تقارير وحوارات

1431

الشرطة المصرية تستعد لطلبة الجامعات بعناصر سرية و3 محرمات

تستقبل 23 جامعة حكومية بمصر، السبت المقبل، نحو مليوني طالب وطالبة في بداية عام دراسي جديد، وسط مخاوف من تكرار سيناريو "العنف" الذي شهدته في العام الماضي.

فبعد استراحة طويلة، نالتها السطات المصرية من المظاهرات والاحتجاجات داخل الجامعات، من المقرر أن يبدأ السبت، العام الدراسي الجديد، بعد اتخاذ إجراءات يمكن وصفها بـ "الاستثنائية وغير المسبوقة".

وافتتح العام الدراسي السابق 2013 - 2014، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وهو ما امتد أثره لساحة الجامعات أو ما يعرف بـ "الحرم الجامعي"، والذي شهد طوال فترة الدراسة "من شهر سبتمبر 2013 إلى يونيو 2014" مظاهرات ومسيرات احتجاجية، تباينت حدتها من جامعة إلى أخرى.

وكانت مظاهرات جامعة الأزهر "شرقي القاهرة" هي الأكثر حدة، لكونها تحظى بالعدد الأكبر من طلاب الجامعات، فضلا عن وجود عدد ليس بالقليل من المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، كما أن قربها المكاني من ميدان رابعة العدوية، المقر الرئيسي الذي اعتصم فيه أنصار مرسي، دفع الأمن لأن يكون أكثر تشددا مع أي مظاهرة أو مسيرة احتجاجية تخرج من الجامعة باتجاه الميدان.

ويبلغ عدد الطلاب المقيدين بجامعة الأزهر "بمختلف أفرعها داخل البلاد" 322 ألفا و809 طلاب، بنسبة 16.8% من إجمالي عدد طلاب الجامعات في مصر، تليها جامعة القاهرة بعدد 293 ألفا و425 طالبا بنسبة 15.3% من إجمالي الجامعات الحكومية، وفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء "حكومي" في نوفمبر 2013.

فيما يصل عدد الجامعات الحكومية بمصر 23 جامعة بمختلف محافظات البلاد، يدرس بها نحو مليوني طالب وطالبة، وفق المجلس الأعلى للجامعات المعني بإدارة شؤون الجامعات.

واتهم الأمن المصري طوال العام الدراسي السابق، جماعة الإخوان المسلمين، باستغلال الطلاب في مظاهرات، هدفها تقويض استقرار البلاد، في المقابل رصدت منظمات حقوقية طلابية ما وصفته بأنه "انتهاكات" بحق الطلاب.

وأصدر مرصد طلاب حرية "مرصد حقوقي غير حكومي " بيانا في يونيو الماضي، أشار فيه إلى مقتل 208 طلاب خلال العام الدراسي السابق، فيما وصل عدد من تم القبض عليهم خلال العام 1851 طالبا.

وجاءت جامعة الأزهر في المرتبة الأولى، حيث وصل عدد القتلى بها إلى 76، إضافة إلى 800 سجين، تلتها جامعة القاهرة بـ 30 قتيل و108 سجناء، ثم جامعة عين شمس، بـ 12 قتيلا، و34 سجينا.

خطوط حمراء

وفي محاولة من الجامعات للحد من تكرار هذا المشهد والاتهامات المتبادلة، استبق رؤسائها العام الجامعي بقرارات غير مسبوقة، تضمنت "3 خطوط حمراء" يحظر على الطلاب الاقتراب منها، في مقدمتها إهانة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما اتخذ الأمن في بعض الجامعات إجراءات غير مسبوقة، منها تعيين شرطة سرية داخل الجامعات، واحتفظت جامعة الأزهر بإجراءات خاصة، كونها البقعة الأكثر اشتعالا في محيط الجامعات.

الإساءة للرئيس

ربما تكون جامعة الأزهر هي الوحيدة التي قننت المحاذير في قانون، ولكن نفس هذه المحاذير تضمنها قرارات اتخذتها بعض الجامعات، وصفت من جانب رؤساء الجامعات بأنها "خطوط حمراء" لن يسمح بتجاوزها.

أولى هذه الخطوط الحمراء او "المحرمات" التي تكررت في قرارات الجامعات وتصريحات رؤساءها هي"الإساءة للرئيس عبد الفتاح السيسي"، حيث أصدر مجلس جامعة بني سويف "وسط"، قرارا بالفصل النهائي لأي طالب يسيء لرئيس الدولة، سواء بالألفاظ أو الكتابة المسيئة وكذلك الرسم على جدران الحرم الجامعي وداخل الكليات والمدن الجامعية.

إشارة رابعة العدوية

ومن الإساءة للرئيس، إلى الخط الأحمر الثاني، وهو رفع إشارة رابعة العدوية، وبينما لم تذكرها قرارات مجالس الجامعات صراحة، قالوا في قراراتهم "يحظر رفع الأعلام أو الشعارات أو إشارات أو البوسترات المنددة ضد الدولة".

ويصنف الأمن المصري رافعي "شعار رابعة" بأنهم من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، بينما تقول الجماعة إن هناك فئات أخرى من المجتمع ترفع هذا الشعار.

صور مرسي

صور الرئيس الأسبق محمد مرسي هي الخط الأحمر الثالث داخل الجامعات، حيث قال وزير التعليم العالي سيد عبد الخالق "لن يسمح بممارسة العمل الحزبي مع بدء الدراسة، بما في ذلك أي تعبير عن انتماءات سياسية، سواء بالمسيرات والمظاهرات أو رفع صور الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، أو رفع شارة رابعة، ومن يفعل ذلك ستطبق عليه عقوبات صارمة تصل لحد الفصل النهائي".

إجراءات غير مسبوقة

وتستعد الجامعات إلى جانب هذه التحذيرات بإجراءات أمنية غير مسبوقة، وفق تصريحات مسؤولين بها لمراسلي وكالة الأناضول، وفي تصريحات نشرتها صحف مصرية ومنها:

شركة أمن خاصة

ففي سابقة، هي الأولى من نوعها، تم الاتفاق مع شركة أمن خاصة لتأمين أبواب نحو 15 جامعة حكومية، بالإضافة إلى جامعة الأزهر الرئيسية بمدينة نصر.

شرطة سرية بأسيوط

مصادر بجامعة أسيوط، رفضت ذكر اسمها، إن الجامعة، قامت بتسليح عدد من أفراد الأمن المدني بأسلحة نارية منذ نهاية العام الدراسي الماضي، بينهم عدد من أمن المبنى الإداري، تحسبا لوقوع تعد أو اقتحام من جانب الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين مثل ما حدث العام الدراسي الماضي.

كلاب بوليسية وضباط شرطة سابقين

قرر مجلس جامعة القاهرة في اجتماعه الاثنين 15 سبتمبر الماضي، الاستعانة بأحدث الأجهزة الخاصة بالكشف عن المفرقعات، إلي جانب الاستعانة بالكلاب البوليسية، وذلك للكشف عن أية أجسام غريبة قد تتواجد داخل أسوار الحرم الجامعي وخارجه.

أماكن تمركز لقوات الأمن

رفعت البدرى، المستشار الإعلامي لجامعة المنوفية "شمال" قال، إنه تم تدريب أفراد أمن الكلية بالتعاون مع مديرية أمن المنوفية، بالإضافة إلى تخصيص أماكن تمركز لقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية خارج أسوار الجامعة لاستدعائها فور طلبها.

وكان من المقرر أن يبدأ العام الدراسي بالجامعات يوم 27 سبتمبر الماضي، إلا أنه تم تأجيله إلى يوم 11 أكتوبر الجاري لاستكمال الاستعدادات.