاء، حيث تراجعت معنويات لاعبي لبنان مقابل ارتفاع معنويات لاعبي العنابي، الذين صالوا وجالوا في النصف ساعة الأخيرة من الشوط الثاني وليقدموا شوطاً كبيراً، أكدوا من خلاله جاهزيتهم للمباريات القادمة.

وجهة نظر

ونجح جمال بلماضي في إثبات صحة وجهة نظره عندما قرر خوض اللقاء بتشكيلة مختلفة عن التشكيلة التي خاضت مباراة أوزبكستان، حيث تألق اللاعبون وقدموا مستوى طيباً، ليبرهن بلماضي على بعد نظره في ان المنتخب الذي يسعى إلى المنافسة يجب أن يعتمد على مجموعة كبيرة ومتجانسة من اللاعبين، وليس التركيز على 11 لاعباً فقط، خاصة ان المنتخب سيكون أمامه الكثير من التحديات في الفترة القادمة سواء على المستوى الخليجي او القاري، وهو ما يتطلب ان تكون هناك تشكيلة متكاملة تضم لاعبين في مستوى واحد، وحاصلين على نفس الفرصة في خوض مباريات ودية قوية، لذلك لابد من التأكيد على صحة وجهة نظر بلماضي، الذي تمكن من كسب الرهان من خلال الدفع بتشكيلة جديدة في ودية لبنان.. ومن خلال بروفة لبنان واصل العنابي حصد مكاسبه الفنية من تجاربه الودية، وسيكون المنتخب مطالباً بتعزيز هذه المكاسب في التجارب القادمة، مع العمل على علاج أي أخطاء تظهرها هذه التجارب، فالهدف من المباريات الودية هو أن نضع أيدينا على السلبيات والإيجابيات فنقوم بعلاج السلبيات، ونعمل على تعزيز الإيجابيات، وهو ما يقوم به الجهاز الفني للمنتخب الوطني في الوقت الحالي من اجل تكوين منتخب قوي قادر على المنافسة على كل المستويات.

منح الفرصة حتى النهاية

خاض العنابي مباراة لبنان بتشكيلة ضمت اللاعبين: سعد الشيب في حراسة المرمى، وفي الدفاع لعب الرباعي: أحمد ياسر وعبدالرحمن ابكر كقلبي دفاع، ولعب المهدي علي في مركز الظهير الأيمن وخالد مفتاح في مركز الظهير الأيسر، وفي وسط الملعب لعب لويس مارتن واحمد عبدالمقصود وحسين علي وإسماعيل محمد، وفي الهجوم لعب مشعل عبدالله ومعه ماجد محمد، ووضح أن جمال بلماضي يسعى لمنح الفرصة كاملة لهذه التشكيلة، لذلك لم يُجْرِ سوى تغيير وحيد بالدقيقة 77 عندما دفع بمحمد موسى بدلاً من أحمد عبدالمقصود حتى يحقق اللاعبون المشاركون أقصى استفادة فنية من اللقاء.

خبرة مشعل.. وحيوية الشباب

من اللاعبين الذين تألقوا في ودية أمس الأول أمام لبنان، المهاجم المخضرم مشعل عبدالله الذي يعيش حالة من النضج الفني في الوقت الحالي، سواء مع فريقه الأهلي في دوري نجوم قطر أم مع المنتخب الوطني، وهذه الحالة دفعت مشعل لتقديم واحدة من أفضل مبارياته الدولية بعد إحرازه هدفين من أهداف المنتخب الخمسة، بالإضافة إلى الروح العالية التي يلعب بها، وبرهن مشعل على أن عنصر الخبرة مطلوب تواجده بأي تشكيلة، فقد ضمت تشكيلة العنابي أمام لبنان عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب، وكان مشعل عنصر الخبرة الذي لم يقل في عطائه عن اللاعبين الشباب، مثلما أفاد بخبرته هذه من معه من اللاعبين الشباب، لينجح بلماضي في المزج بين عناصر الخبرة والشباب في توليفة جيدة، قدمت مستوى جيداً، وحققت فوزاً معنوياً كبيراً، ستكون له آثاره الإيجابية على كل اللاعبين في طريق الاستعداد لخليجي 22 وكأس آسيا.

الأسترالي الاختبار الحقيقي

ستكون مباراة العنابي أمام نظيره الأسترالي مساء الثلاثاء المقبل الاختبار الحقيقي للمنتخب، في المباريات الودية التي يخوضها بشهر أكتوبر الحالي، حيث يعتبر المنتخب الاسترالي من منتخبات التصنيف الأولى في آسيا، وهو ما يتطلب تقديم مستوى جيد من لاعبينا، حتى يحققوا نتيجة إيجابية، ومستوى طيباً، ومن جانبه يسعى المنتخب الاسترالي إلى تحقيق نتيجة ايجابية، خاصة أنه يستعد لمباراة الافتتاح بكأس آسيا التي ستكون أمام الأزرق الكويتي يوم 9 يناير القادم، حيث يلعب المنتخب الأسترالي في المجموعة الأولى بجانب منتخبات: كوريا الجنوبية وعمان والكويت. ويتواجد مع المنتخب الأسترالي بالمجموعة الأولى منتخبان عربيان وهو ما سيدفعه إلى خوض عدد من المباريات الودية مع منتخبات خليجية من أجل الاستعداد لمواجهتي الكويت وعمان.

استمرار المساندة الجماهيرية

من الظواهر الإيجابية التي كشفت عن التجارب الودية الأخيرة للعنابي، حرص الجماهير على التواجد خلف منتخبها الوطني، رغم ان المباريات ودية وليست رسمية، وهو ما يعكس حرص الجماهير على تقديم كل أنواع الدعم والمساندة للعنابي ولاعبيه، قبل المشاركة في البطولتين الخليجية والقارية، وسوف تزيد هذه المساندة في المباريات القادمة، التي تسبق الاستحقاقين المهمين.

مساحة إعلانية