رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

560

الموصل تئنُّ من الفقر والنزوح والتشريد

10 يونيو 2015 , 12:54م
alsharq
الموصل – وكالات

حفر تاريخ الـ10 من يونيو 2014، في ذاكرة المليون ونصف المليون عراقي أبناء مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ثاني أكبر مدن العراق وأهمها من حيث التنوع الديني والمذهبي والقومي.

وبمرور الأيام كانت الذكرى تزداد ترسخا في ذاكرة المدينة مع كل مصاب جديد ينال أبنائها وبنيتها التاريخية والصحية والتعليمية والاقتصادية وهويتها الثقافية، على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي فرض سيطرته على الموصل في هذا التاريخ.

"داعش" يدمر تاريخها

وسيطر تنظيم "داعش" على المدينة بعد هروب القوات الأمنية منها، في 10 يونيو 2014، حيث دمر العديد من المعالم الأثرية، أبرزها مساجد النبي يونس، والنبي شيت، والنبي جرجيس عليهم السلام، فضلا عن تدمير عشرات المزارات الدينية التي تعود لمسلمين ومسيحيين وديانات أخرى، والاستيلاء على محتوياتها ونقلها إلى أماكن مجهولة، بحسب روايات شهود العيان.

الموصل

وقال أستاذ قسم التاريخ في جامعة الموصل، أحمد قاسم، إن "أكثر من 25 مسجدا غالبيتها تعود للسنة، وتحمل طابعا دينيا ويعتبر بعضها معالم أثرية، جرى تفجيرها من قبل تنظيم "داعش"، لعل أبرزها جامع النبي يونس عليه السلام".

وأضاف قاسم، "أغلب هذه المساجد التاريخية تعود لأكثر من 800 عام، وبعضها أقدم من ذلك، كجامع المجاهد، والمعروف في الموصل بالخضر، فضلا عن المدرسة النورية والمعروفة أيضا بمسجد الإمام محسن".

وأوضح مدير أوقاف نينوى، أبو بكر كنعان، "يوجد في المحافظة عموما 2000 و856 مسجدا، من بينها 935 في مدينة الموصل، قام "داعش" بتفجير قرابة 27 جامعا ومسجدا وضريحا وتكية منها".

وبين كنعان أن تنظيم "داعش"، "صادر أيضا محتويات مكتبة الأوقاف التي تضم كتبا تاريخية نفيسة، تعود لمئات السنين، لعل أبرزها "المصحف العثماني"، والذي كانت المكتبة تحتفظ به في خزانتها، لكنه سرق من قبل التنظيم".

ويقول أستاذ الآثار في جامعة الموصل، علي المعماري، "لم يقف التنظيم عند تدمير معالم الموصل الدينية، بل قام بتدمير صروحها المعمارية والحضارية، متمثلة بمتحف الموصل."

وأضاف المعماري، "قام التنظيم بتهريب عشرات القطع الأثرية النفيسة التي لا تقدر بثمن إلى الخارج، وبيعها في المزادات العالمية، دون اكتراث لقيمتها التاريخية عند سكان المحافظة والعراق والإنسانية جمعاء".

الوضع الاقتصادي

أما عن الوضع الاقتصادي في مدينة الموصل في ظل سيطرة "داعش"، وبحسب تقارير وخبراء مطلعين، فالوضع يشهد تدهورا كبيرا إثر الحصار المفروض على المدينة، وكذلك توقف أغلب المهن عن العمل بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وقلة الوقود، ومضايقات التنظيم، ما دفع بأصحاب المصانع لإغلاقها، وتسريح العمال.

وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة الموصل، عبد الله المولى، هذه الأسباب "أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب، وزيادة نسبة الفقر، حتى وصلت إلى 30% خلال الأشهر الـ3 الأخيرة، بعد أن كانت 19% في العام 2014".

وعلى صعيد الوضع الصحي أوضح رئيس اللجنة الصحية في مجلس النواب العراقي، فارس البريفاني، أن "شهادات أطباء اختصاصيين تؤكد تعذر إجراء العلميات الجراحية الكبرى للمرضى، جراء نفاد مواد التخدير، ومحاليل غسل الكلى، والأدوية المسعفة للحياة، وتشير إلى أن "داعش" يستغل المشافي فقط لمعالجة جرحاه، وإجراء العمليات لعناصره، بينما مستشفيات الموصل متوقفة عن استقبال الحالات الطارئة".

وتضم الموصل 4 مستشفيات كبيرة، تتوفر فيها أجهزة طبية حديثة، هي مستشفى الموصل العام في وادي حجر، والمستشفى الجمهوري، والمستشفى العام ضمن المجمع الطبي في حي الشفاء غربي الموصل، ومستشفى السلام أو "صدام" في حي الوحدة جنوب شرقي الموصل، لكن جميعها تحت سيطرة "داعش".

وقطاع التعليم بدوره، كان من أبرز القطاعات المتضررة، حيث أكدت وزارة التربية والتعليم العراقية عدم اعترافها بالنتائج الدراسية الصادرة عن المحافظة في ظل سيطرة "داعش"، بينما يعاني الطلبة النازحون من عدم توفر مدارس لهم.

كل هذه السياسات والممارسات خلال عام من سيطرة "داعش" على الموصل، دفعت بنخب المجتمع الموصلي وغالبية كفاءاته العلمية والأدبية والاختصاصات الأخرى، للفرار إلى إقليم كردستان وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب ودول مجاورة للعراق.

وتؤكد تقارير أممية أن أعداد المتقدمين من الموصليين الراغبين في الحصول على لجوء بلغ نحو 70 موصليا في اليوم الواحد.

مساحة إعلانية