رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

228

عدوان الاحتلال على الدوحة.. هل أسدل الستائر على الدبلوماسية؟

11 سبتمبر 2025 , 06:53ص
alsharq
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

لا يحتاج استهداف قادة حركة حماس، ومكتبها السياسي في الدوحة، إلى كثير تمعّن لإجلاء خباياه وخفاياه، فالمعطيات الواردة من قلب الكيان الإسرائيلي، تشير إلى نوايا إسرائيلية مبيتة، كما أن العدوان الإسرائيلي ينذر بانهيار مقترح الرئيس ترامب، والذي كانت حركة حماس بصدد مناقشته، لحظات ما قبل القصف. وحتى في الشارع الإسرائيلي، هناك من استغرب من انتهاك السيادة القطرية، خصوصاً وأن الدوحة ما هي إلا وسيط سياسي، ولم تدخر جهداً منذ بدء الحرب على قطاع غزة، في سبيل التوصل إلى هدنة ثانية، علماً بأن الهدنة اليتيمة حتى الآن في 19 يناير العام الماضي، أبرمت برعاية قطرية، وكانت الدوحة مسرحاً لها.

قبل العدوان الإسرائيلي الآثم بساعات، كتب المحلل الإسرائيلي مئير بن شابات: «إن إسرائيل تخطط الآن لاستهداف قادة حركة حماس في الخارج»، مؤكداً: «بعد الغارة على صنعاء، واغتيال 11 مسؤولاً في حكومة الحوثي، تعززت الاحتمالات بقيام إسرائيل بعمل مشابه ضد قادة حركة حماس المنتشرين في دول مثل قطر وتركيا وإيران».

يقول المتحدث السابق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، إن «استهداف الوسيط» ما هو إلا محاولة لقطع الطريق على كل الجهود والمساعي السياسية، معتبراً محاولة اغتيال الفريق المفاوض لحركة حماس على الأراضي القطرية، بأنه لا يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي فحسب، بل هو اعتداء على الدور الذي تضطلع به دولة قطر، منذ أكثر من 700 يوم، هي عمر الحرب الدامية على قطاع غزة. ووفق ملحم، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، راوغ مراراً محاولاً الهروب من توقيع اتفاقيات تنهي الحرب، ما اضطر الدوحة لتحميله مسؤولية تعثر الجهود السياسية، فسارع إلى انتهاك سيادتها، وهذا دليل دامغ على سوء الطوية، تجاه أي بادرة حسن نية، من شأنها أن تفضي إلى إنهاء العدوان على غزة، وإبرام الصفقة التي تعثرت كثيراً. ويوالي: «عندما شعر نتنياهو، فإمكانية موافقة حركة حماس على المقترح الأمريكي، بتدخل مباشر من الوسيط القطري، سارع إلى توجيه ضربة للحركة على أرض الدوحة، بما يدفعها للتشدد في مواقفها، ويثير غضب الوسيط القطري، وتالياً دفعه للانسحاب من هذا الدور».

بينما يقرأ الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري في استهداف قادة حركة حماس في قطر، بأنه تجاوز سافر وخطير لكل الخطوط الحمراء، فهو لا يمس فقط بقادة الحركة، بل يطال الدوحة أيضاً، بحسبانها وسيطاً مهماً ولاعباً أساسياً في مفاوضات التهدئة، وأحد أبرز الحلفاء الاستراتيجيين لواشنطن خارج الناتو. وحسب المصري، فهذا الاعتداء على عاصمة عربية آمنة، يكشف من جديد أن حكومة نتنياهو ماضية لتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة من حربها ضد الفلسطينيين، وأن قادة الكيان الإسرائيلي ذاهبون إلى أبعد مدى في حرب الإبادة والتهجير والتجويع، في قطاع غزة، وماضون في فرض الهيمنة على الضفة الغربية.

  ويصف مراقبون ما جرى بأنه احتراقٌ مبكر يستبق دراسة المقترح المتأخر للرئيس الأمريكي، وإسدال للستائر على ملف التسوية السياسية، فضلاً عن كونه انتهاك خطير لسيادة قطر، التي استقبلت منذ عامين، كل الأطراف الساعية لإعلاء صروح الدبلوماسية، على حساب الحرب. وثمة من يرى بين سطور الاعتداء الإسرائيلي الغاشم، ما كان مندساً، بإزاحة قطر عن ملف التسوية، لأن حكومة نتنياهو لا تريد سوى استمرار الحرب، ويتجلى هذا بوضوح في استمرار التهديد والوعيد لسكان غزة بمغادرتها، وإلا فالموت ينتظرهم.

مساحة إعلانية