رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2024

موضي الهاجري: مبادرة للحد من انتشار السمنة في المدارس

11 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ هديل صابر

كشفت أبحاث صادرة عن القطاع الصحي الحكومي في قطر، أن البلاد تعاني من أحد أعلى معدلات انتشار أمراض واضطرابات الأيض في المنطقة. وفقاً لوزارة الصحة العامة، فإن 70% من سكان الدولة يعانون من زيادة في الوزن والسمنة. كما أظهرت الدراسة أن نسبة السمنة بين طلبة المدارس من القطريين قد بلغت 45.9%، و40.9% بين الطلبة غير القطريين.

ويشير تقرير مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى أن معدلات زيادة الوزن والسمنة بلغت نحو 54% من إجمالي المراجعين لعيادات التغذية العلاجية والمجتمعية في جميع المراكز الصحية التابعة لها.

تُظهر هذه الأرقام أن مستويات السمنة في المجتمع القطري قد بلغت أعلى معدلاتها بين مرحلتي الطفولة والمراهقة، ويرجع ذلك لعدة عوامل رئيسية. من أهمها العادات الغذائية غير الصحية، وعدم وعي الوالدين بنوعية الأطعمة المناسبة لأطفالهم، خصوصاً في مراحل الطفولة والمراهقة.

مكافحة السمنة في المدارس

في هذا السياق، ومع اقتراب بدء العام الدراسي 2024-2025، قدمت السيدة موضي الهاجري، خبيرة واستشارية في مجال التغذية العلاجية والمجتمعية، مقترحاً للجهات المعنية بهدف الحد من انتشار السمنة في المجتمع القطري، خاصة في صفوف الطلبة. ووصفت السمنة بأنها "مرض العصر"، مشيرة إلى أن تفشيها بين طلبة المدارس يشكل عبئاً صحياً واقتصادياً واجتماعياً على المجتمع.

وأضافت الهاجري: "إنَّ المقترح الذي يحمل اسم "مدارس قطر بلا سمنة" تبلورت فكرته جراء ارتفاع نسبة السمنة في المجتمع القطري، خاصة بين طلبة المدارس من القطريين وغير القطريين. ولا يكاد يخلو بيت قطري من شخص يعاني من السمنة المفرطة، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض غير الانتقالية، وارتفاع الدهون الثلاثية الضارة وترسبها في الكبد".

وأكدت الهاجري أن السمنة لها ارتباط وثيق بالتاريخ العائلي والجينات الوراثية، وأن فقدان الوزن يتطلب جهداً طويل المدى لأنه مرض معقد ومتعدد العوامل.

أسباب السمنة وآليات التغيير

وترى الهاجري أن أسباب السمنة تعود إلى نمط الحياة غير المنضبط في مواعيد تناول الطعام، واضطراب أوقات النوم، وتناول النشويات والسكريات والدهون الضارة مع قلة تناول الألياف، بالإضافة إلى عدم ممارسة النشاط الحركي المناسب للحفاظ على مستوى الحرق في الجسم. كما أن الإفراط في تناول الأطعمة المُصنعة، مثل الوجبات السريعة، والاعتماد الكبير على التكنولوجيا الحديثة، قد ساهم بشكل كبير في زيادة معدلات السمنة.

وأشارت إلى أن الاستهلاك المفرط للأطعمة المصنعة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع معدلات السمنة، بالإضافة إلى العامل الجيني، خصوصاً إذا كانت الأم تعاني من زيادة الوزن قبل الإنجاب وخلال الحمل، مما يزيد من قابلية الطفل لاكتساب الوزن.

ولهذا الغرض، اقترحت السيدة موضي الهاجري تحويل جميع المدارس الحكومية في قطر إلى "نظام بيئي علاجي" للحد من انتشار السمنة. وأوضحت أن البرنامج سيستمر على مدار تسعة أشهر، يتعلم خلالها الطلبة كيفية اتباع روتين حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة وأنماط التغذية السليمة. وسيتم ذلك من خلال ورش عمل أسبوعية تقدم للطلبة، والكوادر التدريسية، وأولياء الأمور، بإشراف خبراء تغذية علاجية مؤهلين ومدربي اللياقة البدنية.

آلية التنفيذ المقترحة

وأشارت الهاجري إلى أن تنفيذ هذا المقترح يتطلب استحداث برنامج لتوثيق التاريخ الوراثي للعائلات التي تعاني من السمنة. كما يتضمن البرنامج حصر وتصنيف عدد الطلبة الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في كل مدرسة، بالإضافة إلى طرح بوابة تطوعية عبر وزارة الصحة العامة، لتنفيذ حملة "مدارس قطر بلا سمنة". سيشارك في هذه الحملة أخصائيون وخريجو تخصص التغذية ومدربو اللياقة البدنية، بهدف تدريب الطلبة على نمط حياة صحي.

وجبات صحية بالمدارس

كما سيتم تصميم برنامج تطوعي يُشرك مدربي اللياقة البدنية وخريجي التربية البدنية في هذه المبادرة، حيث سيقوم قسم الأبحاث بجامعة قطر بإجراء إحصائيات وتحليل بيانات حول هذه الظاهرة. كما سيشمل البرنامج محاضرات توعوية للكادر التعليمي وأولياء الأمور، وتوزيع المتطوعين من أخصائيي التغذية ومدربي اللياقة على المدارس التي تشهد أعلى نسب من السمنة.

إضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم ورش عمل لتحضير وجبات صحية في المقاصف المدرسية، وتوقيع شراكات مع مؤثرين ونجوم الرياضة القطرية للتشجيع على اتباع نمط حياة صحي. وسيتم إشراك وسائل الإعلام الوطنية لدعم المبادرة وتسليط الضوء على أهدافها.

وفي ختام الحملة، سيتم عقد مؤتمر صحفي في ختام الحملة للحديث عن أبرز النتائج التي تم إحرازها لعرض تطورات محاربة السمنة والوقوف على النتائج والتحديات والسلبيات التي واجهت الحملة، وتكريم المدارس الحائزة على المراكز الخمس الأولى من خلال تحقيق إنجاز ملحوظ في إنقاص وزن الطلبة المنتسبين إليهم على مستوى المراحل الثلاث، وتكريم القائمين على الحملة.

مخاطر سمنة الأطفال

غالبا ما يكون الأطفال هدفا لإعلانات الأطعمة عالية السعرات الحرارية والفقيرة بالعناصر الغذائية، والتي كثيرا ما تروج للعادات الغذائية السيئة في سن مبكرة.

الدراسات السريرية أشارت إلى أن الأطفال المصابين بالسمنة معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب والتحديات النفسية في مرحلة البلوغ. لذا، فإن التعامل مع سمنة الأطفال ليس فقط أمرا بالغ الأهمية لرفاهيتهم الحالية ولكن أيضا لصحتهم المستقبلية.

ولا يمكن تجاهل العلاقة بين أنماط الحياة الروتينية والسمنة، فقد ساهمت قلة ممارسة الرياضة والحركة وتوفر الخيارات الغذائية غير الصحية الرخيصة، فيما يعرف بـ "وباء السمنة". بالإضافة إلى ذلك، فإن "تعقيد السمنة"، الذي يتشكل بواسطة عوامل تتجاوز السيطرة الفردية، بما في ذلك الوراثة والبيئة الاقتصادية والاجتماعية، يتطلب حلولا شاملة ومتعددة الجوانب.

واعتبر الخبراء، أن الروتين اليومي، والنظام الغذائي الغني بالسعرات الحرارية، والعوامل الثقافية والوراثية تساهم في تفاقم المشكلة.

مساحة إعلانية