رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4440

اليوم الرياضي.. تظاهرة إنسانية رياضية فريدة من نوعها

10 فبراير 2014 , 08:14م
alsharq
عبد الرحيم ضرار

تقام بدولة قطر في الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام فعاليات "اليوم الرياضي للدولة" والذي يعتبر كرنفالاً رياضياً تاريخياً فريداً من نوعه، وقد صدر قرار أميري في عام 2012 بأن يكون هذا اليوم عطلة رسمية في الدولة، وقطر هي أول دولة في العالم تخصص يوماً من كل عام للاحتفال رسمياً بممارسة الرياضات المختلفة، تعبيراً عن الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في الحياة الإنسانية وما تشكله من فوائد على المجتمعات والأفراد، وتستعد الدولة هذه الأيام لانطلاق فعاليات اليوم الرياضي الذي يوافق يوم 11 فبراير الجاري، والذي تصب نتائجه في المنهج الإستراتيجي للدولة من خلال تحقيق وتنفيذ أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

ويشهد اليوم الرياضي مشاركة رفيعة المستوى من أعلى قمة هرم الدولة، وذلك بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وبمشاركة كل الوزراء ورؤساء المؤسسات والهيئات الحكومية، وهذا دلالة على الحرص الكبير الذي توليه الدولة من خلال دعمها لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها والمحافظة في الوقت نفسه على الرياضات التي مارسها الآباء والأجداد والاحتفاء بها تخليداً لها، لتتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.

مشاركة القطاعين العام والخاص

كما تشهد فعاليات اليوم الرياضي مشاركة واسعة للقطاعين العام والخاص، حيث تنظم الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية واللجنة الأولمبية وكل الاتحادات الرياضية والمؤسسات الصحية والمستشفيات والشركات الخاصة، فعاليات وأنشطة رياضية مختلفة تتخلل هذه الفعاليات التي يشارك فيها منتسبو هذه الجهات، وإقامة مسابقات رياضية ساخنة ترسي قواعد متينة للتنافس الشريف وتعمل على رفع الروح المعنوية لدى المشاركين، هذا بالإضافة للمشاركة الفاعلة من مختلف قطاعات المجتمع القطري، من مواطنين ومقيمين على حد سواء، ليخرج اليوم الرياضي لوحة إنسانية رياضية فريدة من نوعها تساهم في خلق مجتمع تعتبر الرياضة فيه أداة لأسلوب حياة مختلفة وجديدة لكل من يعيش على أرض قطر، ولتصبح بعد ذلك الرياضة عنصراً مهماً لبناء مجتمع شامل ومتكامل وقوي، فضلاً عن أنه سيصبح قادراً على الإنتاج وفقاً لنمط وأسلوب حياة رياضية وصحية تنعكس مخرجاتها بصورة إيجابية على كافة قطاعات التنمية المجتمعية والإنسانية.

الاستثمار في الإنسان

ويشكل اليوم الرياضي علامة فارقة في تاريخ البشرية، لما تعكسه الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي تبنت شعارات الاستثمار في الكادر البشري والعمل على تهيئته عبر توفير كل سبل العيش الكريم لبناء مجتمع يذخر بحياة صحية للإنسان القطري من خلال ترسيخ مفاهيم الفوائد الصحية الناتجة عن ممارسة الرياضة، ولتحويل مفهوم الفرد من مستهلك إلى منتج يساهم بشكل بالغ في تطوير نفسه والعمل على تأهيلها لمواكبة التطور الذي تشهده الحياة الإنسانية في العالم من حوله، ما يؤدي بالضرورة إلى تكوين مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة كل التحديات التي تواجهه وتحقيق أعلى النجاحات والانتصارات في كل المحافل التي يشارك فيها، وبهذه الصورة يكون هذا الفرد قد شارك فعلياً في تنفيذ الخطط والرؤى الإستراتيجية للدولة تجاه التنمية المجتمعية والرياضية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وغيرها من المجالات التي تمثل ركيزة أساسية ودليلا واضحا على تحضر ورقي المجتمعات الإنسانية، مما يسهم في ترقية مفهوم الانتماء الوطني والعمل على صون ورفعة دولة قطر في كل المحافل الإقليمية والدولية والعالمية.

الرياضة للجميع

وبالإضافة للمشاركة الكبيرة من المواطنين القطريين في فعاليات اليوم الرياضي، يشهد أيضاً مشاركة واسعة لكل المقيمين الذين يعيشون على أرض قطر الحبيبة بكافة فئاتهم وتخصصاتهم، كما تحرص كل الأطياف المكونة للمجتمع القطري على المشاركة في فعاليات هذا اليوم من خلال المنافسات والمسابقات التي تنظمها وزاراتهم ومؤسساتهم وشركاتهم التي يعملون بها، أو من خلال الاحتفال مع أسرهم بممارسة الرياضة في المجمعات الرياضية والحدائق العامة والمناطق المخصصة لممارسة الرياضة والتي تنتشر في كافة أنحاء الدولة، فضلاً عن المشاركة القوية لقطاع العمالة الوافدة، من خلال الاهتمام الذي أولته الدولة لهذه الفئة المهمة، وتقديراً لمساهمتها الفاعلة في أعمال مختلف المشاريع التي تنفذها الدولة من خلال القطاعين العام والخاص، حيث تنظم لهم فعاليات ضخمة ومهرجانات ومسابقات رياضية تقدم فعالياتها جوائز وهدايا عينية ومادية تكريماً لجهودهم وتعظيماً لدورهم المحوري في مسيرة النهضة بالبلاد، حيث إنهم، وبمشاركتهم في فعاليات هذا اليوم، يعبرون عن قدرتهم على مواصلة العطاء كفئة منتجة ومهمة في الوقت نفسه لكل دولة تنشد التطور والتنمية وتبحث عن الرفاهية لشعبها.

عاصمة الرياضة العالمية

وهذا الزخم الكبير الذي كونته الدولة من خلال مبادراتها الخلاقة في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية المختلفة، وما تشهده من تنظيمها لفعاليات رياضية مميزة وفريدة من نوعها جعلها تصبح، وبلا منازع، عاصمة للرياضة العالمية، وفوز قطر بتنظيم أكبر تظاهرة رياضية في العالم والمتمثلة في مونديال كأس العالم قطر 2022 كأول دولة عربية تنظم هذا الحدث العالمي الضخم، ما هو إلا تتويجاً للجهود الجبارة التي بذلتها القيادة الحكيمة للبلاد من أجل أن تتقدم دولة قطر وتترقى لتعتلي المراتب الرفيعة بين رصيفاتها من دول العالم.

ومواكبة للتطور التكنولوجي والتقني الذي يشهده العصر الحديث وتماشياً مع التوجه الذي رسخت مفاهيمه الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة قامت اللجنة الأولمبية القطرية، وهي أعلى المؤسسات الرياضية بالدولة، بإطلاق موقع إلكتروني رسمي لليوم الرياضي للدولة "www.sportday.qa" الذي يعتمد على اللغتين العربية والإنجليزية في كل تغطياته الإخبارية والحدثية، ويوفر الموقع الإلكتروني تغطية حصرية ومباشرة لفعاليات اليوم الرياضي، من خلال تواجد مراسليه في المواقع التي تشهد الفعاليات، علاوة على توفير كل متطلبات الميديا، من صور وغيرها، يتم نقلها ونشرها من مواقع الأحداث مباشرة، وتسهيلاً على كل من يريد المشاركة في هذا اليوم قام الموقع بنشر خريطة توضيحية تبين كل المواقع والأماكن التي ستستضيف فعاليات اليوم الرياضي.

نجاح تلو النجاح

ويضاف النجاح الكبير الذي حققته قطر من خلال تخصيصها ليوم رياضي رسمي، إلى قائمة النجاحات التي حققتها في شتى المجالات، ما جعلها تصبح من أفضل دول المنطقة والشرق الأوسط من حيث الاهتمام وتلبية متطلبات واحتياجات الفرد بالدولة، فضلاً عن أن الاقتصاد القطري يعتبر من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، واستطاعت الدولة أن تطور الحياة المجتمعية من خلال عملها على تطوير الفرد القطري وتهيئة كل المناخات التي تساعده على الإبداع في كل المجالات التي ينتمي إليها، من خلال رفع ثقته بنفسه وتأهيله وفتح المجال أمامه ليشارك بقوة في دفع عجلة النهضة الاقتصادية للدولة والمساهمة في تنفيذ المشاريع الضخمة على مستوى قطاعات البنية التحتية والرياضية والاقتصادية والأكاديمية والصحية والتجارية والسياحية والثقافية وغيرها.

مساحة إعلانية