رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

709

صحف نجامينا: إشادة بجهود قطر من أجل المصالحة التشادية

09 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
القاعة التي شهدت حفل الختام الرسمي للحوار الوطني التشادي أمس
عواطف بن علي

 

صادق الحوار الوطني الجامع والسيادي في تشاد أمس، على تسمية الفريق محمد إدريس ديبي إتنو رئيسا انتقاليا للبلاد لمدة عامين تمهيدا لإجراء انتخابات عامة بالبلاد. وفي ختام أعمال الحوار الوطني الذي افتتح في 20 أغسطس الماضي تمت الموافقة على إمكان ترشح ديبي للانتخابات الرئاسية مع انتهاء المرحلة الانتقالية. وأكد الفريق محمد إدريس ديبي في خطاب له في ختام أعمال الحوار الوطني على مرحلة انتقالية جديدة مخصصة لالتزام المهل المحددة من أجل العودة إلى النظام الدستوري. وجدد التزامه بالإفراج عن أسرى حرب مقابل وقف لإطلاق النار ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار. ووقعت الأطراف التشادية اتفاقية الدوحة للسلام في أغسطس الماضي بمشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد، تحت رعاية دولة قطر، والتي جاءت تتويجا للمفاوضات التي استضافتها خلال 5 أشهر بمشاركة إقليمية ودولية.

* تفاهم تشادي

توجه الزعيم السابق لحركة معارضة والمشارك في الحوار الوطني، محمد نوري اللاتشي، بشكر خاص لدولة قطر على جهودها الدؤوبة لإنجاح اتفاق الدوحة للسلام والحوار الوطني الشامل والسيادة الذي يعد موضع ترحيب، حيث سخرت دولة قطر الموارد البشرية والمادية والمالية واللوجستية لصالح المصالحة الوطنية في تشاد. وأعربت الجلسة العامة عن امتنانها لدولة قطر على جهودها متعددة الأوجه في إنجاح الحوار التشادي، حسب تقرير صحيفة الوحدة.

وقالت صحيفة تشاد أنفو، إنه خلال خطابه الختامي للحوار الوطني الشامل والسيادي، تواصل محمد إدريس ديبي إتنو مجددًا مع من يعارضون سلطته. كـدليل على حسن نيته "تعهد السيد رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالإفراج عن جميع أسرى الحرب".

وشكر المشاركون في الحوار شركاء تشاد على دعمهم المتنوع خلال هذه الفترة الانتقالية وعلى تنظيم “الحوار الوطني الشامل والسيادي” الذي انتهى أمس. وطلب منهم الاستمرار في هذا الاتجاه من أجل العودة إلى النظام الدستوري بعد فترة “المصالحة” تبنى المندوبون في "الحوار الوطني الشامل" التشادي بـ"التوافق" تمديد المرحلة الانتقالية في البلاد لمدة عامين كحد أقصى، تبقى فيها البلاد تحت سلطة المجلس العسكري. كما وافق المندوبون على أن يكون بمقدور رئيس المجلس محمد ديبي إتنو الترشح لرئاسة البلاد، بعد أن أصبح بموجب هذه الإجراءات "رئيسا انتقاليا" لتشاد.

وكان مؤتمر الحوار الوطني الشامل قد انطلق في أغسطس وشاركت فيه عدة أحزاب وجمعيات مدنية، ونحو 40 من الحركات المسلحة التي وقعت مع المجلس العسكري الانتقالي، يوم 8 أغسطس، اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد برعاية قطرية.

* مسار السلام

وقعت الأطراف التشادية اتفاقية الدوحة للسلام بمشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد، تحت رعاية دولة قطر، والتي جاءت تتويجا للمفاوضات التي استضافتها خلال الأشهر الخمسة الماضية بمشاركة إقليمية ودولية، ونجح الاتفاق في انعقاد الحوار الوطني في العاصمة التشادية نجامينا، الذي يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. ولم تتردد دولة قطر لحظة في قبول الوساطة واستضافة المفاوضات بين الأطراف التشادية إيمانا منها بأن التصالح الحقيقي للشعب التشادي هو الضمانة الأكيدة لاستدامة السلام والاستقرار، وبناء دولة القانون والتنمية في تشاد.

شكل الاتفاق خطوة أولى في طريق المصالحة التشادية، حيث تضمن تدابير لاستعادة الثقة والسلام والوئام الوطني والأمن، منها: وقف الأعمال العدائية بصورة تامة ونهائية، التزام الحكومة الانتقالية بعدم قيام قوات الدفاع والأمن بأي عملية عسكرية أو بوليسية ضد الحركات السياسية العسكرية الموقعة على الاتفاقية أينما وجدت في البلدان المجاورة لتشاد، التزام الحركات السياسية المسلحة بعدم القيام بأي اختراق أو عمل مسلح أو هجوم من أي نوع كان ضد الحكومة الانتقالية، التزام جميع الأطراف بعدم القيام بأي عمل عدائي أو انتقامي أو مضايقة على أساس عرقي أو انتماء سياسي أو أي أساس آخر.

وعملت دولة قطر على إنجاح المفاوضات التشادية، وبذلت ما بوسعها لإنجاحها بصفتها ميسرا ومضيفا لها، وذلك في إطار سياسة الدوحة المؤمنة بالحوار والمساعي الحميدة والدبلوماسية كخيار إستراتيجي، وإيمانا بضرورة المساهمة في إحلال السلم والأمن الدوليين والإقليميين. وانطلاقا من حرص الدوحة على تحقيق السلام والاستقرار في تشاد، وبذل مساعيها الحميدة من أجل تشكيل حوار شامل يقود البلاد إلى بر الأمان، تواصلت الجهود الدبلوماسية لدولة قطر لدفع المفاوضات التشادية، وتوقيع اتفاق بين ممثلي المجلس العسكري الانتقالي والحركات المسلحة. وحققت قطر نتائج كبيرة في حل النزاعات، مما أكسبها ثقة المجتمع الدولي، وأصبحت لاعبا أساسيا ورئيسيا على الساحة الدولية في جهود الوساطة، وصارت وسيطا مقبولا إقليميا ودوليا مشهودا له بالاستقلالية والحيادية وفق القانون الدولي.

* دور قطر

نجاح الدبلوماسية القطرية في ملف معقد وصعب كالاتفاق التشادي يعزز الأدوار الكبيرة التي تلعبها الدوحة في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ومساهماتها البارزة في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم، من خلال التعاون متعدد الأطراف مع شركائها الدوليين والإقليميين، حيث حققت الدولة إنجازات كبيرة في مجال الوساطة في النزاعات، مستندة إلى سجل حافل بالنجاحات، وهي تقود حاليا جهود الوساطة بمفاوضات السلام التشادية، حيث تشهد المفاوضات تقدما في طريق إحلال السلام وإنهاء الصراع في تشاد.

وساطة الدوحة تتميز باحتوائها مختلف الأطراف وضمان تمثيل الجميع دون تحيز لطرف دون آخر، أو فرض إملاءات سياسية أو أيديولوجية، فضلا عن توفيرها دعما تنمويا لإنجاح مساعي السلام، ونزع فتيل الأزمات والصراعات دون إغفال أهمية وجود إرادة حقيقية من جانب مختلف الأطراف للوصول إلى السلام المنشود.

حصدت قطر إشادات دولية إزاء نجاحها في لعب دور الوسيط في الملف التشادي. مما يؤكد النهج الثابت للدولة طوال السنوات الماضية، الذي عززته رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بأن تكون الدوحة حاملة "مشعل نشر السلام" في مختلف بقاع العالم، خاصة في محيطها الإقليمي. كما ترسخ الجهود الدبلوماسية القطرية أمرين الأول أن الدوحة في ظل القيادة الرشيدة هي مركز الحوار والوساطات بالمنطقة، اتساقا مع إستراتيجية ثابتة تسير عليها الدولة منذ سنوات، بأن مائدة التفاوض كفيلة بحل كل الأزمات، وهذا ما أكد عليه سمو الأمير المفدى في الكثير من المناسبات عبر خطاباته المهمة.. والأمر الثاني هو ثقة الفرقاء على اختلاف مشاربهم في الوسيط القطري، باعتباره وسيطا نزيها يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

تسعى قطر إلى ضمان أن يسود السلام لا سيما في المنطقة من خلال التصدي للأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، كما تعمل باستمرار على المساهمة بشكل بنّاء في التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات والخلافات القائمة حيث كان ذلك ممكنا. وباتت جهود الوساطة القطرية معروفة للجميع، حيث أثبتت نجاحها في التوصل إلى تسوية للعديد من المنازعات، التي تهدد الأمن والاستقرار والسلام في العديد من الحالات.

مساحة إعلانية