رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1330

الرعاية الصحية في سوريا ضحية 6 سنوات من الحرب

11 أبريل 2017 , 10:05م
alsharq
جنيف — الشرق

دخل الصراع في سوريا عامه السابع، وطيلة السنوات الست الماضية، تدهورت بشكلٍ خطيرٍ فرص حصول السكان المدنيين في سوريا على الخدمات الصحية. فأكثر من نصف المستشفيات العامة والمراكز الصحية الأولية في سوريا قد أُغلِقت أو لا تعمل إلا بصورة جزئية. وفرَّ من البلاد ما يقرُب من ثلثي العاملين في مجال الرعاية الصحية. حتى ان الكثير من مرافق الرعاية الصحية، التي لا تزال تعمل، تفتقر هي الأخرى إلى المياه النظيفة والكهرباء والإمدادات والمستلزمات الطبية والجراحية الكافية.

وتؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية ورابطة الاطباء السوريين المغتربين أن الوصول إلى المرافق الصحية العاملة يُشكِّل تحدِّياً أمام أكثر الناس هناك، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون به. وبالرغم من اعلان وقف إطلاق النار، لم تستطع منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بعدُ الوصول بانتظامٍ إلى المجتمعات المحلية في المناطق التي يصعُب الوصول إليها. علاوة على ذلك، تشير أحدث البيانات إلى أن أكثر من ثلثي الهجمات التي استهدفت مرافق الرعاية الصحية في العالم عام 2016 قد حدثت في سوريا.

من جانبه، صرح الدكتور بيتر سلامة، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، قائلاً "إن الاحتياجات الصحية الأساسية في سوريا لا تُلبَّى حتى الآن، واستُنفِدت إلى الحد الأقصى الموارد المتاحة لدعم العاملين الصحيين، وأُنهِك النظام الصحي بأعباءٍ كثيرة تفوق طاقته. ولا تزال العقبات التي تحول دون الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية قائمة، ومنها الأخطار الأمنية التي تواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية، وتوفُّر الأدوية والمستلزمات والمعدات". وأضاف إنه " قبل أن تُزهَق أرواح أخرى، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تمكينها من الوصول بانتظامٍ، دونما حواجز أو عراقيل، إلى جميع المناطق لإيصال الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية المُنقِذة للحياة".

ودأبت المنظمة، رغم العقبات، على دعم الخدمات الصحية بالأدوية والإمدادات من خلال تدريب مَن تبقى من العاملين الصحيين، ومن خلال الفِرَق الطبية والعيادات المتنقلة عبر ممرات العبور، والبرامج العابرة للحدود.

نقص حاد

ولا تزال الخدمات الصحية الأساسية تعاني نقصاً حاداً في أنحاء سوريا ككل، ويتواصل قصور الموارد البشرية ونقص المستلزمات والمعدات والبنية التحتية حيث يعطّلان النظام الصحي عن أدائه لوظائفه، إذ إن نصف المستشفيات العامة في الجمهورية العربية السورية ونصف مراكزها تقريباً المعنية برعاية الصحة العمومية هي إما مستشفيات ومراكز مغلقة أو لا تؤدي عملها إلا جزئياً. ويعني النقص الحاد في عدد القابلات الماهرات وأخصائيي التوليد أن خدمات الولادة الحاسمة لا تُتاح أمام الحوامل. ويعاني سوري واحد من أصل خمسة سوريين من مشاكل في مجال الصحة النفسية، فيما يتعرّض سوري واحد من بين كل 30 سورياً لخطر اضطراره إلى أن تكون لديه احتياجات شديدة أو حادة في مجال الصحة النفسية. ورغم تزايد الحاجة في هذا المجال، لا تُقدّم خدمات الرعاية الصحية النفسية إلا في نسبة 20 % من المرافق الصحية العاملة.

كما تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية ان الشبكات الصحية المحلية التي تربط أوصال مختلف مستويات الرعاية من خلال شبكات الإحالة تعاني من التجزؤ ممّا يعقّد المسار الذي يسلكه المريض في سعيه إلى الحصول على الخدمات. ونظراً إلى القيود المفروضة على إتاحة الأدوية والرعاية المنقذة للأرواح فإن المصابين بأمراض مزمنة تهدّد حياتهم، من قبيل داء السكري والفشل الكلوي والربو والصرع والسرطان واعتلالات القلب والأوعية الدموية، معرّضون دوماً لخطر الموت أو الإصابة بمضاعفات.

مساحة إعلانية