تقارير وحوارات

3985

أولياء أمور لـ الشرق: عدم الاستقرار يعصف بمركز النور للمكفوفين

* التنقلات أضعفت الأداء المهني والوظيفي والعلاجي في المركز

* طلاب يستيقظون في الخامسة صباحاً ويصلون المركز الساعة السابعة بسبب قلة المواصلات

* مطالبات بوجود جهة معنية بمراقبة أوضاع مركز النور ومعرفة نقاط الضعف وعلاجها

طالب عدد من أولياء الأمور بتشكيل لجنة معتمدة لمراقبة سير عمل مركز النور للمكفوفين ومعرفة نقاط الضعف والعمل على تطويرها في ذات المركز، لافتين إلى أن تنقلات المركز خلال السنوات الأخيرة وإرجاع تبعيته لأكثر من جهة مثل "مركز الشفلح" ومن ثم استقلاليته، وبعد ذلك إرجاعه ليتبع وزارة التعليم، وبعدها المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، والآن إلى مؤسسة قطر، ما يؤكد على عدم استقراره وهو ما أثر بالسلب على الأداء المهني والوظيفي، وكذلك على أداء العاملين في المركز مثل الاختصاصيين الذين يقدمون خدمات لفئة المكفوفين.

وأكدوا لـ "الشرق" أن من يدفع ثمن عدم الاستقرار الإداري وحتى المهني او الوظيفي في مركز النور منذ عدة سنوات هم الأبناء متعددو الإعاقة ومن فئة المكفوفين المسجلين لدى المركز، حيث إنهم يحرمون من الحصول على الخدمات التي من حقهم منها العلاج الوظيفي والطبيعي والنطق وغيرها من الخدمات الأخرى التي تساهم فى تطوير قدرات هذه الفئة التي تعتبر في أمس الحاجة للخدمات في مركز النور.

تساؤلات عدة يطرحها أولياء الأمور حول وضع المركز الآن خاصة بعد الانتقال الأخير وهل سيستقر المركز لدى الجهة التابع لها الآن أم سيتم نقله الى جهة أخرى في المستقبل القريب؟ وماذا عن الخدمات المقدمة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وما الأسباب التي أدت الى نقل لمركز من وزارة التعليم الى مؤسسة قطر؟

خدمة المواصلات سيئة

قال والد الطالب أ. ن: يعاني أبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة التابعين لمركز النور للمكفوفين من سوء المواصلات وقلتها في المركز، موضحا ان بعض الأبناء عليهم الاستعداد فجرا للذهاب الى المركز، إذ ان باص المركز يمر عليهم في الساعة الخامسة صباحا لنقلهم إلى المركز، وهو وقت غير مناسب أبدا، حيث إن الأبناء يشعرون بالتعب بسبب خروجهم من المنزل فجرا ومن ثم مرور الباصات الى الطلاب الآخرين وحتى الوصول الى المركز الساعة السابعة صباحا، اي ان الطلاب يقضون فترة ساعتين وأكثر في الباص والتنقل من منطقة لأخرى وهو ما يشعرهم بالتعب عند الوصول الى المركز، وبالتالي يقضون الوقت في النوم وعدم تقبل الخدمات العلاجية المقدمة لهم في المركز بسبب التعب الشديد.

ولفت إلى أن سبب كل تلك الامور التي يعاني منها الطلاب في مركز النور للمكفوفين قلة عدد الباصات المخصصة لنقل الطلاب، منوها بانه بدلا من العمل على راحة هذه الفئة من الطلاب كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة نجدهم يعانون بشكل كبير من سوء الخدمات المقدمة لهم في المركز ما دفع بعض أولياء الامور الى ايقاف ابنائهم عن الذهاب الى المركز خلال الفترة الحالية.

4 أسباب لتردي الخدمات

وأشاد والد الطالب م.ع بدور مركز النور للمكفوفين خاصة انه من المراكز المهمة والتي تخدم الأبناء، موضحاً أن الاختصاصيين في المركز قادرون على التعامل مع أطفالنا المكفوفين بخلاف الأخصائيين في المستشفيات.

وأضاف أن الأبناء والاختصاصيين في المركز يحاولون التطوير من انفسهم والتماشي مع الخدمات المتواضعة المتوفرة حاليا، ولكن بسبب نقص الكثير من الحاجات الأساسية في مركز النور للمكفوفين لتطوير الأبناء جعلت المركز يقدم خدمات متدنية مقارنة بالخدمات السابقة التي كان يقدمها للأبناء خاصة حصص العلاج الطبيعي التي تراجعت رغم ان هناك حالات تستدعي اكثر من حصة وبسبب قلة اختصاصيين العلاج الطبيعي لا يستطيع المركز تقديم إلا حصة علاج طبيعي في الاسبوع وهو ما أثر بالسلب على حلة الابناء.

وأوضح أن المركز بحاجة إلى أربعة أمور حتى يتطور وهي: أولا يحتاج المعهد الى اختصاصي علاج طبيعي ووظيفي أكفاء لان جلسات العلاج الطبيعي والوظيفي في الوقت الحالي قليلة جداً لكل طالب وذلك لان عدد الاختصاصيين الحاليين لا يكفي مقارنة بعدد الطلبة، مع العلم أنه في حالة زيادة حصص وجلسات العلاج الطبيعي سوف يزيد تطور الطلبة.

ثانياً: يحتاج المركز إلى اختصاصي تخاطب أكفاء لان جلسات التخاطب قليلة جدا، وبعض الطلبة يأخذون جلسة واحدة بالأسبوع والبعض ليست لهم جلسات وذلك لان عدد الاختصاصيين قليل أيضاً.

ثالثاً: عدم وجود حصص علاج طبيعي في الماء وذك لان البركة المخصصة للعلاج المائي تحتاج الى إصلاح وصيانة منذ فترة طويلة، مؤكدا أن العلاج المائي في البركة يساعد الابناء كثيرا ويسارع في تطويرهم وهي حصص مهمة لأجسام الطلبة.

رابعاً: لابد من زيادة عدد المدرسين في الفصول الدراسية لان العدد الحالي قليل مقارنة بعدد الطلاب، ناهيك عن زيادة عدد الباصات أيضاً.

العلاج الطبيعي

وقال والد الطالب ر. ع: إن ابنه لديه القدرات الكافية التي تجعله يتحسن ادراكيا مع الاختصاصيين في مركز النور، ولكن بسبب قلة حصص العلاج الطبيعي وضعف الاختصاصيين مهنيا ادى الى تأخر تطور الابن جسديا لتبقى لديه بعض المشكلات مثل ضعف العضلات في الجسم، مطالبا تطوير الاختصاصيين خاصة في العلاج الطبيعي ومعرفة آلية العلاج المقدمة للطلاب وتقديم خطة علاجية لولي الامر حتى تكون لديه معرفة حول الخدمات والحصص المقدمة للابن.

متسائلا عن آلية اختيار الاختصاصيين خاصة المعنيين في تقديم العلاج الطبيعي للطلاب؟ موضحا ان الاختصاصيين من ذوي الخبرة والجيدين الذين تطور الابناء على ايديهم تم انهاء خدماتهم في السابق بدون اي اسباب مقنعة ليبقى بعض الاختصاصيين الذين ليس لديهم خبرة تؤهلهم للتعامل او تقديم العلاج الطبيعي للطلاب، وما يؤكد ذلك ان حالات معظم الطلاب تراجعت بعد أن تم الاستغناء عن خدمات الاختصاصيين الجيدين.

طالب بإعادة تبعيته لـ "التعليم".. صالح الكواري: عدم استقرار "مركز النور" إداريا أثر على دوره في المجتمع

أكدَّ المواطن صالح الكواري-كفيف-، أنَّ تبعية مركز النور للمكفوفين يجب أن تعود لوزارة التعليم والتعليم العالي، أسوة بالدول المجاورة، إذ أنَّ " المعهد " يشهد منذ فترة ماضية عدم استقلال إداري، والدليل على ذلك هو عدم استقرار تبعيته تحت أي مظلة، فضلا عن التغييرات الإدارية التي يشهدها بين الفينة والأخرى دون مبرر سوى أنَّ هناك أسبابا داخلية يجهلها الجمهور لاسيما فئة المكفوفين، أدت إلى تأثر دوره في المجتمع وتقديم الخدمات المطلوبة لفئة بعينها.

وطالب الكواري في حديثه لـ"الشرق" بضرورة الاستفادة من تجارب الدول المجاورة التي لها باع في هذا المجال، كما لابد من أن توكل المهام الإدارية للمركز لممثلين عن فئة المكفوفين أو ضعاف البصر على اعتبارهم الأكثر قدرة على تلمس احتياجات هذه الفئة، حيث من غير المنطق أن يدير شؤون المكفوفين أفراد ليسوا من ذوي العلاقة، معتقدا أنَّ نجاح المعهد مقترن بإيكال مهمة إدارته لأصحاب الشأن سواء مكفوفين او غيرهم من ذوي الكفاءة الذين يضيفون للمعهد ويسعون إلى تحسين وتطوير خدماته.

د. خالد النعيمي: انتقال المركز لأكثر من إدارة أضعف إنتاجية الطلاب المكفوفين

قال الدكتور خالد النعيمي رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين: إنّ انتقال مركز النور للمكفوفين لأكثر من إدارة طيلة 7 سنوات مضت عمل على إضعاف إنتاجية الموظفين والمعلمين والمشرفين، وأدى إلى عدم استقراره لتغير إدارته وسياساته التنظيمية والإشرافية تحت جهات عدة، منوهاً الى أنّ هذا الانتقال أثر سلباً على الطلاب المكفوفين الذين يفترض أن تكون لهم رعاية اجتماعية وإشراف تربوي واجتماعي خاص بهم يتناسب مع طبيعتهم.

وأكد ضرورة تكاتف الجهات المعنية لدراسة وضع المركز في ظل ظروف الانتقالات الإدارية المتكررة، وتشخيص حالته والنظر في نوعية المخرجات، إذ أنّ الكيف يتطلب اشرافاً دقيقاً، مشيراً إلى أنّ كل إدارة تضع سياسة معينة وعندما تسير عليها تكون قد تغيرت إلى إدارة جديدة مما يؤدي إلى خلل إداري وتنظيمي.

وقال إنّ وضع المركز محزن جداً ويتطلب سياسة تربوية وإدارية حازمة تقوده للطريق الصحيح، مؤكداً ضرورة الاستعانة بأهل الخبرة لوضع استشارات فنية متخصصة تنقذ المكفوفين من عدم الاستقرار الإداري.

طالبت بتوسيع نطاق الخدمات للمكفوفين.. منى دسمال: الفئة المستهدفة تدفع ثمن عدم استقرار مركز النور

قالت المواطنة منى دسمال –كفيفه-: إنَّه من الأولى أن تعود تبعية مركز النور للمكفوفين لوزارة التعليم والتعليم العالي، سيما وأنَّ الخدمات التي يقدمها في جلِّها خدمات تعليمية، ووزارة التعليم والتعليم العالي الجهة المعنية بالتعليم في الدولة، فمن المهم أن تشرف هي على إدارته.

وأكدت منى دسمال في حديثها لـ "الشرق" أنَّ عدم استقرار مركز النور للمكفوفين في لمن تعود تبعيته سيؤثر في المقام الأول على الطلبة والطالبات المنتسبين للمركز، حيث مع كل تنقل وآخر، سيلحقه تغير في الإدارة التي تقود المركز، وبالتالي ستتغير السياسات، والرؤى من إدارة إلى أخرى، مما سيؤثر على الفئة المستهدفة.

وتساءلت منى دسمال حول ما إذا كان التغيير الأخير الذي طرأ على مركز النور، سيؤثر على توسيع حُزمة الخدمات المقدمة؟، أم ستبقى على ما هي عليه؟، لافتة إلى أنَّه من المهم أن يتوسع نطاق الخدمات التي يقدمها المركز للفئة المستهدفة.

موظفون لـ الشرق: مركز النور لن ينجح إلا باختيار إدارة من داخله

أكدوا أن تعاقب الإدارات أفرز حالة من عدم الاستقرار..

كثرة تنقلات المركز بين المؤسسات أسهمت في تشتيت جهود العاملين

تغير الإدارات باستمرار انعكس سلباً على مخرجات المركز

العاملون بالمركز وخريجوه هم الأكثر معرفة بمواطن القصور والخلل

تباينت آراء العاملين فى مركز النور حول نقل تبعية المركز لأكثر من 5 جهات خلال السنوات القليلة الماضية، ما بين متفائل ومتشائم بالخطوة الاخيرة التى جعلت تبعية المعهد للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعى.

واتفق العاملون فى المركز على أن كثرة تنقلات المركز بين مؤسسات مختلفة فى السنوات القليلة الماضية أسهمت فى تشتيت جهود العاملين نظرا لتغير الادارات باستمرار وانعكس ذلك بالضرورة على مخرجات المعهد.

وقال أحد العاملين – فضل عدم ذكر اسمه – إن المركز مر خلال السنوات السبع الماضية بعدم استقرار ادارى كانت نتيجته ان فقد المركز خيرة موظفيه الذين فضلوا الانتقال الى مؤسسات أخرى لمجرد أن يشعروا بالاستقرار الذى فقدوه طوال عملهم بالمركز، ومن تمسك بعمله فى المركز يكون قد اختار العمل فى بيئة متقلبة لا تعرف الاستقرار، وبالتالى لن يتطور أداؤه باى حال من الاحوال مهما زادت سنين خبرته.

وأكد موظف مركز النور على ضرورة تحقيق الاستقرار للمركز حتى لا يتأثر موظفوه وطلابه بتعاقب الادارات، وذلك لا يتأتى الا من خلال تعيين احد كوادر المركز او خريجيه القدامى فى الادارة العليا المركز باعتبار ان العاملين فى المركز او خريجيه هم الاكثر معرفة بمواطن الخلل ومعالجتها، وهم الاقدر على تبنى برامج تطويرية من واقع معرفتهم بامكانيات القوى العاملة بامركز من حيث القوة والضعف، لتبنى برامج تدريبية للعاملين من اجل رفع قدراتهم وصقل خبراتهم، مشيرا فى هذا الصدد الى ان هناك اسماء كثيرة يمكن طرحها لتولى ادارة المركز ومنهم على سبيل المثال لا الحصر فيصل الكهوجى وهو احد خريجى المركز وله مهارات فى القيادة.

وقال موظف آخر إن المركز بحاجة الى استقرار ادارى وميزانية منفصلة، فاذا تحقق هذان الشرطان فان المركز سيرجع كما كان فى السابق قبل ان يدخل فى دوامة تغيير الجهات المشرفة على تسييره، مؤكدا ان طلاب المركز تأثروا بحالة عدم الاستقرار التى تسود المركز منذ 7 سنوات تقريبا.

وفى رده على سؤال حول رؤية العاملين لافضل مؤسسة مرت على ادارة المركز قال: كل الجهات التى تولت الاشراف على المركز لم تقصر فى تسيير شؤون المركز، ولكن بطبيعة الحال فان تأقلم الموظفين مع الادارات الجديدة او العكس يتطلب وقتا طويلا، وكان بالامكان كسب الوقت والجهد لو تم اختيار إدارة المركز من داخله، لأن المعهد يزخر بكوادر تتمتع بالخبرة والكفاءة.

اقرأ المزيد

القمم العربية الطارئة منذ تأسيس الجامعة العربية.. دواعي الانعقاد وأهم القرارات

يشكل الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أحد المقرات السكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة خرقا... اقرأ المزيد

234

| 13 سبتمبر 2025

 العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية

يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل... اقرأ المزيد

208

| 18 أغسطس 2025

إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

306

| 04 أغسطس 2025