رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1480

حقيبة مليئة بالذهب ولعبة طفلة أبرز قصص متطوع سوري

11 فبراير 2023 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

على غرار العشرات، هرع الشاب السوري محمود اليحيى للمشاركة في عمليات الإنقاذ بعد عدم قدرة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) على مواجهة كارثة الزلزال المدمر وحده. اليحيى (25 عاما) ينحدر من بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، ونازح في مخيمات الضياء بمنطقة سرمدا قرب الحدود مع تركيا. طلب محمود من منظمة الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (انصر) الانضمام لجهودها في إنقاذ العالقين، وفور وصوله منطقة جنديرس شمالي غرب حلب، بدأ مع 7 من رفاقه العمل المتواصل لإخراج الضحايا.

وخلال عمله داخل أنقاض أحد المنازل، تمكن اليحيى من إيجاد حقيبة نسائية فيها كمية من الذهب والأموال، فسلمها مباشرة لفريق الدفاع المدني. وفي حديثه للجزيرة نت، يقول اليحيى «بعد انتهاء الآليات من نبش المنازل المدمرة نزلتُ إلى داخل الركام لأبحث عن أصوات استغاثة، وعندما وجدت الحقيبة بدأت أصرخ لعل أصواتا تجيبني، لكن بدون جدوى».

وعن أكثر المشاهد التي أثرت فيه، يقول الشاب الذي يكاد يسقط من شدة الإرهاق «وجدت لعبة طفلة داخل الركام، على ما يبدو كانت نائمة بجانب صاحبتها، كما وجدت أوراقا وأقلاما لطالب شهادة ثانوية توقفت أنفاسه قبل ساعات، وبقيت كتبه شاهدة على ما حصل».

ومع تعدد مهام فريق الدفاع المدني، يتسلم أيضا الأمانات من عناصر الإنقاذ، ثم يسجل اسم العائلة صاحبة الأموال ويضعها ضمن مواقع خاصة، لتسليمها لاحقا لذوي الضحايا.

وفي بلدة جنديرس، أيضا، قالت وكالة فرانس برس أن مسعفين نجحوا في انقاذ طفل في السادسة من تحت أنقاض منزله، بعد نحو خمسة أيام على الزلزال المدمر. وتعرض الطفل موسى حميدي (ست سنوات) لإصابات في الرأس وفي يده، وبدت عيناه متورمتين. وقد لف المسعفون رأسه ويده اليمنى بضمادات بيضاء. ووقف بعد اسعافه مرتديا سترة زهرية أمام ركام أحد الأبنية. والتقاه مراسل وكالة فرانس برس بعد إخراجه من تحت الركام عند الساعة الثامنة صباحا (06,00 بتوقيت غرينتش) على وقع هتاف السكان. ولا يزال المسعفون يبحثون عن سائر أفراد عائلة الطفل. وتم انتشال أحد أشقائه إلا أنه فارق الحياة.

وقال أبو بكر محمد، أحد المدنيين الذين شاركوا في عملية انقاذ موسى، «في اليوم الخامس بعد الزلزال، تم إنقاذ موسى من تحت الأنقاض، ولديه جروح بسيطة، فيما توفي شقيقه ولا يزال بقية أفراد عائلته تحت الانقاض، وليس معروفا عنهم أي شي حتى الآن».

وجنديرس، البلدة الحدودية مع تركيا، طالها دمار هائل جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين وأودى حتى الآن بأكثر من 22300 شخص في البلدين، بينهم أكثر من 3300 في سوريا. ومنذ فجر الإثنين، ينهمك سكان ومسعفون في محافظات سورية عدة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض وسط إمكانات محدودة. ويعمل عناصر إنقاذ وسكان بأيديهم أو عبر استخدام معاول لاستحداث فتحات على أمل الوصول إلى أحياء، بينما يقف آخرون وهم يتفرجون غير قادرين على القيام بشيء. ويُعد حميدي من الحالات الاستثنائية، كونه تم إخراجه في اليوم الخامس من عمليات البحث، فيما تعد الساعات الـ72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين إذ يتم إنقاذ أكثر من تسعين بالمئة منهم ضمن هذه المهلة، وفق خبراء.

وفي تركيا، وبعد 105 ساعات من عمليات البحث، أخرج المسعفون ستة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، على قيد الحياة من تحت الأنقاض.

 

مساحة إعلانية