رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1011

باعة متجولون يبحثون عن تحسين أوضاعهم وسط الأزمة

تظاهرات لبنان.. احتجاجات ومصدر رزق

10 نوفمبر 2019 , 07:02ص
alsharq
مظاهرات لبنان.. احتجاجات ومصدر رزق.. "أ ف ب"
بيروت - أ ف ب

تفوح روائح الجبن الذائب داخل الكعك على الفحم وعرانيس الذرة والفول على عربات باعة متجوّلين أنهكتهم الأوضاع الاقتصادية ووجدوا مصدر رزق جديد لهم في وسط بيروت حيث يتجمع بشكل يومي تقريباً آلاف المتظاهرين المحتجين على فساد الطبقة الحاكمة وعجزها عن حل الأزمات المعيشية المزمنة.

يتوافد الباعة إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح بدءاً من السادسة من بعد ظهر كل يوم، أي في الوقت الذي يبدأ فيه تدفق المشاركين في الاحتجاجات. وبينهم ابراهيم (27 عاماً) الذي يقول "الثورة أصبحت بالنسبة إلينا مصدر رزق جديد وفي الوقت نفسه نتظاهر مع الناس".

ويبيع ابراهيم الكعك يوماً والذرة والفول في يوم آخر. يراقب من بعيد المكان الذي خبّأ فيه أغراضه خوفاً من أن تكتشفها القوى الأمنية وتصادرها، لأن وقوف العربات في المكان ممنوع.

ويروي الشاب أنه يعمل أصلاً في تركيب الجبس في ورش البناء، لكن عمله تراجع ويقول "انتقلنا إلى هنا لنعمل مع بدء الاحتجاجات هذا أفضل من البقاء من دون عمل"

موضحاً أن القوى الأمنية تتوقف عن تسيير دوريات عندما تزدحم الساحات.

ويوافق بائع الذرة والفول عماد حسن سعد (29 عاماً) الذي يوقف عربته عادةً على كورنيش عين المريسة في غرب بيروت، على أن الاحتجاجات باتت "مصدر رزق جديد"، مؤكداً أن "المبيع هنا أكثر لأن كثافة الناس أكثر".

ويقول ابراهيم إن كل بائع "يجني ما يتراوح بين 50 و60 ألف ليرة يومياً (بين 35 و40 دولاراً أمريكياً) إذا كان البيع جيداً".

وتؤكد المتظاهرة فريال شمص (52 عاماً) وقد لفت وشاحاً بألوان العلم اللبناني حول رقبتها، لوكالة فرانس برس "أنا أشجعهم لأن أحداً لا يعرف" الظروف المعيشية التي يعانون منها.

تحمل المتظاهرة دانا زيات (21 عاماً) طبق فول بيديها وتقول "تجمّع الناس هو فرصة لهؤلاء الشباب ليتمكنوا من العمل ولو لفترة مؤقتة".

وتضيف صديقتها جنى خزعل "هذه الثورة فتحت مجالاً لعمل الشباب الفقراء الذين لم تُتح لهم فرصة التعلّم أو غير القادرين على استئجار محلّ".

 

ويروي بائع كعك رافضاً الكشف عن هويته، "في اليوم الأول للاحتجاجات كان بحوزتي كعك وتنقلت في مناطق عدة لكنني لم أتمكن من بيعها، فنصحني أصدقائي بأن أحاول بيعها في وسط بيروت وهكذا فعلت والحمد لله لا نزال نعمل".

ويشكو البائعون من معاملة القوى الأمنية لهم حيث تحظر السلطات عملهم لأن العربات غير قانونية وتمّ تحرير 270 محضر ضبط بحقّهم يبلغ قدر كل واحد منها حوالى 450 ألف ليرة لبنانية (300 دولار أمريكي) مما يعني الحاجة إلى عشرين يوم عمل متواصلة لدفع مخالفة واحدة.

 

ويقول بائع نرجيلة يملك محلاً لبيع خدمة النرجيلة في منطقة الروشة في غرب بيروت وانتقل مؤخراً إلى ساحة الشهداء، إنه يُخرج نراجيله ويبدأ بالعمل في وقت متأخر مساءً لتجنّب أن تصادرها القوى الأمنية.

ويضيف أنه سيعود إلى محله الرئيسي عندما "ترحل الطبقة السياسية".

واعتاد بعض المتظاهرين المصرّين على مواصلة تحركهم حتى تحقيق مطالبهم، بعد الهتافات وإقامة حلقات رقص وغناء للتأكيد على سلمية تحركهم، الجلوس في ساحات الاعتصام وتدخين النرجيلة، وتناول الطعام وأحياناً لعب الورق لتمضية الليل في المكان.

وتجمّع عدد من الشباب والشابات حول امرأة مسنّة ترتدي حجاباً بني اللون، تجلس على الأرض وتضع أمامها وروداً حمراء للبيع. يسألونها عن أسباب وجودها حتى وقت متأخر في وسط العاصمة. تجيب بصوت خافت إن الفقر والعوز دفعاها إلى القدوم إلى هنا آملةً في إيجاد مصدر رزق أفضل.

مساحة إعلانية