رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3214

الشرق تستطلع آراء الأمهات العاملات: نواجه تحديات في متابعة الأبناء دراسيا

10 سبتمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
نشوى فكري

بعد بدء التعلم عن بُعد بالمدارس الحكومية والخاصة، أكد عدد من الأمهات العاملات، عن وجود تحديات تواجههن في متابعة أبنائهن، وتدبير أمورهم خلال ساعات الدراسة عن بُعد، مشيرات إلى أنه ليس هناك شخص يمكن أن يحل مكانها أو يساعدها في الإشراف على دراسة الأبناء، الأمر الذي يضع على عاتقها ضغوطا نفسية ومعنوية لها الأثر السلبي على أداء الأبناء من الناحية الأكاديمية، وعلى عملها في نفس الوقت، وخاصة للأم التي لديها اكثر من ابن يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة.

وقلن في استطلاع لـ الشرق إن الطلبة مشتتون بين الذهاب للمدرسة والتعلم عن بُعد، لذلك فإن الأمر بحاجة لمزيد من الوقت، وتكاتف جميع الجهات بالدولة لتذليل التحديات التي تواجه الطلاب، والوقوف على جميع الملاحظات وتطويرها للوصول لمخرجات تعليمية ذات جودة عالية، لافتات إلى أن هناك أيضا الضغط الناتج عن تعدد المنصات التي يحتاج إلى متابعتها أولياء الأمور، حتى يتمكنوا من الاطلاع على مجريات وتحديثات آلية التعلم عن بعد، ومتابعة أداء أطفالهم.

ظبية المقبالي:

حاجة لتكاتف جهات الدولة لتخفيف الأعباء على الأمهات

قالت السيدة ظبية المقبالي – مرشد نفسي ومجتمعي بجمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"، إن الأمهات العاملات بحاجة للعمل على أنفسهن، من خلال الاسترخاء وتمرينات النفس حتى يسيطرن على أعصابهن، مشيرة إلى أهمية محاولة إيجاد الشريك أي الزوج للإشراف على الأبناء خلال عملية التدريس، فالموضوع صعب ويحتاج إلى صبر وطولة بال، فضلا عن ضرورة تقسيم العمل، وكذلك يمكن الاستعانة بمعلمين ممن يعملون بالساعة حتى لا ترجع الأم من عملها مشحونة ومحملة بأعباء العمل، مما يؤثر على الأبناء...

وأشارت إلى بعض الصعوبة التي تجدها الأم العاملة في التأقلم إلا انه يجب الوصول لحل وسط وعليها سؤال نفسها هل تخسر أبناءها بالانفعال والعصبية، خاصة أن هذا الوضع قد فرض على الجميع، لذلك يحتاج لعمل موازنة وصبر، لافتة إلى أنها لديها البعض من زميلاتها اللاتي استطعن الحصول على إجازتهن السنوية حتى يتمكن من متابعة تعليم الأبناء عن بُعد. وتابعت قائلة: إدارات المدارس عليها مراعاة الأمهات العاملات، أي أن الأمر بحاجة لتكاتف جهات الدولة لتخفيف الأعباء على الأمهات، فالأطفال أمانة في عنق الجميع، وعلى الأم أن تدرك أن رسالتها اكبر من كونها موظفة، وعليها أيضا أن تدرك أن التعلم عن بُعد من اجل سلامة الأبناء، خاصة وأنها مطمئنة لعدم تعريضهم للإصابة، أي انه يجب النظر للجانب المشرق.

وأوضحت انه يمكن تقسيم العمل وإسناد بعض المهام لأحد الأشخاص لتخفيف الضغوط عليها، خاصة وان هناك أيضا أعباء إضافية للأمهات اللاتي يعملن معلمات بالمدارس، حيث إنهن يداومن وأبناؤهن بالمنزل، منوهة إلى أن الإشكالية تكمن في الأطفال الصغار الذين هم بحاجة لبذل مجهود في الشرح والتدريس، خاصة أن تدريس الطفل في المنزل عملية صعبة، حيث إن ردود أفعاله مع الأم تختلف عن ردود أفعاله مع الشخص الخارجي... وأضافت: أبناؤنا ضحية وضع فرض عليهم، وبالتالي هم ليسوا السبب، لذلك يجب أن نكون معهم، حيث إن الفرق أننا كبار نسيطر على الوضع، ولا نرغب أن تكون العصبية سمة من السمات الأساسية لشخصياتهم.

وضحة العذبة:

الأم المعلمة عليها ضغوط كبيرة

قالت وضحة العذبة – موظفة، إن الأم العاملة تعاني من الصعوبات، خاصة التي لديها عدد من الأبناء في مراحل تعليمية مختلفة بحاجة لمتابعة الدروس، مشيرة إلى أن الأم التي تعمل بوظيفة معلمة عليها أيضا ضغوط كبيرة، حيث إنها تذهب للدوام وتتابع الطلاب ثم مطلوب منها متابعة أبنائها عند الرجوع للمنزل، فضلا عن كونها في زمن كورونا، أي أن حياتها معرضة للخطر مما يزيد من الأعباء والقلق والضغوط ويؤثر بالسلب على نفسيتها.. وأشارت إلى ضرورة تخفيف المناهج على الطلبة حتى لا تشكل إرهاقا للمعلم وللطالب ولأولياء الأمور أيضا، وتحديد لكل مرحلة يوم للواجبات المنزلية وذلك حتى تكون الدراسة واضحة وذات جهود مثمرة، لافتة إلى انه يجب النظر إلى أن استجابة الطفل للتدريس في المنزل، تختلف عن استجابته داخل الصف، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر تلجأ للمدرس الخصوصي ليساعدهم في متابعة الأبناء.

وأكدت أهمية تقديم دورات تدريبية لأولياء الأمور في كيفية استخدام التكنولوجيا، خاصة أن البعض منهم لا يستطيعون تدريس أبنائهم، موضحة انه أيضا الطفل الصغير يحتاج لبذل مجهود اكبر من قبل الأم على عكس من الطلاب الكبار، وحتى طلاب المرحلة الثانوية ينتابهم القلق من التعلم عن بُعد، خاصة أنهم في مرحلة تحدد مستقبلهم، أي أن الطلبة مشتتون بين الذهاب للمدرسة والتعلم عن بعد، لذلك فإن الأمر بحاجة لمزيد من الوقت، والوقوف على جميع الملاحظات وتطويرها للوصول لمخرجات تعليمية ذات جودة عالية.

نعيمة الصايغ:

التعلم عن بُعد له إيجابيات وسلبيات

أكدت نعيمة الصايغ، انه رغم الضغوط الملقاة على الأم، نتيجة قيامها بمتابعة تدريس الأبناء، إلا أن التعليم عن بعد له العديد من الإيجابيات مثل ما له سلبيات، مشيرة إلى أهمية النظر لصحة وسلامة الأبناء وعدم تعريضهم للإصابة، أي أن جلوسهم في المنزل اكثر أمانا، ويجب محاولة التأقلم والتعايش معه، حتى تنتهي أزمة كورونا.. وقالت انه لا شيء يعوض ذهاب الطلاب للمدرسة من حيث حضور الحصص والورش والأنشطة المختلفة، فضلا عن تفاعل الطالب مع المعلم، ولكن يجب النظر لأصحاب الأمراض المزمنة والتي يشكل دخول الأبناء وخروجهم خطرا عليهم، لافتة إلى أن التعلم عن بُعد يشكل ضغطا على الأم العاملة، ويعلم الأبناء الاتكال، حتى أن بعض الأسر اضطرت للجوء لمعلم خصوصي لمتابعة الأبناء، وخاصة لدى الأم التي لديها اكثر من ابن في مرحلة تعليمية مختلفة.. وتابعت قائلة: إلا أن الوضع مختلف بالنسبة للطلاب في المرحلة الجامعية، خاصة الموظفين منهم، والذين كانوا غير قادرين على حضور جميع المحاضرات، مما يشكل ضغطا عليهم، حتى اصبح التعلم عن بُعد بالنسبة إليهم أكثر سهولة.

زهراء مكي:

تعدد المنصات تحد يواجهنا

ترى زهراء حسين مكي، أنه من وجهة نظرها كأم وموظفة، تعد الدراسة عن بُعد هي من أصعب التجارب التي مرت علينا، وذلك لعدة أسباب؛ مشيرة إلى أنها كونها موظفة تعمل من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر يوميا مما يعوقها عن متابعة أبنائها، وتدبير أمورهم خلال ساعات الدراسة عن بُعد، كما أنه ليس هناك شخص يمكن أن يحل مكانها أو يساعدها في الإشراف على دراستهم، مشيرة إلى أن الأمر يضع على عاتقها ضغوطا نفسية ومعنوية لها الأثر السلبي على أداء أبنائي من الناحية الأكاديمية، وعلى عملها في نفس الوقت.

ولفتت إلى أن الضغط ناتج عن تعدد المنصات التي نحتاج إلى متابعتها، كأولياء أموز لكي نتمكن من الاطلاع على مجريات وتحديثات آلية التعلم عن بعد ونتابع أداء أطفالنا، معربة عن أملها من الجهات المسؤولة سواء وزارة التعليم أو إدارات المدارس أن تخصص منصة موحدة نستطيع من خلالها متابعة الأبناء بشكل سلس، وإتاحة المحاضرات أو الدروس المسجلة لأولياء الأمور فتكون المتابعة والتدريس أكثر مرونة.

أريج بركات:

صعوبة تنظيم الوقت بين العمل وتدريس الأبناء

قالت أريج بركات، إنها كأم لثلاثة أطفال وامرأة عاملة، لم تعش ضغطا وتوترا، كالذي تعيشه حاليا حتى في بداية أزمة كورونا، والتعليم عن بُعد كان الضغط أقل بكثير من الفترة الحالية، مشيرة إلى أنها منذ بداية العام الدراسي وهى في حالة فوضى وتحاول تنظيم وقتها، ولكنها للأسف تجد صعوبة، خاصة وان ساعات اليوم لم تعد كافية لإنهاء مهامها كأم ولا كموظفة..وأشارت إلى أن الأبناء يجدون صعوبة بالعودة للدراسة بعد كل هذه المدة، لافتة إلى انه بالرغم من كل ما يحدث إلا أنني أرى أن وزارة التعليم عملت جهدها لعودة الدراسة والحياة التعليمية لطبيعتها، ولكن مع كل هذا ما زلنا غير قادرين على التأقلم، مع هذا الواقع الجديد الذي فرضته كورونا علينا، خاصة وأنها أزمة عالمية، وعلينا الصبر فلا شيء يمكن أن يعوض دور المعلم والمدرسة، لذلك فإنه للتخفيف من وطأة الضغوطات على الأم، يجب على الأب أن يكون له دور مساعد ويشارك الأم هذه المسؤوليات.

د. ماجدة عجمي:

الأم المصدر الأساسي لحفظ توازن العائلة

قالت ماجدة عجمى - دكتورة في علوم التربية، دولة قطر تلتزم بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الطفل وخاصة حقه في التعليم، ولضمان هذا الحق على الأطراف المسؤولة إنجاح التدريس عن بعد وتحقيقه، مشيرة إلى أن المسؤولية الرئيسية تقع على الأم، ولذلك تعد الأم العاملة مناضلة وعليها أن توفق بينهما، حيث إنها تثابر في إنجاز وظيفتها وتوفير الظروف الملائمة لابنها عند تلقى درسه.. وأشارت إلى أن المرأة خلال هذا الظرف الصعب الذي تمر به أغلب دول العالم، تعد المصدر الأساسي لحفظ توازن العائلة ومساعدتها على مواجهة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن تفشي هذا المرض، مشيرة إلى أن الأم تتحمل في مثل هذه الظروف مسؤولية مضاعفة لحماية أسرتها من الوباء العالمي، وعليها ارتداء قناع القوة واللامبالاة حتى تبث الطمأنينة في نفوس من حولها، وتحاول أن تدير الأزمات الناتجة عن كورونا برباطة جأش.

مساحة إعلانية