رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

771

أعمال محمود عبيدي تُلهم المبدعين

10 يناير 2017 , 07:09م
alsharq
سمية تيشة

يقدم الفنان العراقي محمود عبيدي بمعرضه "فتات" ذاكرة ستبقى حاضرة لكل ما ضاع في العراق، من خلال رصده للدمار الذي حل بالبلاد عقب غزو سنة 2003، وذلك في محاولة منه لأنّ يخلق عبر سلسلة من الأعمال التركيبية كل ما تعرض للسرقة والدمار وذلك كنوع من رد الفعل على ما شهده من انهيار حضارة يبلغ عمرها سبعة آلاف سنة.

وأقل ما يمكن وصف المعرض – الذي جاء بتنظيم من متاحف قطر ويختتم 30 الجاري بكتارا- بأنه محاولة من أجل "إعادة بناء البلاد بمواد أقوى" عبر تقديم أشياء مألوفة تحطمت أو ضاعت باستخدام البرونز، حيث تدور موضوعات المعرض حول الذاكرة والنسيان والمنفى ومرارة الحزن وعن الوطن كذلك مدى قدرة المرء على التحمّل والصبر.

ويقول عبيدي "خلف المعرض تكمن فكرة عن إعادة بناء البلاد بمواد أقوى، باستخدام البرونز، حيث قمت بإعادة تقديم بعض المنحوتات التي تعرضت للنهب والسرقة، لم يعد وطنًا، بل نوع من التمثيل لإعادة بناء البلاد، لكن رغم اختياري للبرونز وهي مادة قوية إلا أنها عرضة للصدأ كما هو الحال بالنسبة لكل شيء في العراق، لم يقوموا ببناء أي شيء، أسوأ من الصفر حتى، إنه الدمار يوما بعد آخر"، لافتًا إلى أن ما يقوم به من أعمال ومنحوتات هو تذكير للجيل الجديد.

ويضم المعرض عددًا من الأعمال التركيبية الفنية، كعمل فني يحمل اسم "بدون عنوان" يتناول أهمية سقوط تمثال صدام حسين في أبريل 2003 والذي وصف حينها بالدلالة الرمزية على انتهاء معركة بغداد.

عمل فني بعنوان "أثر البعوض"

وفي هذا العمل يؤسس الفنان لفكرة شيوع "الفوضى الخلاقة" في بغداد منذ لحظة إسقاط التمثال، ثم يمضي في رواية قصة تدمير بلاده عبر مجموعة من التركيبات الفنية منها قطع أثرية وحطام طائرة وأعمال فنية مسروقة تتصل ببعضها عبر حبل واحد، إضافة إلى عمل تركيبي بعنوان "بقايا مدينة مُدمَّرة" يبلغ طوله حوالي 8 أمتار ويمثل شهادة على تدمير العراق وفيه ينقل الفنان شعوره بالحزن والأسى، فعلى خلفية تظهر فيها ضربات الفرشاة العنيفة باللون الأسود.

يجسّد عبيدي أعمال شغب يرتكبها أشخاص لا يمكن تمييزهم بشكل كامل، ساعيًا من وراء ذلك إلى بث شعور بالخطر والقلق، وعمل فني آخر بعنوان "فورد 71" وهو عمل تركيبي مصنوع من البرونز والصلب لعربة نقل من طراز فورد مكدسة بآثار آشورية وبابلية وسومرية ويظهر عليها بوضوح تمثال الثور المجنح وهو من آثار العراق القديمة ليظهر للرائي كيف سرقت آثار العراق، إلى جانب عمل "عائلة عملية حرية العراق" وهو تذكير دائمًا بالحرب وتكلفتها البشرية المستمرة.

مساحة إعلانية